اقتباسات من كتاب مشارف الخمسين؛ موجز عن حياة

ويجلس عليه يفتح المصحف يضع فيه زهرات الفل والياسمين، ويبدأ فى التلاوة.

يظل المرء عمره فى غرفة انتظار، ينتظر قرارًا، خبرًا، أمرًا، زيارة، شخصًا، علاجًا، قضاء، قدرًا، نتيجة تحليل، كشف أشعة، حكم محكمة.

لكن ما زلت أسمع هذه الزُّمَّارة فى أُذنى كل هذه السنوات من فرط ما نعيش من غارات!

غسل الأطباق يعنى قدرتك على تحمُّل مسؤولية الآثار السيئة للأفعال

الحيوانات فى غابتها غيرها أبدًا داخل أقفاص محبوسة أو جناين للفُرجة، الحرية تمنحها حقيقتها، قوة ووحشية وراحة،

خفتُ أن أوقظها وقد أعياها القلق والأرق ووهن الوحدة ووحشة المستشفيات، وخفتُ أن تصحو فتظن أنّى لم أحضر إليها فترف منها دمعة،

اجتمعنا فى غرفتى وأخذت أحكى لهم عن الفيلم، نهرنى أحدهم: «بتشوف أفلام طول اليوم وجاى تصلّى معانا؟!». تجاهلته وأكملت كلامى عن الفيلم!

أحيانًا أننا نقتل أنفسنا حين نلبّى رغبتنا.

ماذا لو كانت هنادى تملك صفحة على الفيس أيامها، كنا اتسلينا جامد!

تزدحم حياتنا بالأسئلة، لكن أكثرها صعوبة هى أسئلة التفاصيل الصغيرة.

تُهت كغيرى فى المدن والأفكار والعواطف والتاريخ والشغل،

قررت أن أحتفظ بوجه خالى الذى لم أرَه فى حياته كلها حزينًا أو حتى مهتمًا أو مهمومًا، كان يحصّن نفسه أمام الحزن باللامبالاة، بالتأكيد ألقى على ملك الموت نكتة ضحكا لها سويًّا قبل أن يرحل كلاهما، واحد إلى حياة أخرى

هل تقاسم هذا اللغز هو ما جعلنى أكره قراءة أى كتاب فتحه وقرأه غيرى قبلى؟ كما أننى لا أقبل بإعارة كتبى لغيرى أشترى وأهديهم ولا يمكن أن أعيرهم كتابًا من مكتبتى، ينكشف الإنسان فعلًا عندما يحب، يظهر على حقيقته ويبدو

أحيانًا نلون الحياة ثم لا تعجبنا الألوان.

اختفت هذه المشاهدة الجماعية فى حياتنا تقريبًا، حتى فى القهوة صار أكثر من تليفزيون وأكثر من قناة. ما زلت أذكر جارنا حين اشترى تليفزيونًا، إذ قرر أن يضعه فى البلكونة ويعرضه للشارع، حيث يشاهده الجيران دون الدخول إلى البيت،

أجرى بسرعة إلى البلكونة لأراهم وهم يخرجون من باب بيتنا، نحو ثلاثين شخصًا من جيراننا وقد انتهوا من مشاهدة حلقة المسلسل معنا فى البيت،

الأطفال وحدهم الذين يملكون التعامل مع الخسَّة باعتبارها حقًّا، لكن ماذا عندما نكبر، ونفعلها؟ أكره هذا النوع من الخصومة، لهذا السبب بالذات فإن إحدى الآيات الثلاث للمنافق أنه إذا خاصم فجر.. وخطف النظارة!

لكن المؤكَّد أنه كلما أدركت إنجليزيتى المضعضعة أوقن أننا نحتاج إلى الذهاب لملاعب الآخرين، فلا يمكن أن نفوز ونحن نلعب على ملاعبنا فقط!

هل يمكن أن نعيش أصلًا دون أن نقع؟

ولا واحد من أصحابى سخر من خوفى، آه حين يترك من حولك خوفك يحكمك. الآن أعرف أنه كان لا بد لى أن أقع كى أتعلم.