اقتباسات من كتاب قلبي يحدثني بأنك متلفي

مُحِبُّوكَ تَاهُوا في الهَوى وتَوَلَّهوا

إلَيكَ إشارَاتِي وَأَنتَ الَّذي أَهوَى

‫وَأَنتَ حَدِيثي بَينَ أهلِ الهَوى يُروَى

‫

ولَكنَّ لي قَلبًا تَملَّكَهُ الهَوى

‫فَلا العَيشُ يَهنا لي ولا المَوتُ أَقرَبُ

‫

ونَحْيا بِذِكرِكُم إذا لم نَراكُمُ

‫ألَا إنَّ تِذْكارَ الأَحبَّةِ يُنعِشنَا

‫

رَفَّ الفؤادُ وشاقَني المَحبوبُ

‫أَهيمُ في لُقْياهُ كَيفَ وِصالُه

‫هَل يا تُرى يَرضى وكُلِّي عُيوبُ

‫مُتَطاوِلٌ أنا في ادِّعائي بِحُبِّه

‫والحُبُّ يأتي يَسوقُه المَطلوبُ

إنِّي الأسِيرُ بِحُبِّي فِيكَ في شَرعِ الهَوى

‫فارحَمْ قُلوبًا نالَ مِنها شُحوبُ

‫

جَعَلتُ قَلبيَ يَهفُو دَومًا لِلِّقا

‫وإذا ذَكرتُ يا حَبيبي أَطِيبُ

‫

نَظَرتُ فَلَم أَنظُرْ سِواكَ أُحِبُّهُ

‫ولَولاكَ ما طَابَ الهَوى لِلَّذي يَهوَى

كَيفَ أَسلُو ومُقلَتِي كُلَّما لَا

‫حَ بُرَيقٌ تَلَفَّتَتْ لِلِقاك

ولم يُبقِ مِنِّي الحُبُّ غَيرَ كآبَةٍ

‫وحُزْنٍ وتَبريحٍ وفَرْطِ سَقامِ

لو أَسمَعوا يَعقوبَ ذِكْرَ مَلاحةٍ

‫في وَجهِه نَسِيَ الجَمالَ اليُوسُفِي

‫أوْ لوْ رآهُ عائدًا أيُّوبُ في

‫سِنَةِ الكَرَى قِدَمًا مِنَ البَلوَى شُفِي

بَرَحَ الخَفاءُ بحُبِّ مَن لو في الدُّجى

‫سَفَرَ اللِّثامَ لَقلتُ يا بَدرُ اختَفِ

ولَقَد أَقولُ لِمَن تَحرَّشَ بِالهَوى

‫عَرَّضتَ نَفسَكَ للبَلا فاستَهدِفِ

‫أَنتَ القَتيلُ بِأيِّ مَن أَحبَبتهُ

‫فاختَرْ لِنَفسِكَ في الهَوى مَن تَصطَفي

يا مانِعي طِيبَ المَنامِ ومانِحِي

‫ثَوبَ السِّقامِ بهِ ووَجْدِي المُتلفِ

‫عَطْفًا على رَمَقي وما أَبقَيتَ لي

‫مِن جِسمِيَ المُضْنى وقَلبي المُدنَفِ

‫فالوَجْدُ باقٍ والوِصالُ مُماطِلي

‫والصَّبرُ فانٍ واللِّقاءُ مُسوِّفي

قَلبي يُحدِّثُني بِأنَّكَ مُتْلِفي

‫رُوحي فِداكَ عَرَفتَ أمْ لم تَعرِفِ

‫لَم أَقضِ حَقَّ هَواكَ إنْ كُنت الذي

‫لم أَقضِ فِيهِ أسًى ومِثْلي مَن يَفي

‫ما لي سِوى رُوحي وباذِلُ نَفسِهِ

‫في حُبِّ مَن يَهواهُ لَيسَ بمُسرِفِ

‫فلَئِن رَضِيتَ بِها فَقَد أَسعَفْتَني

‫يا خَيْبةَ المَسْعى إذا لم تُسعِفِ

كذاكَ عَفُوٌّ أَنتَ فاعْفُ تَفَضُّلَا

‫عَطُوفٌ رَؤوفٌ بِالعبادِ ومُسعِفٌ

‫لِمَن قَد دَعا يا مالِكَ المُلكِ أَجزِلَ

ويا نُورُ أَنتَ النُّورُ في كُلِّ ما بَدَا

‫ويا هادِ كُنْ للنُّورِ في القَلبِ مُشعِلَ

إلَهي غَنِيٌّ أَنتَ فاذهِبْ لِفاقَتي

‫ومُغْنٍ فأَغْنِ فَقْرَ نَفْسي لِما خَلَا

‫ويا مانِعُ امنَعْني مِنَ الذَّنبِ واشفِني

‫مِنَ السُّوءِ ممَّا قَد جَنَيتُ تَعمُّلَ

أَغِثْ واشفِني مِن داءِ نَفسِي واهدِني

‫إلى الخيرِ وَاصْلِحْ ما بعَقلِي تَخَلَّلَ

أنا بُلْبلُ الأفراحِ أَملأُ دَوْحَها

‫طَرَبًا وفي العَلْياءِ بازٌ أَشهَبُ

‫أَضحَتْ جُيوشُ الحُبِّ تحتَ مَشِيئَتي

‫طَوْعًا ومَهما رُمتُهُ لا يَعزُ