اقتباسات من رواية أولاد الغيتو - اسمي آدم

أعتقد أنّ تعدّد الروايات لا يعود فقط إلى حقيقة أنّها لم تكتب، بل يعود أساسًا إلى محاولة الضحيّة التأقلم مع واقعها الجديد، عبر النظر إلى الأحداث المأسويّة المتلاحقة بالعين الثالثة، التي لا ترى إلّا ما يستطيع الإنسان تحمّل رؤيته. هذا هو سبب التباس حكايات النكبة

أعتقد أنّ تعدّد الروايات لا يعود فقط إلى حقيقة أنّها لم تكتب، بل يعود أساسًا إلى محاولة الضحيّة التأقلم مع واقعها الجديد، عبر النظر إلى الأحداث المأسويّة المتلاحقة بالعين الثالثة، التي لا ترى إلّا ما يستطيع الإنسان تحمّل رؤيت

لكنّني لم أكن أملك الجرأة على قوله، وهو أنّ الكتّاب يستطيعون أن يكونوا أكثر الكائنات وحشيّة. ففي ادّعائهم أنّهم يكشفون الشرط الإنسانيّ، ويفضحون القمع والتعذيب والساديّة والقتل وإلى آخره، يتحولون إلى بصاصين يتلذذون بما يتخيلون ويصفون!

فقدان الذاكرة هو عدوّ الخيال، حين يفقدُ الإنسان ذاكرته يصير عاجزًا عن التخيّل، لأنّ الخيال موجود كمادّة أوّليّة في الذاكرة

هناك دائمًا رواية منتظرة، وهي تحتاج إلى كاتب شجاع، يقرّر أن يغامر بكلّ رصيده كي يكتبها. فلسطين تنتظر هذه الرواية منذ أكثر من نصف قرن، وأنا لن أخسر شيئًا إذا حاولتها، فلأكن أنا، آدم ابن حسن دنّون، حامل وصيّة «ناقة

ولم أحاول أن أكتب ولوّ قصّة قصيرة واحدة، رغم أنّ رأسي كان يتموّج بالقصص التي كنت أؤلفها بيني وبين روحي، لكنّني لا أكتبها. ⁠‫والسبب هو انبهاري بالقراءة. لا تسيئوا الظنّ بي، فانبهاري بالقراءة لا يعني شعوري بالعجز أمام إبداعات الكتّاب الذين أحببت رواياتهم أو أشعارهم، بل على العكس من ذلك، فالشعور الذي ينتابني حين أقرأ نصّا جميلًا هو أنّني صرت شريكًا في كتابته، أو كي أكون دقيقا هو أنني كاتبه الحقيقي، أما المؤلف فيصير مجرد اسم أو توقيع لا معنى لهما❝

الحزن ليس ندمًا، لكنّه ذاكرة، كما أنّ الذاكرة ليست حنينًا، بل وشْمًا منغرسًا في أعماقنا.

يعتقد الناس أنّ الكتابة علاج ضدّ النسيان، وأنّها وعاء الذاكرة، لكنّهُم على خطأ. فالكتابة هي الشكل الملائم للنسيان

فأشعر بأنّ الذاكرة عبء ثقيل لا يستطيع أحد تحمّله، لذا أتى النسيان كي يحرّرنا منه.

⁠‫منذ تلك اللحظة، بدأ ثقل ذاكرتي يرهقني، فقرّرت أن أكتبها كي أنساها

أنا ابن حكاية خرساء، وأريد للحكاية أن تنطق على يدي

على الرواية أن تعيد تأليف الحياة نفسها من خلال المتخيّل، كي يعيش القارئ العلاقة بين البداية والنهاية بوصفها مسارًا وليس قدرًا.

لا شيء يعادل الشعر سوى فواصل الصمت، التي تضبط إيقاعاته على إيقاعات الروح.

*عيناي مفتوحتان إلى الأقصى كي أرى العالم بأسره في مرايا الكلمات.

*لم يكن باستطاعتنا أن نتعرف على الناس، كل الناس لبسوا أقنعة متشابهة ، بحيث لم أعد افهم هل الموت قناع أم أن وجوهنا هي أقنعة للموت؟

فيك تتخيل: منعونا نبكي! هل سمعت بجيش احتلال يمنع ضحاياه من البكاء؟ نحن مُنعنا من البكاء، وحين لا يعود باستطاعتك أن تبكي، خوفاً من أن تُقتل، يصير الكلام بلا معنى

«أنا ككل الفلسطينيين الذين فقدوا كل شيء حين فقدوا وطنهم، لا أرمي أي شيء له علاقة بالذاكرة الهاربة، فنحن عبيد ذاكرتنا. الذاكرة جرحٌ في الروح لا يندمل، عليك التأقلم مع صديده الذي ينزّ من شقوقه المفتوحة».