"نصف خطايا البشر تنشأ عن الخوف من الملل"
التداوي بالفلسفة
نبذة عن الكتاب
في هذا الكتاب دفاعٌ عن الحياة البسيطة، وفق بوح سبق إليه نيتشه بتواضع الكبار حين قال: [إن نمط الحياة البسيطة هدف بعيد للغاية بالنسبة لي، وسأنتظر حتى يأتي أناس أكثر حكمة مني ليعثروا لنا عليه]. فما الحياة البسيطة؟ إنها حياة أعيشها بأقل ما يمكن من الأوهام، حياة أتصالح فيها مع قَدَري الخاص، ولا أقارن نفسي بأي قَدَر لأي إنسان آخر. حياة أكون فيها كما أنا لا كما يريدني الآخرون أن أكون. حياة أبسُط فيها سلطاني على نفسي، بحيث تكون انفعالاتي ومشاعري صادقة في التعبير عن القيَم التي أعبّر عنها وأدعو إليها. حياة أصنع فيها المتعة بأقل الأشياء، وأبدع السعادة والفرح بأبسط السُّبل، حيث تكون البهجة الحقيقية هي بهجة الشعور بالنمو والارتقاء. لكن العودة إلى الحياة البسيطة هي الرحلة الأصعب بعد أن ضيّعنا الطريق إليها في غمرة الأوهام الكبرى. قد يظن البعض أن من أيسر الأمور أن نعيش حياة بسيطة! هذا غير صحيح. هذا يحتاج إلى التخلّي عن الطمع في تحصيل الأشياء غير الضرورية للعيش. ويحتاج إلى قيم رفيعة تجاه الطبيعة والبشر، وتجاه النفس. هذا الكتاب قبل أن يكون موجّهٌ لكم، موجّهٌ لي، كتبته لنفسي أوّلاً. إنه محاولة لتبيان دور الفلسفة في صنع الحياة، وذلك حتى تمارس دورها الذي هو الدور الأكثر حيوية: فليس دور الفلسفة أن تمنحنا القدرة على فهم النصوص وحسب، بل دورها بالأساس أن تجعلنا قادرين على فهم الحياة.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2018
- 168 صفحة
- [ردمك 13] 9789938941180
- دار التنوير للطباعة والنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتابمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Nàdjwá
#كتاب_التداوي_بالفلسفة.
#الكاتب_سعيد_ناشيد.
عدد الصفحات: 176
مَنْ منا لا يرغبُ في عيشِ حياةٍ مثاليةٍ رائعة Perfect Life أو حياة جميلة مليئة بالألوان la Vie en Rouse ؟؟ طبعاً كل البشر بلا استثناء ينشدون هذه الغاية لكن ... قد تكون حياة بسيطة بلا قلق أو توتر بلا خوف بلا أمل حتى .... هي هذه الحياة المنشودة على قول نيتشه (إن نمط الحياة البسيطة هدفٌ بعيدٌ للغاية بالنسبة لي ، و سأنتظر حتى يأتي أناسٌ أكثر مني ليعثروا لنا عليه)
لذا جاء كتاب #التداوي_بالفلسفة في محاولة من الكاتب للدفاع عن دور الفلسفة في صنع الحياة في التقليل من الشقاء ، الخوف و لاستعمال العقل و التأمل ، فالكتاب عبارة عن مقالات قصيرة تندرج تحت عناوين مختلفة تعالج مواضيع تقريبا تختلج في وعي الانسان بصفة شخصية و يومية أيضاً منها : الفلسفة والخضارة ، لماذا نشعر بالملل ؟ كيف نتعامل مع المرض ؟ الرضا بالقدر كمفهوم فلسفي ، الفلسفة كخلاص ديني ، الشيخوخة ، الموت... مع إستنباط الكاتب لوصايا عشر للفلسفة في آخرها ملحق.
- يقول الكاتب أن معظلة الخطاب الديني في معظم الديانات تكمن في أنه خطاب ينمي ما يسميه اسبينوزا الأهواء الحزينة (البكاء من خشية الله مثلا) و ينمي ما يسميه نيتشه غرائز الانحطاط (أدعية تأثيم النفس مثلا) و ينمي ما يسميه فرويد قوى الموت (التحريض علي كراهية الدنيا مثلا) يضيف الكاتب في أن هذا الخطاب الديني الذي ينمي مشاعر الخوف و الرهبة و الذي يحرص علي تنميته منذ المراحل الأولى للتنشئة الاجتماعية هنا تكمن قوة التصوف الفلسفي في أنه يمثل محاولة لإحداث إنقلاب غريزي داخل الخطاب الديني في أن ينقل الدين إلى جهة دعم الأهواء المبهجة و غرايز الانتقاء علي رأسها مشاعر الحب و الاحترام.
- يورد سعيد ناشيد قول شوبهاور (الحياة مجرد معبر ) و يقول : لكنها معبر مضطرب مما يجعل الكثيرين يكتفون بالمرور بمحاذاة الحياة بدل عبورها و لكي نعبرها بأقل ما يمكن من التوتر و التذمر نحتاج إلى لي ضبط النفس و إلي قدر كبير من الحكمة .
- (من الميسر تفادي الهم بشيء من الفلسفة و الترويض العقلي ) تلك مقولة أخرى لراسل ، يوافقه الكاتب و يضيف أن التأمل أيضاً شكلٌ من أشكال الترويض العقلي لأجل التقليص من الشعور بالشقاء فهو بالتأمل يكون في حالة إنسحاب مثل طيف هارب مثل الخيال .
