أحيانا نجد كتبا ببضع صفحات قد تغير فيك ما لم تفعله كتب بمئات الصفحات.. هذا ما قد تشعر به وأنت تقرأ أماني هيلين التي تدور رحاها في تخطيطات لأعمال ستقوم بها لو أنها أبصرت ثلاثة أيام.
بعد رائعة "قصة حياتي العجيبة" أقرأ للمرة الثانية للعظيمة هيلين كيلر لكن هذه المرة كي أعرف ماذا ستفعل لو كانت مبصرة لمدة لا تتجاوز ثلاثة أيام..
في اليوم الأول، سيكون أول ما أقوم به رؤية هؤلاء الناس الذين جعلوا من حياتي شيئا يستحق الذكر، بفضل عطفهم ولطفهم وإخلاصهم..
في اليوم الثاني، سأستيقظ مع الفجر لأرى تلك المعجزة الهائلة: معجزة انسلاخ الليل عن النهار، وتحول الطبيعة من عالم مطبق إلى عالم مشرق.. سأقف بإجلال وخشوع أمام هذا المنظر البديع الرائع للشمس وهي تنشر أشعتها على الأرض لتوقظ الناس من سبات المنام!
في اليوم الثالث، سأقضيه في هذا العالم المتحرك المشتغل، عالم الحاضر، بين ديار الناس ومتاجرهم، يغدون ويروحون لمشاغلهم في الحياة...
--
بين أصدقاء هيلين بما فيهم الجمادات والحيوانات وبين تنقلها في أروقة الفن والإبداع، وعن تاريخ الإنسان وتاريخ الطبيعة، وعن ديار الناس وعماراتهم أعدت اكتشاف الوجه المشرق للعالم الذي رغم بصرنا عجزت بصيرتنا عن رؤية جماله..
حين أنهيت هذا الكتيب وعدت نفسي أستعمل بصري بصفة أحسن، أن أحاول اللحاق بشروق الشمس على الأقل مرتين في الأسبوع.