لا تخبري ماما
اول رواية ارتب نصف عبارات مراجعتها في دماغي قبل ان ابدا قراءتها واستغرقت وقتا طويلا في كتابتها
هي رواية جذبتني مقدمتها قمت بتحميلها منذ عدة اشهر لكن كلما انهيت كتاب اقوم بقراءة العناوين التي عندي بمجرد ان يقع نظري على اسمها الا واحسست بقوة جذب و تنافر ناحيتها قوة جذب لأعرف تفاصيل القصة وقوة تنافر من الاحاسيس التي سوف تطبعها في نفسي لكن في الاخير افضل قراءة كتاب اخر الى ان قررت انه حان الوقت لقراءتها بمجرد انني فتحتها تملكي الخوف منها لأنني سبق وقرأت التعليقات حولها الكل قال انها تترك افكارا سلبية و عدم ثقة و اكتئاب وانه لا يجب ابدا قراءتها لكن انا لم تترك كل هذه الاحاسيس داخلي لأنني انسانة راشدة ولكن تركت ألما كبيرا اعتصر قلبي و اصبت بالأرق لعدة ليال و اضطرابات في النوم وصداع حاد ولم استطع التوقف عن ذرف الدموع لا اثناء قراءتها او في ليالي المؤرقة و حتى عند كتابتي هذه الكلمات لم اتصور انه يمكن لمن يمكن ان يكون سندنا الاقوى و مصدر ثقتنا العمياء ان يدمرنا كليا و يخون الثقة .عندما تفقد الثقة بالوالدين بمن سوف نثق . تسألت أحقا الله ميز الانسان بالعقل ام ميز الحيوان بحرمانه من العقل .كم ألمني كيف يمكن لإنسان ان يتجرد من القيم و المبادئ و يتجرد من انسانيته ليصبح ماذا بعدها اكيد ليس حيوان لم ير حيوانا يفعل ذلك . فهل يصبح شيطانا لا اشك في ذلك عندما اعلم ان الشياطين تصفد في رمضان وبعض البشر يتجردون من انسانيته و اخلاقه و مبادئه حتى في رمضان .عندما يتجرد الانسان من انسانيته حينها الشيطان يسجد له اجلالا و اكبارا بعد ان رفض السجود لأبيه آدم من قبل
رواية قاسية جدا لطفولة مسلوبة لطفولة مدمرة ولكن ممن من اقرب الناس من الاب والام . سيقال هي قصة غربية و ليست من مجتمعنا و حدث في خمسينات القرن الماضي لا داعي لكي تؤثر فيها او نتأثر بها . لكن اقول ألم تكثر حوادث اختطاف الاطفال !!!! تبريرنا كثرة القنوات السيئة و النت و المجلات و الجرائد الصفراء لكن مثلما قالت الكاتبة في خمسينات القرن الماضي لم يكن هناك تلفاز و لا مجلات ولا نت وحدثت . كما سوف يقال هذه حالة شاذة والشاذ يؤخذ ولا يقاس عليه صحيح الشاذ لا يقاس عليه يعني لا نعمم على المجتمع كله ولكن يؤخذ وهذا ماننساه نحن يؤخذ للعبرة ولتفاديها مرة أخرى والمشكلة اننا لا نتفاداه فكثيرا ما يرتكب الناس مثل هذه الافعال صحيح القانون يعاقب عليها ولكنها تتكرر لماذا يا ترى ؟ لأن القانون هو من يعاقب و المجتمع لا يعاقب عليها . تجد ان المجتمع بعد ذلك يتقبل توبة الجاني حتى ولو لم يعلن توبته في حين يجرم و ينبذ الضحية الى اخر يوم في حياتها . لهذا تتكرر و مع سبق الاصرار والترصد
صحيح مقدار المشاعر القاسية والمؤلمة التي تخلفها كبير ومريع جدا لكن انا دوما احب ان ارى الجانب المشرق من كل شيء و ان استثمر حتى المشاعر السلبية و الامور السيئة لان الشر لم يخلق عبثا