- يوافق الكاتب قول نيتشه ( أن يحبَ المرء قدرهُ ) فيقول عندما يتصالح المرء مع قدره الخاص و يكف عن مقارنة نفسه مع قدر غيره مدركا أن لكل إمرئ صراطه و سبيله عندها يدرك عبارة (أعرف نفسك بفسك) .
- يقول الكاتب عن تاريخ الفلسفلة و الفلسفة عينها تتألف من ثلاث خطوط متوازية : أولها كيف أفكر؟ كيف أعيش ؟ و كيف نتعايش؟ و لهذا فرهان الفلسفلة مفتوح ضد الوهم الذي يلازم العقلو ضد الشقاء الذي يلازم الحياة و ضد العنف الذي يلازم الحياة المشتركة و يضيف أنه في هذه المواحهة لن نصل إلى لي نصر نهائي -و هنا تكمن حدود الفلسفة- لكن تستطيع تقليص دائرة الوهم و الشقاء و العنف.
📝 التداوي بالفلسفة عنوان غريب قد يجلب كل قارئ فكان فعلاً أقراص مهدئة أكثر منها دواء فلسفي إن صح التعبير لما يواجهنا من صعوبات الحياة و بعض الأوضاع التي نجد أنفسها فيها و نبحث عن إجابة لها أو دواء خارج الطب ، الدين و العرف فتحل الفلسفة الأمر نسبياً.
-إعتمد الكاتب على مقولات أو أفكار لفلاسفة قدماء و حتى من عصرنا الحالي و هو يؤيدها تماما مع بعض الإضافات و الشروحات و أيضا تطبيقها على أرض الواقع و على حياته الخاصة إذ أهدى الكاتب لنفسه أولا ، مع بعض القصص التي تدعم أفكاره و حتى تدعو القارئ للتأمل و التفكير (و التي كانت سلبية أحيانا -قصة انتحار أو عدم إكتراث) لكنها حقيقة زادت من بنية الكتاب و جعلته أكثر سهولة و تسلسلاً.
- مما أعيبه على الكاتب في قوله (.. أنه الدور الذي نحتاجه اليوم في عصر إنسان ما بعد الأديان ، و أن الأديان ما عادت تلبي حاحات الإنسان الروحية بالنحو الذي ورثناه ) أقول ربما كان الموروث أقل اقناعاً مما كان ، لكنه بالمقابل لم يتخلى عن دوره في هداية الناس أم لا!!!
- في أخر الكتاب أدرج الكاتب ملحق (و هو عبارة عن مداخلة في منتدى الإصلاحات الدينية ) و تحت عنوان و ما الذي تمنحه الفلسفلة لإصلاح الخطاب الديني لدى المسلمين ؟؟ ،،،، ثم نراه في النهاية حّولَ الحوار و السؤال معا ليصيغ سؤال أخر هو : ما الإفعالات التي ينميها الخطاب الديني السائد ؟ يجيب : و هي دوام الشعور بالخوف (من غضب الله ،عذاب القبر ،القصاص وووو) و أيضا دوام الشعور بالذنب ، دوام الشعور بالغيرة ،دوام الشعور بالكراهية و هي في نظر الكاتب غرائز إنحطاط (و نحن لا ننكر أنها مرفوضة و لا يأمر الإسلام بها بتاتا ) فهو يصور المسلم كشخص مركب من مجموعة عقد و خوف لا ينتهي و لا يشعر معه براحة حتى و هو في القبر !!
إقتباس:
- (...لكن العودة الي الحياة البسيطة هي الرحلة الاصعب بعد أن ضيعنا الطريق اليها في غمرة الاوهام الكبرى.
- الحياة شيء زائل فعلا لكنه كل شيء ايضا .
-قبل دخولك للمعبد يطالبك الحراس بأمريين :لا تفكر و لا تضحك . لماذا؟ التفكير يحرر عقلك من وهم "الحقيقة" و الضحك يحرر روحك من غريزة الخوف ، لذلك يقول ابيقور "علينا أن نتفلسف و نحن ضاحكين" .
-
mktbji
الكتاب: التداوي بالفلسفة
الكاتب: سعيد ناشيد
النوع: فلسفة
الصفحات: 175
" ليس دور الفلسفة أن تتخلّى عن المعذبين وتتركهم للكهنة والدجالين، ليس دورها أن تهجر الناس حين يشتد بهم الحال ويسوء المآل؛ بل دورها أن ترعاهم في كل أحوالهم وأهوالهم وأن تمنحهم شجاعة العيش في كل الظروف"
سعيد ناشيد: مفكرٌ وباحثٌ مغربي، يناقش بهذا الكتاب عدة مواضيع فلسفيةٍ، عبر مجموعةٍ من المقالات مختلفة العنوان والمضمون في المشاكل التي تواجه الإنسان على الصعيد الفلسفي؛ لتشبع رغبات الإنسان الجائع إلى الاجوبة، في كثيرٍ من الأسئلة التي تدور في أعماق النفس البشرية.
لعل أقراص الأسبرين والبندول لم تعد جديرةً بالعلاج اطلاقاً، ولعل طرق أسلافنا بالتداوي بالاعشاب لم تعد تفلح بهذا الزمن. من هنا جاءت أهمية الفلسفة والتداوي على يدها، بكثيرٍ من الأمراض التي لا يسعف أحداً علاجها غير الفلسفة وروادها، فإذا لم تساعدنا الفلسفة على تخطي أصعب المواقف التي تعصف بنا فهي ليست جديرةً بالبقاء.
