اقتباسات من رواية جدائل اللوز

حتى لو انتهى زمن الوأد الجسدي فهناك أشكال وأطياف منه تتجلى في مجتمعاتنا.

‫ وأمتعضت أكثر وأكثر من التي اختارت، وبعدها أخذت تلوم العمر والمجتمع والحظ والعين، واتخذت كلّ الأشياء كشماعة تعلق عليها فشلها،

“فالرضا، لا تدخل السعادة إلى عقب بيتك دونه، ستبقى على العتبة ولن تدخل”.

‫ لكني أعترف أنني واجهت وجع عمتي وتأثرت به ومعها أيضًا، كنت أراها تحتضر في السن القاتل لها، في آخر محطة للفتاة في المجتمع العربي

في الحياةِ يتوزعُ الأشخاصُ من حولنا في المربعاتِ ‫ البيضاء والسوداء من رقعة الشطرنج، ‫ كل شخص يختار أيّ لون يريدُ، وأي دور يلعبه ‫ هناك قاعدة فقط في الحياة استثنائية ‫ “أنك تستطيع الانتقال من لون إلى اللون الآخر!”

يمكن أن يتواجد الصفر في الحياة على شكل إنسان، في الجمع والطرح لا يؤثر، فقط يظهر تأثيره السلبي في المعادلات التي تحتاج للضرب، فيلغي كلّ شيء عندما يحاول أن يكون ذا قرار أو حكمة في حل مشكلة، أو بالقسمة بعد موت جدي

أن أكسر نفسي قليلًا ، ولا أطلب ممن حولي أن يظهروا بصورتهم المثالية لي لأتقبلهم، تعلمت هذا أيضًا بالتأكيد من عمر، هو لم يكن طفلًا محبا لهما لأنهما فقط أمه و أخته ، فقد كان عكسهما بكل شيء، ولكن كان يعرف كيف يقدم لهما ما لا يأخذه منهما كالاحتواء و الحب.

الفصل الرابع‏

‫تفاعلاتٌ كيميائية

‫ الحب، الحياة ،الدين هم الكيمياء

‫ التي إن وقعت في حب أحدها لن تفشل في حل معادلاتها.

‫ وستقتنع بها بسبب التجربة،

‫ “لا للصدفة والحظ أيّ دور بهذا.”

عند حضور صديقاتها، لتريهم جمال ابنتها وهدوئها ونظافة ملابسها، وكيف تجلس كالسيدات الراقيات ؟! خاصة وهي تحتسي الشاي بأكوابها مع لعبها على طاولتها الصفراء الصغيرة ‫ سارة كانت نسخة تحاول أن تتبع أمها ، أو تحاول أمها أن تستنسخها منها.

وجهها المليء بمساحيق التجميل والشامة السوداء المرسومة منها فوق شفتها ؛ لتمارس الرفق باليتيمة أمامهم ‫ أصبحت أتحاشى الظهور بوجود زياراتها وأرفضها وأمشي وأتركها مثنية ركبتيها وأسمعها من خلفي تقول لهن وهي تحاول أن تعتصر صوتها: ‫ - هذا طبيعي، ياللمسكينة، إنها تعاني من حالة نفسية سيئة!

أحترف فن العزلة.

‫ بالإضافة إلى أنها كانت ترغب أن يكون الجميع تابعين لما تريد، أو حاشيتها بالأحرى، وألا يتم إزعاجها في فترة فنجان قهوتها الصباحي الذي يظهر بجانبه دومًا دخان سجائرها نصف المطفئة

تتفقد صندوق الذهب خاصتها أكثر من تفقدها أولادها، وأعترف أنني التي أخفيت إسوارة لها، وحفرت تحت شجرة في فناء البيت وخبأتها، ولم أشعر بالتوتر ولا بالخوف وأنا أراها تفتش عنها، ورغم إعادتي لها بعد فترة .

لم أكره في حياتي شخصًا- أم لا؟، لكني مارست بالتأكيد عدم التقبُّل والنفور والشعور بالإعياء، والطاقة السلبية بوجودها، “هناك أشخاص يستطيعون أن يمتصوا طاقتك كلّها وتشعر بإحساس الوهن فعلا في حضرتهم ‫ كانت حالة ليست طبيعية ، تظهر أمامي كشبح .

أعرف أنني كنت الطبق الدسم وليس الطعام ، فالحديث كان عني ، لأن أغلب لقاءاتنا على الطعام بعد ذلك كانت صامتة ومتفككة ‫ فجأة باغتت سارة الجميع ببكاء عالي يخترق المكان بقوته وصداه: ‫ - عمر ماذا فعلت لسارة؟، خديجة أسكتيها.

الفصل الثالث‏

‫مقدسيةُ الروحِ والمولدِ

‫ يقول غسان كنفاني:

‫ لماذا يعشق أغلب الكتاب باريس؟

‫ هذا لأنهم لم يعيشوا يومًا ب( حيفا )

‫ وأقول

‫ فكيف لو عاشوا يومًا في القدس ؟! وكانوا

‫ مقدسيي الروح والمولد !

الحياة لا تعطي الكثير من الفرص فانتهزها ولا تفوتها!.

‫ ففي حياتي الأمــر لم يَكن مَحـض صُدفة، ولا ضــربة حَــظ أصابت نقطة الهدف ، الأمر كان يحتاج الكثير والكثير من التَـــخلي ! 👍

تعلمت أننا نفقد ونُعوض، وأن الحياة بشكل ما في زاوية غير واضحة بسبب انحسار الرؤية لدينا أو لهجراننا لها، يختبئ فيها لنا الكثير من النعم والكثير لنخوضه في “رحلة الأنا “ الخاصة بكل شخص فينا، حتى أجسادنا تستطيع أن تعوض فقدها من خلال الخلايا الجذعية🐞

“يا ليتنا نستطيع من خلال المنصب، المال، الشهادات، والأشكال أن نحدد الاشخاص؛ لكان الأمر سهلا والخيبات أقل، وصدمتنا غباء وليست اكتشاف قناع “

قرر ثقب عظام الجمجمة، من جهتين متقابلتين، وقام بفصل الأوعية والوصلات العصبية بين هذا الجزء وباقي الدماغ ككل، قرابة خمسون ألف مريض تعرضوا لهذه العملية القاتلة وتدهورت حالتهم ومصيرهم بات واضحًا، الطبيب مونز كان سياسيًا، ويبدو لي أيضًا أن داء السياسة يستطيع أن يحول الأشخاص لمهووسين.

أُمارس عملية فصلٍ للفص الجبهي من دماغي، حتى أتخلص من كلّ عثراتي النفسية وما ترتب عليها.

‫ أؤمن أني بهذا كلّه تكونت وخلال محاولاتي للبقاء والقوة، كنت أمارس تدريبا قاسيا للاتزان.

داخله بركانًا خامدًا، وكلما أحبَّ وحاول أن يعبر ظهر بعضٌ من دخانه نشتمه، أو ضبابٌ كالذي رأيته في نظَّارته.

‫ وأنا كبرت أيضًا وأصبحت صامتة وتعابير وجهي لئيمة جدًّا

الكلام، لم يكن واضحًا بسبب محاولات تواصلهما بلغة مفهومة بينهما،🆒