سيقال لا هذه رواية تبعث عدم الثقة والشك وووو لا انا لم ارى فيها هذا ولكن رأيت فيها انه يجب تغيير نمط تفكيرنا ونمط تربيتنا للاطفال فغالبا نسعى لحماية اطفالنا من الكبت والردع والمنع لكن هذه الامور احيانا تعطي نتيجة عكسية ورغم اننا نعرف انها خاطئة الا اننا نكررها كأنه لا يوجد خيار غيره الا الكبت و المنع يزعجني مثلا منع البنات من دراسة الجامعة بذريعة انها وكر للرذيلة هل اصبحت بيوت العلم اوكار للرذيلة ثم هل هناك اماكن للرذيلة ؟ لا توجد انما توجد نفوس تشبعت بالرذيلة لما؟ لخلل في التربية . و يزعجني امر اخر لما يقال هذا الجيل ليس مثل الجيل السابق هذا الجيل غير مؤدب و صعب وغير متربي الجيل السابق كان افضله هذا يطرح علامة استفهام كبيرة جدا ؟ من ربى هذا الجيل أليس الجيل السابق ؟؟ اذن الخلل ليس في هذا الجيل بل في الجيل السابق . سيقال الوقت تبدل وظهرت التكنولوجيا قيل (ربوا ابناءكم غير تربيتكم لانهم خلقوا لزمان غير زمانكم) فيها الكثير من الصحة القيم المبادئ الاخلاق الدين لا يتغير بالزمان ولكن ظهور التكنولوجيا تغير متطلبات الحياة وسوق العمل و تغير البرامج و تعدد الكتب يجعلنا نفكر بعقلنا الذي ميزنا الله به لكي نحاول اقلمة انفسنا وابناءنا معها
نعود للوالدين بعد قراءة القصة يمكن ان يقال هذا فيه الشك في الوالدين انا ارى الامور من زاوية اخرى اولا الوالدان هما في الاخير بشر وليسا منزهين و معصومين من الخطأ كثير من الآباء يستعملون الدعاء على الابناء مستجاب و رضا الله من رضا الرحمان و الجنة تحت اقدام الامهات كذريعة لفرض سيطرتهم و اذلالهم ابنائهم ولكن نسوا شيء مهم ان الله لا يستجيب للدعاء الذي به ظلم فالله ليس بظلام للعبيد ونسوا ان للابناء حقوقا كثيرة من بينها اختيار ام صالحة و اسم جميل ثانيا يجب تربية الاطفال على الثقة و الافصاح لانه احيانا لما يأتي الاطفال يشتكون من شخص من المحارم في مثل هذه الامور و يمكن رآه يسرق او يكذب نكذب الاطفال و ننهرهم لكن نسينا ان الاطفال لا يكذبون الا اذا تربوا على الخوف و عادة يكذبون اذا اخذوا شيء او كسروا شيء وتكون الكذبة بعد ان عوقبوا بشدة رغم انهم كانوا لا يعرفون معنى السرقة او كسر شيء بدون قصد تحت سن العاشرة الاطفال يكونون صفحة بيضاء لا يعرفون شيء و فطرتهم الحياء والخجل نحن من نلوثها . كثيرا ما يطرح الاطفال في ذلك السن اسئلة محرجة ليس بدافع الجرأة ولكن بدافع الفضول الطفولي فننهرهم بسرعة و كأنهم ارتكبوا جناية و نصرخ بهم او نضربهم دون ان نشرح لهم بشكل مبسط مما يجعلهم يخافون ان يفاتحوننا بهذه الامور حتى ولو تعرضوا للتحرش من طرف اشخاص اخرين ظنا منهم انهم سوف يتعرضون للضرب كذلك سوف يبحثون عن الاجابات من اماكن اخرى يمكن ان لا تكون امنة ليس لأن كل ممنوع مرغوب ولكن عقل الانسان خلق ليفهم دوما الانسان عندما يمنع من شيء يريد معرفة لماذا منع لماذا حرم
رأيت بعض الأسر لا تتوفر بيوتهم على تلفاز او انترنت ظنا منهم انهم سوف يحمون ابناءهم منها لكن وجدت ان هؤلاء الاطفال يذهبون للجيران لمشاهدة التلفاز خلسة ولما يكبرون يرتادون مقاهي الانترنت او يريهم اصدقاءهم النت في هواتفهم . أليس الأجدر بهم ان وفروا التلفاز والنت في بيوتهم و ربوا ابناءهم على الحلال والحرام و ماهو سيء وماهو مفيد وراقبوا هواتفهم و اجهزتهم وماذا يشاهدون بحيث يجعلون بينهم وبين اطفالهم حلقة ثقة وليس حلقة مراقبة بحيث يضيفهم اليهم كأصدقاء بالفايسبوك يسألونهم على من يعلق عليهم يعلقون على منشوراتهم يسألونهم ماذا شاهدوا وماذا استفادوا بهذه الطريقة ضمنوا سلامة عقول وقلوب ابناءهم لان توفير النت بالبيت و مراقبتهم افضل من منعها و ذهاب الاطفال لمشاهدة في اماكن اخرى لا يعرف ماذا يشاهدون ؟