كتابٌ ثريٌ بالقصص التي تخص الفلاسفة ،والمواضيع التي ناقشها الفلاسفة قديماً مثل: الموت والحياة، الشيخوشة، الحب، طبيعة الإنسان، والقضاء والقدر.... الخ، كما أنه يحتوي على كمية معلوماتٍ عن المدارس الفلسفية وأشهر أعلامها والمواضيع التي عالجتها كل مدرسة.
- إن وظيفة الفلسفة كما أكد سعيد أن تنقذ الإنسان من اوجاع الحياة وتدافع عن حقوقه ولكن يبقى السؤال الأكثر أهمية.
هل دور الفلسفة أو الفيلسوف أن يكون محامياً، يدافع عن الناس بالمعنى الماركسي الكلاسيكي؟
#مراجعة_مكتبجي
#مكتبجي
-
عبدالله الودعان
كيف يمكن للفلسفة أن تدلك لتطبيق الحياة البسيطة, يؤكد المؤلف تطبيق العيش ببساطة ليس بالفعل السهل, لأنها تتطلب التخلي عن الطمع في التحصيل الأشياء غير الضرورية للعيش. ويحتاج بالأحرى إلى قيم رفيعة تجاه الطبيعة والبشر, وتجاه النفس. خلال 22 مقالا تحدث الكاتب عن دور الفلسفة عن المواقف شديدة القسوة والضراوة التي يمر بها الإنسان خلال حياته. تميز الكتاب بسهولة الأسلوب والبعد عن المصطلحات الصعبة مما يجعله مناسبا لغير المتخصصين.
-
moath As asfour
كتاب التداوي بالفلسفة
تأليف: سعيد ناشيد.
مراجعة: معاذ عيسى العصفور.
تقييمي: ٧/١٠
تنصح بقراءته: نعم
التاريخ: ٧/٩/٢٠٢٣
——————-
.
قبل البدء ..
.
تقاس جمالية الكتاب بمحتواه والفائدة المقدمة فيه، لا بعدد صفحاته وكثرة كلماته. فكم من كتاب كبير في حجمه قليلٌ في فائدته، وكم من كتاب صغير في حجمه عظيمٌ في فائدته ونفعه.
.
لا يوجد كتاب يؤخذ كله سوى القرآن الكريم والصحاح، وما سوى ذلك يؤخذ منه ويترك على قدر الصواب والخطأ الذي يرد فيه.
.
.
نبذة عن الكتاب..
.
كتاب التداوي بالفلسفة يعطيك بعض المفاتيح والطرق المفيدة والناجعة لمواجهة صعوبات الحياة ومتطلباتها الكثيرة.
.
يغوص الكاتب في أعماق النفس البشرية فتجده يطرح أغلب التساؤلات التي ترد وتخطر على الذهن، فيضع لك إجابات ويقدم لك الحلول، والتي قد تكون نافعة لطرفٍ دون آخر.
.
هزنتي هذه الجملة كثيراً يقول الكاتب ❞ هذا الكتاب قبل أن يكون كتابي فهو كتاب لي، كتبته لنفسي أوّلًا. ❝
# ينبغي على الكاتب والمؤلف أن يضع بين عينيه أن ما يكتبه وما يخطه بيمينه هو يعبر عن مكنونات صدره وعن فلسفته بالحياة وعن ايمانه العميق بالفكرة، لا أن يكتب لمجرد الكتابة أو لطرح الأفكار المجردة الخالية من المشاعر والأحاسيس.
.
الفلسفة النشاط العقلي الأكثر هشاشة، لكن هذه الهشاشة هي ثمن السمو والرقي كذلك. كل الناس يتفلسفون لكن الاستمرار في التفلسف جهد استثنائي نادر يحتاج إلى بيئة حاضنة لا تلزم العقل بتقديس المسلمات.
.
ذكر في فقرة بالكتاب أن العلاقة بين الإنسان والله تبقى قائمة على الحب والاحترام بدل الخوف والرهبة والخنوع، ويقول بأنها المفتاح لإصلاح الأديان، وإصلاح الإنسان.
# أختلف مع الكاتب بهذه النقطة فالعلاقة بين الإنسان وبين الله عليها أن تكون قائمة على جناحين جناح الرجاء والخوف فالعلاقة لا تقوم ولا تكتمل اركانها بواحدٍ منهم فقط.
.
قصة نبي الله داوود جميلة ان ثبتت، وهي كيف أنه حزن على ما حل بإبنه من مرض ووجع، ولكن لما بلغه وفاته، تغير حاله وطلب الطعام، فلما سئل عن ذلك قال: كنتُ حزيناً عندما كنت أشعر بأنه قد ينجو ويعيش. أما الآن، فأنا موقن بأنه لن يعود أبداً، بل أنا الذي سألحق به ذات يوم، فما جدوى الحزن إذاً؟
لذلك يقول نيتشه: كان اليونانيون يعتبرون الأمل شر الشرور؛ الشر الأكثر مكراً وخداعاً.
روسو يقول: إن انقطاع الأمل يجبرنا على قلب الصفحة والبدء من جديد.
.
(٢)
.
يرى دوستويفسكي في كتابه رسائل من تحت الأرض، أنّ كل أنواع الأنين مجرّد تعبير عن لعنة الحقد التي يصبّها الإنسان المتألم على محيطه، وعلى كل من لا يتألم من حوله، وذلك على طريقة، سأزعجكم بأنيني وأقضّ مضاجعكم حتى يلحقكم شيء من الأذى الذي لحقني.
