#كتاب_التداوي_بالفلسفة.
#الكاتب_سعيد_ناشيد.
عدد الصفحات: 176
مَنْ منا لا يرغبُ في عيشِ حياةٍ مثاليةٍ رائعة Perfect Life أو حياة جميلة مليئة بالألوان la Vie en Rouse ؟؟ طبعاً كل البشر بلا استثناء ينشدون هذه الغاية لكن ... قد تكون حياة بسيطة بلا قلق أو توتر بلا خوف بلا أمل حتى .... هي هذه الحياة المنشودة على قول نيتشه (إن نمط الحياة البسيطة هدفٌ بعيدٌ للغاية بالنسبة لي ، و سأنتظر حتى يأتي أناسٌ أكثر مني ليعثروا لنا عليه)
لذا جاء كتاب #التداوي_بالفلسفة في محاولة من الكاتب للدفاع عن دور الفلسفة في صنع الحياة في التقليل من الشقاء ، الخوف و لاستعمال العقل و التأمل ، فالكتاب عبارة عن مقالات قصيرة تندرج تحت عناوين مختلفة تعالج مواضيع تقريبا تختلج في وعي الانسان بصفة شخصية و يومية أيضاً منها : الفلسفة والخضارة ، لماذا نشعر بالملل ؟ كيف نتعامل مع المرض ؟ الرضا بالقدر كمفهوم فلسفي ، الفلسفة كخلاص ديني ، الشيخوخة ، الموت... مع إستنباط الكاتب لوصايا عشر للفلسفة في آخرها ملحق.
- يقول الكاتب أن معظلة الخطاب الديني في معظم الديانات تكمن في أنه خطاب ينمي ما يسميه اسبينوزا الأهواء الحزينة (البكاء من خشية الله مثلا) و ينمي ما يسميه نيتشه غرائز الانحطاط (أدعية تأثيم النفس مثلا) و ينمي ما يسميه فرويد قوى الموت (التحريض علي كراهية الدنيا مثلا) يضيف الكاتب في أن هذا الخطاب الديني الذي ينمي مشاعر الخوف و الرهبة و الذي يحرص علي تنميته منذ المراحل الأولى للتنشئة الاجتماعية هنا تكمن قوة التصوف الفلسفي في أنه يمثل محاولة لإحداث إنقلاب غريزي داخل الخطاب الديني في أن ينقل الدين إلى جهة دعم الأهواء المبهجة و غرايز الانتقاء علي رأسها مشاعر الحب و الاحترام.
- يورد سعيد ناشيد قول شوبهاور (الحياة مجرد معبر ) و يقول : لكنها معبر مضطرب مما يجعل الكثيرين يكتفون بالمرور بمحاذاة الحياة بدل عبورها و لكي نعبرها بأقل ما يمكن من التوتر و التذمر نحتاج إلى لي ضبط النفس و إلي قدر كبير من الحكمة .
- (من الميسر تفادي الهم بشيء من الفلسفة و الترويض العقلي ) تلك مقولة أخرى لراسل ، يوافقه الكاتب و يضيف أن التأمل أيضاً شكلٌ من أشكال الترويض العقلي لأجل التقليص من الشعور بالشقاء فهو بالتأمل يكون في حالة إنسحاب مثل طيف هارب مثل الخيال .
- يوافق الكاتب قول نيتشه ( أن يحبَ المرء قدرهُ ) فيقول عندما يتصالح المرء مع قدره الخاص و يكف عن مقارنة نفسه مع قدر غيره مدركا أن لكل إمرئ صراطه و سبيله عندها يدرك عبارة (أعرف نفسك بفسك) .
- يقول الكاتب عن تاريخ الفلسفلة و الفلسفة عينها تتألف من ثلاث خطوط متوازية : أولها كيف أفكر؟ كيف أعيش ؟ و كيف نتعايش؟ و لهذا فرهان الفلسفلة مفتوح ضد الوهم الذي يلازم العقلو ضد الشقاء الذي يلازم الحياة و ضد العنف الذي يلازم الحياة المشتركة و يضيف أنه في هذه المواحهة لن نصل إلى لي نصر نهائي -و هنا تكمن حدود الفلسفة- لكن تستطيع تقليص دائرة الوهم و الشقاء و العنف.
📝 التداوي بالفلسفة عنوان غريب قد يجلب كل قارئ فكان فعلاً أقراص مهدئة أكثر منها دواء فلسفي إن صح التعبير لما يواجهنا من صعوبات الحياة و بعض الأوضاع التي نجد أنفسها فيها و نبحث عن إجابة لها أو دواء خارج الطب ، الدين و العرف فتحل الفلسفة الأمر نسبياً.
-إعتمد الكاتب على مقولات أو أفكار لفلاسفة قدماء و حتى من عصرنا الحالي و هو يؤيدها تماما مع بعض الإضافات و الشروحات و أيضا تطبيقها على أرض الواقع و على حياته الخاصة إذ أهدى الكاتب لنفسه أولا ، مع بعض القصص التي تدعم أفكاره و حتى تدعو القارئ للتأمل و التفكير (و التي كانت سلبية أحيانا -قصة انتحار أو عدم إكتراث) لكنها حقيقة زادت من بنية الكتاب و جعلته أكثر سهولة و تسلسلاً.
- مما أعيبه على الكاتب في قوله (.. أنه الدور الذي نحتاجه اليوم في عصر إنسان ما بعد الأديان ، و أن الأديان ما عادت تلبي حاحات الإنسان الروحية بالنحو الذي ورثناه ) أقول ربما كان الموروث أقل اقناعاً مما كان ، لكنه بالمقابل لم يتخلى عن دوره في هداية الناس أم لا!!!
- في أخر الكتاب أدرج الكاتب ملحق (و هو عبارة عن مداخلة في منتدى الإصلاحات الدينية ) و تحت عنوان و ما الذي تمنحه الفلسفلة لإصلاح الخطاب الديني لدى المسلمين ؟؟ ،،،، ثم نراه في النهاية حّولَ الحوار و السؤال معا ليصيغ سؤال أخر هو : ما الإفعالات التي ينميها الخطاب الديني السائد ؟ يجيب : و هي دوام الشعور بالخوف (من غضب الله ،عذاب القبر ،القصاص وووو) و أيضا دوام الشعور بالذنب ، دوام الشعور بالغيرة ،دوام الشعور بالكراهية و هي في نظر الكاتب غرائز إنحطاط (و نحن لا ننكر أنها مرفوضة و لا يأمر الإسلام بها بتاتا ) فهو يصور المسلم كشخص مركب من مجموعة عقد و خوف لا ينتهي و لا يشعر معه براحة حتى و هو في القبر !!
إقتباس:
- (...لكن العودة الي الحياة البسيطة هي الرحلة الاصعب بعد أن ضيعنا الطريق اليها في غمرة الاوهام الكبرى.
- الحياة شيء زائل فعلا لكنه كل شيء ايضا .
-قبل دخولك للمعبد يطالبك الحراس بأمريين :لا تفكر و لا تضحك . لماذا؟ التفكير يحرر عقلك من وهم "الحقيقة" و الضحك يحرر روحك من غريزة الخوف ، لذلك يقول ابيقور "علينا أن نتفلسف و نحن ضاحكين" .