أعجبتني مرة قصة لأحد المصلحين الاجتماعيين لما قال استدعتني ادارة المدرسة الابتدائية للمدرسة التي تدرس بها ابنتي ذات الثماني سنوات صفعت تلميذا بالمدرسة و لما سألها المدير رفضت الكلام حتى يأتي ابوها لما جاء سألها لما فعلت ذلك قالت لقد قال لها عيونك جميلة . أعجبتني الحادثة من جانبين اولا الثقة التي زرعت بالبنت ان لا احد يفهمها مثل ابيها و ثانيا انها ربوها على ان تغزل من شخص اجنبي يعتبر تحرشا بالتالي هذه البنت محصنة منذ الصغر . سيقال لي الطفولة و البراءة لماذا نشوهها بهذه الافكار هذه مشكلتنا نحن نترك الاطفال على سذاجتهم حتى سن البلوغ ثم نبدأ بطرح سلسلة الموانع والمحاذير عليهم . لكن نسينا ان هناك شياطين بشرية لا تفرق بين طفل و حيوان لاشباع نزواتها . يجب ان نعلم الاطفال منذ الصغر عدم التعري امام الاخرين و منعهم من التعري خارج الحمام و منعهم من تقبيل اي شخص في الشارع و ان يحكوا لنا ماذا فعلوا وماذا قال لهم الاشخاص . و نفهمهم الفرق بين الكلام الطيب والكلام الخبيث ولكن بشكل ذكي وبسيط بحيث نبقي للبراءة فيهم سيقال لي بعد كل هذا المنع ماذا بقي للبراءة ؟ اقول اذا تعرض الطفل للاغتصاب وقتها نقول ماذا بقي للبراءة عندها تخدش البراءة وتحطم الطفولة ويجرح الطفل داخليا جروحا لا يمكن ان تندمل مهما طال الزمن
دوما نقول ان الاطفال مع مرور الزمن يكبرون وينسون الاطفال ينسون كل شيء ولكن لا ينسون الظلم والقهر و من يسلب طفولتهم . الاطفال تحت سن العاشرة لا يكذبون خاصة في مسألة التحرش فإن قال طفل انه تحرض لتحرش سواء لفظي او جسدي فإنه تعرض لذلك بالفعل ولو كان من اقرب الناس له اما اذا ثبت انه كذب في ذلك فهنا يدق ناقوس الخطر من أي له يعرف ويصف كل هذا يعني انه اما سبق وتعرض لذلك او رأى ذلك في مكان ما لأن الاطفال لا يعون هذه الاشياء حتى عندما يأخذون الاشياء دون ان يسألوا عنها لما نقوم بضربهم دون ان نشرح لهم يتعلمون الكذب والسرقة يعني الاطفال نحن من نعلمهم السرقة و الكذب بتربيتنا الخاطئة حتى الحياء الاطفال يخلقون بالعفة والحياء و كره التعري الا اذا عودناهم على رؤية التعري . تذكر مرة حادثة لما كنت بعمر 12 سنة كنت ذاهبة انا وزميلتي للمدرسة و مررنا بشارع راينا طفلين بعمر 4 سنوات ينزعان سرواليهما و ينظران لنفسيهما في وسط الشارع غير آبيهينا للمارة وصلت لهما ونهرتهما و هددتهما بالضرب ان رأيتهما يفعلان ذلك مجددا خافا ونظرا إليّ نظرة استغراب ثم ذهبا سألتني صديقتي هل تعرفينهما قلت لا قالت لي وما شأنك بهما قلت لها اذا لم يجدا من يربيهما انا اربيهما ماهذا . عندها فكرت كيف لطفلين ان يفعلا ذلك امام الملأ لو لم يريا ذلك في منازلهما كما انني لاحظت نظرة الاستغراب و كأنه لم ينهرهما احد من قبل على ذلك . كما لاحظت بعض الناس يتركون اطفالا بعمر السنتين يخرجون عراة للشارع يقال انهم صغار لكن من شب على شيء شاب عليه مثل هذه الافعال تقتل الحياء في الاطفال ويجعلونهم اكثر عرضة للتحرش وكذلك يصبحون غير محميين من التحرش يعني أي طفل تنزع ثيابه من طرف شخص اخر سوف يصبح الامر عادي منه وليس ناقوس خطر يجب عليه الصراخ او الفرار منه . كل المشاكل و الافات المنتشرة في المجتمع نحن تسببنا فيها . يجب ان نعيد النظر لأنفسنا اولا و طريقة تفكيرنا و مايجري حولنا مادام الزمن تغير يجب ان نغير بعض طرق التربية لأن المنع والكبت ينشئ جيلا غير محمي ويريد تجريب و اكتشاف مامنع منه