# وبهذا المعنى يكون أنين المريض معضلة أخلاقية، لا مشكلة صحّية كما يرى الكاتب.
.
صدمت كما صدم آخرون حينما تحدث الكاتب عن تحرير الحب من الأجندة الخفية للطبيعة، فذكر نقاط ومسائل في غاية القبح والسوء على سبيل المثال، قال أن تأخذ النساء موانع الحمل، والاعتراف بالزواج المثلي، وتطور ثقافة القبلة العميقة.
.
يقال بأن الكاتب يميل الى الالحاد ووجدت في فصل الوصايا العشر للفلاسفة شيء يدل على هذا الأمر، فيقول: "لا شيء في الإيمان يستحق التفاخر، ولا شيء في الإلحاد يستدعي الاعتزاز". ويقول في موضع آخر: "يبقى الإلحاد ضمن الخيارات الفردية أمرًا واردًا وممكنًا". وفي موضع اخر يقول: "فإذا كان الإيمان درجات كما يُقال، فإن الإلحاد بدوره درجات. وكما يتعذّر بلوغ الدرجة القصوى من الإيمان إذا كان لدينا عقل يتساءل، فكذلك يتعذّر بلوغ الدرجة القصوى من الإلحاد طالما لدينا قلب ينبض".
# لكن الكاتب لم يقل بصريح العبارة أنه ملحد.
.
العقل عند الفلاسفة: نسّاء عند سقراط؛ تخدعه المحسوسات عند أفلاطون؛ خطّاء عند ديكارت؛ والوعي معرَّض للاستلاب والاغتراب بحسب ماركس؛ وتخدعه قوى اللاشعور بحسب فرويد؛ بل الفكر العلمي نفسه قد تخدعه البداهات واللاشعور الجمعي للعلماء بحسب باشلار. من هنا يحتاج تحرير العقل من الأوهام إلى جهد جهيد وذكاء استثنائي.
.
تطرق الكاتب إلى نظرية غاية في الأهمية وهي تحرير المصطلحات والمفاهيم يقول ❞ المفهوم في منشئه مصطلحًا أو شخصًا أو حدثًا، ثم تحوّل في ما بعد إلى أداة نظريّة للتفكير. مثلًا، لقد تحوّلت كلمة الدولة من مصطلح في العصر الوسيط إلى مفهوم في الزمن الحديث؛ وأصبح المسيح في الأزمنة الراهنة أقرب إلى المفهوم منه إلى الشخصية التاريخية؛ وكذلك انتقل الهولوكوست خلال النصف الثاني من القرن العشرين من مجرّد حدث تاريخي، بمعزل عن وقائعه، إلى مفهوم نظري ❝
.
- ما الذي تقدّمه الفلسفة لإصلاح الخطاب الديني؟
تمنح الفلسفة للخطاب الديني فرصة أن يعيد صياغة نفسه حتى يتحرّر من الانفعالات السلبية والغرائز المدمرة (الخوف، الغضب، الغيرة، الإثم، إلخ)؛ وحتى يتخلّص من مفاهيم العالم القديم، عالم الغزوات العشائرية والتوسّعات الإمبراطورية (الجماعة، اللواء، الغزو، الغنيمة، السبي، إلخ)؛ وحتى ينفض عنه قيَم القدامة، قيم الاستبداد والهيمنة الذكورية (الطاعة، العصمة، العورة، التقليد، إلخ)
.
.
(٣)
-: اقتباسات :-
.
❞ على الأرجح لا يُصاغ الأسلوب الجيد إلّا في الظروف السيئة. ❝
.
❞ إذا لم تنفعك الفلسفة في مواجهة أشدّ ظروف الحياة قسوة وضراوة فمعناه أن دراستك لها - إن كنت تدرسها - مجرّد مضيعة للوقت، وعليك أن تعيد النظر في أسلوب التعلّم. ❝✅
.
❞ لم يكتسب كثير من دارسي الفلسفة من دراسة الفلسفة غير وهم امتلاك المعرفة، ما جعلهم صيدًا سهلًا للنزعات الأصولية والشمولية. نقول عنهم باختصار، إنهم ضحايا ثقافة النصوص. ❝✅
.
❞ ليس الشقاء سوى خيبة الأمل. ❝
.
❞يساهم أسلوب تدريس الفلسفة اليوم في نسيان ثلاثة مفاهيم أساسية: الحكمة، والتأمّل، والتفلسف. مع أنها المفاهيم الأكثر أصالة في تاريخ الفلسفة. وجراء نسيانها يغفل الدارسون أن الخبرة الحياتية الذاتية تظلّ العنصر الأهم، لذلك نراهم يتعاملون مع النصوص بنحو مجرّد عن❝
.
❞ مواصفات الحياة البسيطة تقوم على خمسة مقومات:
أولًا، حياة أعيشها بأقل ما يمكن من الشقاء والألم والأوهام.
ثانيًا، حياة أكون فيها متصالحًا مع قَدَري الخاص، بحيث أكفّ عن مقارنة نفسي بأي قَدَر آخر لأي إنسان آخر.
ثالثًا، حياة أكون فيها أنا هو أنا بالذات، بحيث أكون كما أنا لا كما يريدني الآخرون أن أكون.
رابعًا، حياة أبسُط فيها سلطاني على نفسي، بحيث تكون انفعالاتي ومشاعري صادقة في التعبير عن القيَم التي أعبّر عنها وأدعو إليها.
