اقتباسات من كتاب متعة القراءة

يبني الإنسانُ بيوتاً لأنه يعرف أنه حي ، لكنه يكتب كتباً لأنه يعرف أنه فانٍ.

وهو يعيش ضمن جماعات لأن لديه غريزة التجمع ، لكنه يقرأ لأنه يعلم أنه وحيد

وعندها يقول أحدهم بصوتٍ منخفض:

⁠‫– القراءة، طبعاً، شيء مختلف، القراءة فعل!

⁠‫– كلامك صحيح تماماً، القراءة فعل، ”فعل القراءة“، صحيح تماماً.

⁠‫– بينما التلفزيون، وحتى السينما إذا فكّرنا جيداً… يعطي لك الفيلم كل شيء، لا شيء تحصل عليه بمجهودك، كل شيء يقدَّم لك على طبق: الصورة، الصوت، الديكور، الموسيقى المرافقة…

⁠– عندما نقرأ يجب أن ”نتخيّل“ كل هذا…

القراءة فعل خلق دائم.

⁠الصمت من جديد.

- القراءة الذكية تنقذ الإنسان من كل شيء حتى من نفسه ..

- زمن القراءة ، كزمن العشق ، يزيد من طول زمن العيش .

‫يبني الإنسان بيوتاً لأنه يعرف أنه حي، لكنه يكتب كتباً لأنه يعلم أنه فانٍ. وهو يعيش ضمن جماعات لأن لديه غريزة التجمع، لكنه يقرأ لأنه يعلم أنه وحيد. وهذه القراءة هي صحبة له لا تحلّ مكان أية صبحة أخرى،

إن وقت القراءة وقت مختلَس دائماً! (كوقت الكتابة ووقت العشق، على فكرة).

- كل قراءة هو فعل مقاومة ، مقاومة كل العوارض الممكنة ..

لا تخضع القراءة لتنظيم الوقت الاجتماعي، بل هي، كالحب، أسلوب حياة.

ولا يكمن السؤال في معرفة إن كان لدي الوقت للقراءة أم لا (وهو في الحقيقة وقت لن يمنحني إياه أحد)، بل في معرفة إن كنت سأمنح نفسي أم لا سعادة أن أكون قارئاً.”

موضوع:

ما رأيكم بهذه الوصية التي قدمها غوستاف فلوبير لصديقته لويز كولي: ”اقرئي لتحيي!“؟

لكننا نحن الآخرين، ”التربويين“، مُقْرِضون مستعجلون على تحصيل الفائدة.

بما أننا نملك ”العلم“، فإننا نقرضه مقابل فائدة. يجب أن يكون هناك مردود، وبسرعة!

وإلا فإننا نبدأ بالشك في أنفسنا نحن.

لرواية الكبيرة التي لا تنصاع لنا ليست بالضرورة ”أصعب“ من غيرها… لكن بينها – مهما كانت عظمتها – وبيننا – مهما بلغت درجة تقديرنا لقدرتنا على ”فهمها“ – ليس هناك تفاعل كيميائي.

إنه لحزن عميق، وعزلة داخل العزلة، أن يكون المرء منفياً عن عالم الكتب – حتى لو كانت من الكتب التي يمكن الاستغناء عنها.

‫ ومهما بلغت قدسية الحديث الذي يدور حول الكتب، فإنه لم يولد ذاك الذي سيمنع بيبي كارفالو، الشخصية المفضلة للإسباني مانويل فاسكيز مونتالبان، من أن يشعل كل مساء ناراً كبيرة مستخدماً في ذلك صفحات كتبه المفضّلة التي قرأها.

‫ إننا نذيق الكتبَ الأمرّين. ولكن لا تحزننا إلا الطريقة التي يعامل ”الآخرون“ بها الكتب…

فالتكلم إلى مراهقين عن كتاب والطلب منهم أن يتكلموا بدورهم عنه يمكن أن يكون ”مفيداً جداً، لكنه ليس غاية في حد ذاته. الغاية هي الكتاب؛ أن يكون الكتاب بين أيديهم. وأول حق من حقوقهم، كقرّاء، هو أن يصمتوا.

‫ على طول سنوات الدارسة نفرض على التلاميذ، من الابتدائي إلى الثانوي، واجب الشرح والتعليق. وترعبهم الطريقة المتّبعة في ذلك لدرجة أنها تحرم العدد الأكبر منهم من رفقة الكتاب.

أفضل طريقة لفتح شهية القارئ هي أن نجعله يشتمّ رائحة وليمة قراءة عظيمةً.

‫ وعندما يتصالح هؤلاء المراهقون مع الكتب سيقومون بكل رحابة صدر بقطع الطريق الذي يقود من الرواية إلى كاتبها، ومن الكاتب إلى عصره، ومن القصة المقروءة إلى معانيها المتعددة.

‫ المهم أن نكون جاهزين.

‫ وأن ننتظر بثبات هجوم الأسئلة.

‫ لا تخضع القراءة لتنظيم الوقت الاجتماعي، بل هي، كالحب، أسلوب حياة.

الحب هو، في نهاية الأمر، أن نهب ما نفضّله للأشخاص الذين نفضّلهم، وتملأ هذه المشاركة القلعة اللامرئية لحريتنا. إننا مسكونون بالكتب والأصدقاء.