إمراة ثائرة على التقاليد المتوارثة فى المجتمع وعلى الأفكار السائدة التى يعيش كل الناس من خلالها والتعايش مع الفساد والمحسوبية والنفاق وإعطاء الفرص والمناصب لمن لا يستحق وإهدار المال العام ......إلخ.
تقرر الدكتورة هناء ألا تعيش بهذه الطريقة بعد وفاة والديها وزواج أختها وأخيها ، وتضع لنفسها نظام صارم - مثالى من وجهة نظرها - لا تحيد عنه فى كل امور حياتها بدءا من الطعام وصولا الى عملها فى الجامعة ظنا منها أن هكذا تستقيم الحياة وتتقدم المجتمعات.
طبعا تعيش فى صدام دائم مع المجتمع ونظرته لامرأة تعيش وحدها وقد بلغت الاربعين ولم تتزوج بعد. هنا تقرر التخلص من قيد العذرية الذى يحيط برقبتها وتسلم نفسها - ثم تتزوج لاحقا - من طالب يقوم بتحضير رسالة الدكتوراه فى نفس الكلية التى تعمل بها.
هنا تدخل فى صراع جديد مع أفكار هذا الرجل الشرقى الذى يريد إمراة تتبعه لا ان تكون قائدة عليه بحكم منصبها الاعلى منه - ورغم محاولاته العديدة لإظهار حبه لها ومساعدتها والوقوف بجانبها عندما أصيبت بنزيف ودخلت على إثره المستشفى وكانت وحيدة بلا سند أو عون - ، كذلك تعايشه مع الظلم والفساد والمحسوبية وغيرها من كافة المظاهر السلبية المتفشية فى مجتمعنا واننا لا نستطيع أن نغير ما تربينا عليه منذ أيام الفراعنة.
بالطبع يكون هناك صراع عنيف بينها وبين زوجها ومحاولة كل طرف فرض سيطرته على الأخر. هذا الرجل بعد أن تأكد من حبه لها قرر أن يتخلص من القيد الذى يطوقه واستطاع أن يجردها من منصبها رغبة منه فى أن تكون هناء إمراة عادية مثل أخته وأمه حتى يستطيع التعايش معها. بالطبع تثور هناء وتتهمه بالخيانة والطعن فى الظهر وتطالبه بالطلاق. لكن هل هناء فعلا جادة فى طلبها هذا فعلا أم أن وضعها وظروفها ووحدتها ستجعلها تفكر بطريقة أخرى ؟؟؟.
تأتى النهاية لتطرح سؤال مهم هل يمكننا التعايش مع الطرف الأخر ونتقبل إختلافاتنا أم نبذل كل ما نستطيع من أجل قهر وإذعان الطرف الاخر لنا تحت مسمى أننا نحبه فعلا لكننا نريده أن يكون متشكل طبقا لأرائنا وأفكارنا حتى يمكننا التعايش معه فى سلام ؟؟؟.