خامسًا، حياة حيث أصنع المتعة بأقل الأشياء، وأبدع السعادة بأيسر الوسائل، وأمتلك الفرح بأبسط السُّبل ❝
.
❞ الوعي الراهن سيكتشف أن محاولة القضاء النهائي على الشر قد تُنتج كوارث أكثر شرًا من الشر نفسه. لذلك، يقوم البديل الذي بدأ يتشكّل داخل الوعي المعاصر اليوم على فكرة أن التعايش مع حدٍّ معيّنٍ من الشر قد يكون أفضل من البحث عن حل نهائي لن ينتج في الغالب سوى شر أكبر. ❝
.
❞ معظم الفلاسفة من أفلاطون إلى هيغل قد أهملوا الجسد لفائدة العقل، والأدهى أن معظمهم جعل العقل منفصلًا عن الجسد. أما السؤال كيف نعيش؟ فلم يهتم به إلاّ القليل منهم. ❝
.
❞اتفق معظم الفلاسفة على أن تقليص دائرة الشقاء في حياة الإنسان رهين بتنمية مهارة التفكير، طالما أننا كما نفكر نكون، وطالما أننا حين نفكر بأسلوب سيئ سنعيش على الأرجح بنحو سيئ.❝
.
❞ يُعَرِّف نيتشه الفيلسوف بأنه طبيب الحضارة. ❝
.
❞ وظيفة الفيلسوف هي تشخيص أمراض الحضارة، ومن ثمة اقتراح وسائل العلاج التي قد تشمل على الأرجح كل مناحي الحضارة من اللغة إلى الأخلاق والسياسة، ومن النظريات الكبرى إلى الحياة اليومية ❝
.
(٤)
.
❞ يرى سيغموند فرويد أن دور التحليل النفسي ليس أن يجعلك سعيدًا، لكن دوره أن ينقلك من شقاء مَرَضي إلى شقاء اعتيادي. ❝
.
❞ إبكتيتوس تعرّض لتعذيب شنيع من طرف سيده الذي أزعجته قدرته الفائقة على تحمّل الألم، فوضع السيّدُ المتهوّرُ ساقَ عبده داخل آلة تعذيب وبدأ يدير الآلة بقسوة منتظرًا سماع الصراخ، لكن العبد لم يصرخ، وإنما ظل يردّد بهدوء عبارة «إنك ستكسرها» (يقصد ساقه). إلّا أن السيد المتهوّر واصل تدوير الآلة، وقد غاضته أنَفة عبده الذي اكتفى بمعاتبته بعد أن وقعت المأساة قائلًا: «ألم أقل لك إنك ستكسرها!؟». كان هذا الامتحان سببًا لعتقه من طرف سيده الذي ذُهل إلى حد الجنون! لكن الحرية لم تأتِ بلا كلفة، فقد أصبح إبكتيتوس معوّقًا. ومع ذلك أنشأ مدرسة وصار من أشهر الفلاسفة الرواقيين في التاريخ. ❝✅
.
❞ سرّ الشّقاء الذي يلاحقني: إنني أريد أن يأتي العالم الخارجي الذي لا أتحكّم فيه وفق توقعاتي بالتمام. مثلًا، فقط لأني قرّرت القيام بنزهة أعتقد بأن الجو يجب أن يبقى جميلًا. ❝
.
❞ ثمة قاعدة رواقية تقول: لا تسوء الأشياء لكن تسوء أفكارنا حول الأشياء ❝
.
❞ رؤية سينيكا أنه أستطيع أن أفهم تجربة الغضب على النحو التالي: غضبي على الآخرين ناجم عن اعتقادي بأن الآخرين يجب أن يتصرّفوا وفق توقّعاتي. ويساعدني ديوجين (أحد رواد المدرسة الكلبية) على إدراك سبب آخر لشقائي، وهو أني أحاول أن أكون بمثل توقعات الآخرين. في واقع الحال فإن ديوجين وسينيكا وإبيكتيتوس يؤلّفون فكرة مشتركة تخبرني بأني لستُ سعيدًا لأنّ الأشياء التي قد لا أتحكم فيها (تقلبات الطقس، أحوال البلد، أسواق المال، سلوك الآخرين، إلخ) أريدها أن تأتي دائمًا وفق توقعاتي، وفي المقابل فإن الأشياء التي يُفترض أني أتحكّم فيها (أفكاري، رغباتي، أذواقي، مشاعري، إلخ) أُخضِعها لتوقّعات الآخرين. يقول بوثيوس في (عزاء الفلسفة): «من يُرد أن يكون ذا سلطان حقيقي، فليبسُط سلطانه أوّلًا على نفسه». ❝✅
.
❞نصف خطايا البشر تنشأ عن الخوف من الملل» كما يرى الفيلسوف البريطاني برتراند راسل في كتابه (السعادة).❝
.
❞ معضلتنا أننا على الرغم من تكرار عبارة «إن الحياة قصيرة» فإنه لدينا الكثير من الوقت الذي لا نعرف ماذا نفعل به؟ ❞✅
.
❞ يرى الفيلسوف الفرنسي ألان في إحدى (خواطره)، أنّ مفتش الشرطة قد يكون من أسعد الناس لأنّه يقوم دائمًا بعمل ما في شروط جديدة وغير متوقعة. إنه في كل مرّة يجد نفسه أمام لغز جديد، أمام وضعية غير مسبوقة وغير متوقّعة. ❝
.
(٥)
.
❞ لا يمكننا أن نتمرّن أو نتعلّم أو نكتسب مهارة من المهارات ما لم نكن قادرين على تحمّل لحظات النّفور التي ستنتابنا بين الفينة والأخرى. ❝
.
