اقتباسات من رواية لن نصنع الفلك

وأخاف ألا أمتلك ما يمكنني من المشاركة في خلق عالم أجمل، سوى خوفي

أخاف على الخائفين وهم يطمئنون من هم أقل خوفًا، لشعورهم بالمسؤولية

أخاف أن تُواجَه نكاتي بالصمت، وأن يتسبَّب أحد أفعالي في حزن شخص ما

‫ أخاف أن أثقل على من أحبهم، دون أن أدري

‫ وألا أنتبه لمن يطلبون مساعدتي

أخاف مما لا يمكنني استدراكه، ومن انفلات ما هو لي

‫ ومن رغبة عقلي في معرفة كل شيء، قبل أي حركة

أخاف من عدم معرفتي بذاتي، هل خلف هذا الجسد المرهق، والعقل المليء بالهواجس يوجد شيء أجمل، هو أنا، أم أنني محض مجموع مخاوفي وآلامي؟

أخاف أن يظل العالم يحاصرني، حتى يكاد يمحوني

‫ أن أظل أهرب مما يخيفني، حتى أنسى ما أريد

‫ وأن يلجمني التردد، فأظل في مكاني دومًا

تهكمنا على محدودية طموحات آبائنا، ثم تمنينا حياتهم الرتيبة. في الثلاثينيات من أعمارنا، ونحمل حكمة الشيوخ عن فضائل الصبر والصمت والمداراة. ملصوقة أجزاؤنا بصمغ من التواطؤ والتظاهر بالصلابة

أكتشف لعبة جديدة، فأفرغ لها يومي تمامًا. يغرق قلبي في الأشياء، ثم يضجر ويبحث عن بحار أخرى، كل شيء تعلمته، كل شيء جميل فعلته، مدين لهذا الغرام اللحظي، الولع الطاغي بكل أفق جديد،

يقول صديقي إني أنجذب لاإراديًّا لأضدادي، وتقول صديقة إنني أبحث فيهم عن نفسي التي أحلم بها،

‫ كل لطيف سيئ الحظ، وكل كريم لم يمتلك يومًا سوى حسرته

مأساة الدنيا أن كل جمال هش، وكل شجاع أرعن، وكل ذكي واعٍ بمحدوديته

‫ وفي كل الأحوال، ما تراه الآن سيزول من أمامك، والأفضل أن تتمعن فيه، ولتحنِ رأسك من أجل النظرة الثانية، فلا شيء أبعد من ذلك

البنت التي أعجبني لطفها صبيًّا، والفتاة التي أحببتها مراهقًا، والشابة التي عشقتها شابًّا، والمرأة التي أبهرتني على الدوام، مئات اللواتي أحنيت رأسي للنظر إليهن مرة أخرى

ألا أصوغ مشاعري كنكتة لأمرر حميمية ستُرفض إن أعلنت عن نفسها صراحةً

أن أحكي حكاية طويلة جدًّا، شخصية جدًّا، من دون احتراس أنني أحكيها للمستمع الخطأ

‫ ألا أكون مرة أخرى، وإلى الأبد، الطرف الأكثر حماسة

أنا الذي ورثت روح شاب كان يعلم تمامًا أن مرور الأيام يحول الآلام إلى شيء جميل لم تكنه قَطُّ، ويخطط أن يكون انتصاره الوحيد ألا يحب ألمه.

ربما ينهزم الناس في شبابهم، في حبهم الأول، لأنهم يخوضون معارك مستحيلة الاحتمالات، معارك يتعلمون تحاشيها بالوقت، وليس كيفية الانتصار فيها،

ليس الحب الأول أكثر وطأة لأنه أكثر أصالة، فعادةً ما يكون نتيجة لقلة الخيارات، هو أكثر وطأة لأنه يخترقك من دون دفاعات، ولأنك تصمد طويلًا قبل أن تكتشف أن الانسحاب ليس عارًا يجب تجنبه،

أن تنتبه للحب وهو ينفلت منك، كأن تراقب إيمانك وهو يتلاشى، لحظات شجاعة وذكاء وسخرية استثنائية جدًّا، حتى إنك تستهلك وقتًا طويلًا لتعترف أمام نفسك أن ذلك يحدث فعلًا،

هو ألطف شخص في الدنيا لأنه ليس فقط يعطيك دومًا كل ما تنتظره منه، بل لأنه أيضًا يتدخل بعشوائية وبجسارة وحميمية في ما لا دخل له به، لينقذك مرة تلو الأخرى من الوحدة والحزن والضجر