رواية هجينة لعدة تصنيفات؛ فانتازيا، بوليسية، غرائبية، غموض، مشوّقة.
الحبكة جيّدة،الشخصيات متوسطة، أسلوب السرد مشوّق، اللغة متفاوتة تصل أحيانًا إلى جودة عالية وأحياناً تقع إلى ركاكة الحضيض،مع الأخذ بعين الاعتبار أن اللغة ليست أدبية. مع العلم بأن الرواية بالفُصحى بشكل شبه كامل ولا توجد حوارات عاميّة، لكن الأمثال الشعبية وبعض الألفاظ كانت بالعاميّة،
أعجبني جداً اهتمام الكاتب باستخدام كلمات و ألفاظ مناسبة لروح زمن القصة. شيء يستحق الإشادة. أعجبني أيضًا طريقة كشف الألغاز على غرار أسلوب شيرلوك هولمز في كشف خبايا و ألغاز الجرائم.
أحببت فكرة الحبكة، خاصة مشاهد القتل المختلفة، والتي استوحاها الكاتب من كتب التاريخ وخاصة كتاب تاريخ التعذيب لبيرنهاردت ج. هروود، والتي ظهرت بشدة في حادثة الحمار وإن كانت بتصرّف.
النهاية كانت مُحبطة بالنسبة لي، وقد يكون ذلك بسبب عدم حبي لهذا الجنس الأدبي الغرائبي والذي ظننت أنه سيكون له مُبرّرًا.
الجو الغرائبي كان مُمتازًا في تصويره، لكنني لا أميل إليه خاصة أنه انتهى نهاية مُبهمة.
الرواية بها بعض المعلومات التاريخية منها الحقيقي ومنها المندرج تحت تصنيف التاريخ البديل من أدب الخيال العلمي.
الرواية بها كمّ هائل من البذاءة والفحش والاسقاطات الرمزية، إصرار غريب في حشر الأمثال الشعبية الدارجة القبيحة ذات الإبحاءات المُشينة، وتعمّد وضع ألفاظًا نابية ينفر منها القراء... أو بعضهم! هذا بالإضافة إلى التلسين والإيحاء عن طريق الاستعانة بتشبيهات من آيات قرآنية أو من أسفار الإنجيل أو من أخبار بعض الأنبياء التي لا يختلف عليها المسلمين و المسيحيين.
القراءة لأحمد مراد أصبحت كالذي يحاول الاستمتاع بوجبة شهيّة -من طبّاخ ماهر- وسط مستنقع من القاذورات!
أغلب الظن أن الكاتب عقد العزم على اعتماد نهج الخلطة السحرية في نصوصه، بذاءة وبعض اللغط مع بعض الفحش، ضمن حبكة ذكية وأسلوب ممتع ،ظنًا منه أو اعتقادًا بأن استياء القُرّاء وتبادل الاتهامات بين مؤيد ومعارض بسبب هذه الخلطة هو كفيل بإحداث ضجّة مدوّية على صفحات منصات التواصل الإجتماعي، يضمن ظهور اسم الرواية وانتشارها (حركة تسويقية للاستحواذ على الترند) اتّباعًا للممثل الشعبي - كما يحلو له الاستدلال في روايته بالأمثال الشعبية (العيار اللي ما يصيبش يدوش).
للأسف أتت رواية لوكاندة بير الوطاويط كنصّ انتكاسي لكتابات أحمد مراد بدلًا من الارتقاء بقلمه المشوّق، ورغم وعده بتقديم عمل ممتع يتلاقى فيه الأخطاء الموجودة في أعماله السابقة، إلا أن الرواية جاءت كمثال شعبي معروف ( جه يكحّلها... عماها)
تقييمي 2 من 5