❞ أن نفعل الشّيء نفسه على الدّوام فهذا مدعاة للملل، وألّا نفعل أيّ شيء فهذا أكثر مدعاة للملل، وألّا نفعل إلّا الأشياء التي قررناها أو المتوقَّعة منا سلفًا ومسبقًا فهذا ينتهي لا محالة إلى الوقوع في براثن الملل. ❝
.
❞ قد نحلم بوظيفة «مريحة»، لكنّنا ما إن نحصل عليها حتّى يتحوّل ترف الرّاحة إلى إحساس بالرّتابة. قد نحلم بالزّواج ممّن نحبّ لكن حرارة هذا الحب لا يمكن أن تستمرَّ على وتيرة متصاعدة، وبعد الزواج ومرور فترة من تقاسم السّقف نفسه والفراش نفسه ستختلط أحاسيس الألفة بمشاعر الضجر. قد نتوهّم أنّ تغيير الوظيفة أو تغيير الزّوج أو الزوجة سينهي المشكلة، لكننا ما إن نفعلها حتى نعود إلى لحظة التأفّف مجدّدًا في ما يشبه العود الأبديّ. ❝✅
.
❞ إذا تفاقم الملل في حياة الإنسان فقد يؤدّي إلى السأم من الحياة نفسها، ونحن لا نغيّر أمورًا كثيرة في حياتنا إلّا لأننا نحتاج إلى التجديد في الحياة، وهو ما يعني طرد الملل ❝
.
❞ بالقاعدة الرواقية التي تقول، لا تسوء الأشياء لكن تسوء أفكارنا حول الأشياء. ❝
.
❞الملل في حد ذاته ليس سيئًا، بل العكس، إنه فرصة للتفكّر وللانتباه إلى أننا ندور في حلقة مفرغة، ونكرر الأعمال نفسها غير المنتجة وغير المبدعة، وأنّ أوان التجديد قد حان لاستكشاف إمكانات جديدة.❝
.
❞ يقول المحلل النفساني الأمريكي إريك فروم: الإنسان هو الحيوان الوحيد الذي قد يشعر بالملل. نضيف، لذلك فهو الحيوان الوحيد الذي يبحث دائمًا عن الجديد، وحين لا يجده يصنعه. ❝
.
❞ المعرفة بحد ذاتها دهشة ومتعة وفرح ❝
.
❞ مَنْ يتصوَّر أن التفكير يحتاج فقط إلى العمق، يخطئ، فمن يندفع إلى العُمق لا يسبح، من يندفع إلى العُمق قبل أن يتعلّم السباحة يَغرق، وبالتالي فإن مَنْ يفقد إحساسه بالحياة، وتلمّسه لمتعها وملذّاتها، يفقد الحياة. ❝
.
❞ نسيان الجسد، وتوهّم وجود عمق «سحري» تحت سطح الجسد، لا يقود سوى إلى ظهور مثقّفين عميقين إلى درجة الإفلاس في العيش والفشل في الحياة، لا زاد لهم غير أسلوب يعسر هضمه، ولغة خشبية تثير الملل، ورتابة في تركيب الجمل. في كل الأحوال أن نحاول إقناع أنفسنا بأننا نفكّر لا يعني أننا نفكر بالفعل، حتى وإن كنّا نمارس طقوس «البحث العلمي». ❝
.
(٦)
.
❞ يعتقد سيوران بأنّ لحظة الرّعشة الجنسية هي لحظة اليأس أيضًا؛ فلا شيء بعدها، لا شيء. نضيف، عادة ما تكون اللذة المتحقّقة أثناء الرّعشة أقلّ من اللذة الموعودة أثناء المداعبة. لكن، بتعديل بسيط في الصياغة نحصل على استنتاج مبهج: إن الارتياح النفسي الذي يعقب الرّعشة هو أيضًا ذروة اليأس التي تأذن بالنوم الهادئ والهانئ ❝
.
❞ الإحساس بالذنب، والرغبة في نتائج سريعة، كل ذلك يُؤجّج التوتّر. والتوتّر حليف الفشل ❝
.
❞ ليس في المرض ما يبعث على التعاسة عدا تأويلنا للمرض.
بل، قد يمثل المرض فرصة لحياة أكثر كثافة وإبداعًا كما يرى نيتشه. ❝
.
❞ «الحب كذبتنا الصادقة» كما قال محمود درويش! ❝
.
❞ أن التحرّر من الأمل هو أيضًا فرصة للتحرر من خيبة الأمل. ❝
.
❞ يقوم موقف شوبنهاور من الحب على الأساس التالي: في تجربة الحب لسنا نحن الذين نختار وفق ذوقنا الخاصّ كما نتوهَّم، لكن الطبيعة هي التي تختار الأنسب لها ولغاية نسل متناسب. ❝
.
❞ ففي الأجندة الخفية للإغراء «يسعى الشخص من خلال الشخص المغرم به، إلى إلغاء نقاط ضعفه، وعيوبه، وتشوّهاته، لكي لا تتنامى وتصبح تشوّهات كاملة عند الطفل الذي سيتم إنجابه» ❝
.
❞ لا سرّ في الحب ولا سحر سوى ضمان نسل متناسب، حتى ولو كان ذلك - كما هي معظم الحالات - على حساب سعادة الأزواج ❝
.
❞ الزواج يختم الحكاية الرومانسية. ❝
.
