اقتباسات من رواية لن نصنع الفلك

ومثلما يجب أن ينهي المرء أي لقاء حميمي، في ذروته، قبل اكتشاف الناس أنهم قد استنفدوا حكاياتهم، ولم يبقَ لهم إلا الوداع من دون لهفة لجلسة أخرى،

وبدا لي في بعض الأوقات أنني لم أحظَ قَطُّ بما هو لي، وأحيانًا أخرى كنت أتعجب كيف تجيئني الأشياء من دون حتى أن أطلبها.

انتشيت بقراءات أمدتني بثقة عارمة بعقلي، وكدت أبكي من استغلاق قراءات أخرى عليَّ.

راقبت من هم أذكى مني كثيرًا يتحولون إلى أشخاص شديدي العادية، ورأيت أغبياء يمضون في ثبات لما لم يكونوا يحلمون به.

تمنحك قصة الحب المثالية كل شيء، إلا الحكمة، تُمنح الحكمة للخاسرين، للبحث عن أسباب خسارتهم، لقضاء العمر في تبرير الهزيمة،

ينجو الغزال الذي لا يرى الصورة كاملة.

والحب الذي طالما افتخرنا به كتجربة جميلة وإن لم تكتمل، مثلما يفتخر متعارك بندوب معركة لم يحرك فيها حتى يديه

كدليل على أن المرء هو حشد من أجمل ما رأى

‫ وعلى الأقل، لا يمكن لحشد أن يشعر بالوحدة

ينتهي فصل من حياتنا حين تفقد إحدى حكاياتنا المفضلة قدرتها على جذب الاهتمام، يبدأ آخر حين نمتلك واحدة جديدة.

والزحام الذي تحتمله لرؤية وجه مألوف محدد

أصبحت لقصتنا المجردة خلال يوم واحد تفصيلة مادية وتفسير خاطئ لها من قبل شخص ما، لا تتطلب الأساطير أكثر من هذا لتبدأ به.

وتذكَّر دومًا أن بوسع جمال عابر، في لحظة خاطئة تمامًا، أن يسبِّب حزنًا بلا نهاية.

وأعرف أنني لو مت، سأموت وفي القلب حسرة

‫ أن هناك جمالًا لم أرَه

من النظرة الأولى عرفت أن لها حركات الوحيدين المرتبكين الذين يحاولون التخطيط لكل حركاتهم، الأمر الذي يجعلهم مفضوحين تمامًا.

سيكون عليك حين يأتي زمان الوحدة ألا ترتجف، ولا تبحث عن أصدقاء الأسبوع الواحد، أو رفاق الجلسة الليلية الذين تتضجر منهم، سيكون عليك أن تتعلم ترويض التنانين، الوحدة تنين، كل ما سترميها به ستأكله وتكبر.

لم يكن النسيان لعبة عادلة بيننا، انطلقتِ مبكرًا عن الصفارة.

هذه أكثر فترات حياتي هدوءًا، لا أحلام ولا هستيريا، مرور خفيف، بلا حماسة، بلا ضجر، لا أشباح حب قديم مختبئة خلف جدار، ولا أشباح جديدة تعبر في الضباب.

أكثر الأشياء بداهة: من يهرب من شيء، يبقَ أسيره.

ربما ضاع درب، كان يمكن فيه لقصة الحب هذه أن تحدث، درب أحب فيه هذه البنت، نصنع معًا ملحمة حب مأساوية أخرى. ولسبب ما، وربما بعد استخدام آلة زمنية، تمكنت من مراوغة هذا الدرب، والسير في درب حب آخر.

لتحول حكايتك إلى قصة ساخرة، تحكيها بنبرة رجل ناضج لم تعد تهمه حماقات المراهقين وعواطفهم البائسة، ثم ستسمع ضحكاتهم، وسيوجعك ذلك، وستخفي وجعك في ضحكات هستيرية مكشوفة للآخرين.