❞ لماذا تضطرّ الطبيعة إلى خداعنا؟ لأنها بحسب شوبنهاور تدرك بأن الإنسان أعقل من أن يتكبّد عناء التناسل عن طواعية فيما لو لم توجد غواية قوية إلى درجة تجعله يفقد عقله. لقد وُجد الحب لكي نفقد عقولنا. وهذا كل ما في الأمر ❝
.
❞ قد يتحقّق الجنس بلا حب، وهذا الأمر يعرفه الرجال أكثر. قد يتحقّق التوالد بلا حب، وهذا الأمر يعرفه الرجال أكثر. لكن وحدها القُبلة العميقة تدلّ على الحب العميق، وهذا الأمر تعرفه النساء أكثر. لذلك، تحرير الحب يعني تأنيثه. وقديمًا قال مولانا ابن عربي: «المكان إذا لم يؤنّث لا يعوَّل عليه». ❝
.
❞ الفهم الجيد للأحوال السيئة يخفف من الشعور بسوء الأحوال ❝
.
❞ الحكمة أن نقبل شيئًا من الخسارة حتى لا نخسر كل شيء ❝
.
❞ أنشد عمر الخيام ببلاغة شعرية يقول: «يومان ما عشت لا أعنى بأمرهما - يوم تولى ويوم بعدُ لم يرِدِ» ❝
.
❞ قديما ًأنشد الشاعر الصوفي عمر الخيام يقول:
حقيقة الكون ليست عند ناظر سوى مجاز ففيم الهمَّ والألم ❝
.
❞ قال الحكيم الروماني بوثيوس: «من يُرِد أن يكون ذا سلطان، فليبسط سلطانه أوّلًا على نفسه» ❝
.
(٧)
.
❞ إن بناء الذات يجب أن ينطلق من الذات نفسها، لا من الاستحسان الذي نطلبه، ولا من شتم الظروف التي وُضعنا فيها، وإدراك أن لحظات الفرح والسعادة تأتي من الإنجاز الذي ننجزه بدوافع تخصّنا لا طمعًا في الكلمات التي تقال، فهذه زائلة والأثر باقٍ. ❝✅
.
❞ غالبا ما يقود الخوف الوسواسي من الموت إلى الاندفاع المجاني نحوه، كما لاحظ أبيقور. ❝
.
❞ الحياة نفسها عبارة عن ميتات متتالية. فلا شيء فيها يعود كما كان، كل الحفلات تنتهي، كل الأعياد تنتهي، كل القصص تنتهي، كل حكايات الحب تنتهي. إننا في كل لحظة نموت في عالم بكل معالمه وذكرياته، ونولد في عالم آخر بكامل مخاوفه وآماله. أن نتقبّل فكرة الموت النهائي معناه أن نتقبل الميتات التي تؤلّف صيرورة الحياة: لحظات الوداع، قرارات الاستقالة، إجراءات الهجرة، تدابير الانتقال، إلخ. فليست الحياة نفسها سوى ميتات متتالية. لذلك نقول أيضًا، ضدّ الحياة ليس الموت، ضدّ الحياة الولادة. وإلا فإن صرخة الولادة ليست سوى تعبير عن نوع من الموت، إنها لحظة انقطاع الحياة المشيمية، إنها بكلمة أخرى لحظة الانفصال عن جنة الرحم ❝✅
.
❞ إن الخوف من الموت يجعل الحياة غير محتملة. ذلك أن الخوف الشديد من وقوع المكروه لهو أشد وقعًا على النفس من وقوع المكروه. ❝
.
❞ الحكيم هو مَن لا يزدري الحياة ولا يخشى الموت. لأن الحياة لا تثقل كاهله، ولأنه لا يعتبر اللّاوجود شرًّا. وكما أنه لا يختار الطعام الأوفر وإنما الطعام الألذ، فهو كذلك لا يرغب في التمتع بطول العمر وإنما برغد العيش» (رسالة إلى مينيسي) ❝
.
❞ تتّفق الفلسفة المعاصرة على أن العقل فاعلية وليس جوهرًا. فلا يكون العقل عقلًا إلا أثناء استعماله. ❝
.
❞ عندما يطمئن قلبك لليقين فإنك تتوقّف في الحال عن التفكير. وقتها قد تمارس الدعاية أو الدعوة أو التبشير لكنك لن تمارس التفكير. اليقين عدو التفكير، سواء تعلّق الأمر بالتفكير الفلسفي كما يؤكد أفلاطون، أو التفكير العلمي كما يبين باشلار. ❝
.
❞ الخوف هو منبع العبوديّة بحسب هيغل طالما أن العبيد في أصلهم محاربون فضّلوا الاستسلام على الموت، فصاروا أسرى، ثم عبيدًا ينجبون عبيدًا، وبالتدريج تشكّلت طبقات اجتماعية تتوارث منظومة قيم قائمة على تعاليم الطاعة والخنوع. ❝
.
❞ بوثيوس يقول: ما تملكه يملكك ❝
.
❞ أفلاطون مؤسّس الفلسفة السياسية، وهيغل مؤسّس فلسفة التاريخ، وماركس مؤسّس نقد الاقتصاد السياسي. ❝
.
❞ الفلسفة مواجهة مفتوحة ضدّ الوهم الذي يلازم العقل، ضدّ الشقاء الذي يلازم الحياة، وضدّ العنف الذي يلازم الحياة المشتركة. ❝
.
(٨)
.
❞ قبل دخولك للمعبد يطالبك الحراس بأمرين: لا تفكر ولا تضحك. لماذا؟ التفكير يحرّر عقلك من وهم «الحقيقة»، والضحك يحرّر روحك من غريزة الخوف. لذلك، كان أبيقور يقول «علينا أن نتفلسف ونحن ضاحكين» ❝
.
❞ حين تتحسّن القدرة على التفكير تتحسّن القدرة على الحياة. ❝
.
-
هاشم السيد
H.S
كتاب "التداوي بالفلسفة" لسعيد ناشيد
يأخذنا المفكر في رحلة عميقة، كاشفًا عن قدرة الفلسفة على إرشاد الإنسان في متاهة الحياة. يتناول التخلي عن التوقعات الزائدة والبحث عن التوازن الداخلي كأدوات حيوية، تشبه تلك التي تحدث عنها "أبيقور" في رؤيته للسعادة المبنية على الرضا البسيط بالحياة.
يرى ناشيد، كما أكد "ألبير كامو" في فلسفته العبثية، أن الفلسفة ليست تأملًا نخبويًا، بل أداة عملية للنجاة من اضطراب العواطف. وهي تتقاطع هنا مع رؤى "أرسطو"، الذي ركز على فكرة السعادة التي تتأتى من التوازن بين العقل والجسد، موضحًا أن الفلسفة قادرة على توجيه الإنسان نحو السعادة الذاتية كما فعل "سبينوزا" في تحليله للأهواء البشرية.
الفلسفة، كما يعرضها ناشيد، تعيد صياغة الحياة كصراع بين الوهم والحقيقة، على غرار فلسفة "شوبنهاور" المتشائمة التي رأت في الألم جزءًا جوهريًا من الوجود البشري، إلا أن ناشيد يميل إلى التفاؤل النسبي الذي يظهر في معالجة "سينيكا" للشقاء و"نيتشه" في تشخيص أمراض الحضارة الحديثة.
وفيما يتعلق بالدين والتنشئة الاجتماعية، ناقش ناشيد في ملحقه مفارقات الألم كعقاب إلهي كما كانت حاضرة في فكر "روسو" و"الفارابي"، بينما حاول "فرويد" فك رموز هذا الألم بوصفه امتدادًا لصراعات اللاوعي. وهنا نجد الفلسفة وسيلة للإنسان ليتفهم الألم كجزء من الوجود، كما فعل "إببيكتيتوس" الذي رأى في الألم فرصة للتعلم والنمو.
من وهنا، تأتي فكرة تقليل الشقاء كما شرحها "برتراند راسل" في كتابه عن السعادة، مؤكدًا أن الحياة تستحق أن تُعاش إذا تعامل الإنسان مع مشكلاتها من منطلق فلسفي. في هذا السياق، يُطرح سؤال عن الأمل، كما ناقشه "اسبينوزا"، متسائلًا إن كان الأمل نوعًا من الخضوع أم ضوءًا ينير لنا الطريق. كما ويستشهد ناشيد بأمثلة عديدة مثل "جلال الدين الرومي" الذي يرى في الأمل وسيلة للتجاوز الروحي. مفاهيم وجودية وعبثية، أراد ناشيد تسليط الضوء عليها في كتابه.
الكتاب ينتهي كما بدأ، بمسألة الموت والحياة. الموت ليس فقط النهاية، بل هو أيضًا مفتاح لفهم الحياة. وكما قال "مونتين"، علينا أن نتعلم كيف نموت؛ لأنه في ذلك، ربما نبدأ فعليًا في تعلم كيف نعيش.
في الختام، يمكن اعتبار هذا الكتاب دعوة لإعادة التفكير في أسئلة الحياة والموت، من خلال فلسفات عديدة أثرت على البشرية.
هاشم السيد / روائي فلسطيني
Insta:@hashemksayed
-
ولاء ابو حامد
كتاب بسيط في الكم عميقٌ في المحتوى، هي ليست دعوة للتداوي بالفلسفة فقط، بل دعوة لتمهيد طريق التعرف على الفلسفة و دعوة للدفاع عن الفلسفة، فالفلسفة ليست تلك العصا السحرية المطلوب منها أن تُجيب عن كل شيء، يكفيها النقد وطرح الأسئلة والتمرد على كُل قديم، أن تُمهد الطريق للتفكير العميق وليس التفكير الشكلي أو السطحي، لا يقدم الحلول بقدر تقديمه طريقة للتعاطي مع مشكلاتتنا اليومية والوجودية، العمل الحب الخوف الزواج الدين، ليس هنالك حل للمشكلات بل أسلوب للتعاطي معها
-
احمد الغريب
كتاب جيد يشرح الكثير من المفاهيم بما يخص الفلسفة
وتاريخ الفلسفه و دور الفلاسفه في حياه الشعوب والحضارات
و قدرة الفلسفه على جعلنا نفهم الحياه ونتحمل مشاقها و قدرتنا على تحمل الملل في سبيل تحقيق المراد
وشرح عن نظريات وآراء بعض الفلاسفه
بشكل عام حبيت الكتاب
و الكاتب يقدم فيه ما يمكن القول عنه دراسه معمقه و تلخص مباءى ومفاهيم الفلسفه
وأنصح بقراءته
-
mehdi chadli
اسلوب بسيط وسلس. وافكار غنية وواضحة. تطرق السيد ناشيد لعديد الامر. والحق يقال تن الكتاب غني بالاقتباسات المفيدة والتي تحمل دلالات عميقة جدا.. شرا لك سعيد ناشيد على هذا الكتاب الذي اعتبره احسن قراءات السنة لحد الآن