الجميع يختفون من حولنا في اللحظة التي نشعر فيها بالوحدة
على فراش فرويد
نبذة عن الرواية
لم تخبر نورا أحدًا بما حدث لها في طفولتها ومراهقتها، اعتادت أن تخفي كل شيء داخلها ولا تبوح بما تشعر به، لكنها في لحظة لم تستطع الكتمان، فابتكرت لعبتها الخاصة، وصارت تستدعيه كل يوم إلى فراشها قبل النوم، تحكي أشياء وتخفي أخرى، ليلة بعد ليلة انكشف كل شيء داخلها، غيرتها، خوفها مما حدث، شعورها بالذنب وبالغضب، ولم يعد أمامها سوى مواجهة ظلامها. في هذه الرواية تغوص نهلة كرم داخل الذات الإنسانية بكل تناقضاتها، الحب والكراهية، الصدق والكذب، البراءة والإثم، لنكتشف مع كل صفحة أن ما يظهر خارج النفس البشرية لا يعادل شيئًا مما داخلها.عن الطبعة
- نشر سنة 2023
- 232 صفحة
- [ردمك 13] 9789777954310
- الدار المصرية اللبنانية
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتابمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
أحمد المغازي
جريئة، صادمة، صادقة، مربكة.
الرواية تتقاسم بطولتها نورا الراوية وصديقتها المقربة مريم التي تشغل حكاياتها العاطفية -والجنسية- المعقدة الجزء الأكبر من النصف الأول للرواية، أما النصف الثاني فتشغل الجزء الأكبر منه حكاية نورا مع زياد فتى الأحلام الذي هبط عليها من السماء ليقلب لها حياتها الرتيبة رأسا على عقب.
بالنسبة للحبكة فلم تكن متقنة تماما -الجزء الخاص بزياد بالذات- لكن كرواية أولى للكاتبة أراها مقبولة ومبشرة، خاصة مع صياغتها اللغوية الجيدة (وإن لم تخل من العديد من الأخطاء التي يسأل عنها المراجع في المقام الأول).
من خلال بطلتيها تعرض لنا نهلة كرم جانبا من العالم الخفي للبنات: رغباتهم المكبوتة، أحلامهم المجهضة، احباطاتهم العاطفية، نزواتهم السرية، أخطائهم الصغيرة والكبيرة، ضغوط المجتمع عليهم.
فعلت نهلة هذا بجرأة شديدة تصدم القاريء -بشكل متعمد- من بداية الرواية، سواء من ناحية المواضيع التي تناولتها أو الألفاظ التي استخدمتها، لكنها والحق يقال لم تكن فجة، ولم أشعر للحظة أنها تفتعل مواقف غير واقعية او تحشر مشاهد جنسية لمجرد الجذب التجاري، قدر ما احسست أن لديها رغبة حقيقية في البوح على فراش فرويد.
وضعتني هذه الرواية في مواجهة مع نفسي: لماذا صدمتني جرأتها إلى هذا الحد؟ هل لأن الكاتبة أنثى -وشابة صغيرة- وتحكي عن البنات ككائنات بشرية لها أخطائها ورغباتها بصراحة ودون تذويق؟ هل كنت سأصدم بنفس القدر لو كان الكاتب رجلا يتكلم عن عالم الرجال و أخطائهم أو خطاياهم؟ أو حتى رجلا يتكلم عن النساء بنفس الجرأة؟ هل كنت سأحاكم أبطال الرواية وكاتبتها أخلاقيا بنفس الصرامة؟ بصراحة لا أعتقد، الموضوع هنا لا يتعلق باستهجان الانحرافات الأخلاقية أو التسامح معها في المطلق، قدر ما يتعلق بضرورة فعل هذا بقدر متساوي بغض النظر عن جنس مرتكبها.
في المجمل أستطيع القول أن الرواية أعجبتني ونجحت في أن تلمسني بشكل ما، وسأنتظر العمل القادم لنهلة على أمل ألا تدور في نفس الحلقة الضيقة طويلا وأن تخرج منها سريعا لعالم أرحب.
-
Hassan M. Abbass
رواية رائعة و لمست قلبي في كثير من المواقف و جعلتني اتامل في حياتي التي عشاتها و لم اكسر كثير من القيود حتى و انا رجل و الرجل بالنسبة لكثير من النساء هو المتحكم هو الذي يفعل ما يريد و لكننا ايضا نملك الكثير من القيود و لي بعض التعليقات التي استوقفتني : 1- الكاتبة تعمدت كتابة بعض الالفاظ الخارجة بطريقة تلقائية هل لتخبرنا بان هذه الالفاظ اصبحت جزء من المجتمع ام انها ارادت ان تتبع اسلوب الكتابة الحديث ؟
2- لن اقول ان الرواية بها كثير من "الجنس" فالرواية تعتبر متحررة و صادمة للواقع و لكن كيف لفتاة في الثامنة من عمرها ان تتعرض لموقف التقبيل هذا و الفتيات يتحدثن فيه كانهم يتفاخرون به و ايضا تفهم بعض العلاقات الجنسية اما انا ظلمت في طفولتي و لم افهم معنى الجنس عندما كنت في الثامنة من عمري ام ان هناك عصر تعيش فيه الكاتبة غير عصري !
3- العادة السرية العادة السرية استرسلت في الموضوع كثيرا و لم تظهر اذا كانت هذه العادة ضارة ام نافعة !
4- قصة زياد و نورا هل بها العديد من المصادفات الغريبة ؟ سؤال اطرحه ولا اريد الاجابة عنه فالاجابة واضحة اما كل من قرا الكتاب
5- النهايات المفتوحة كم اكرهها و لكنها تعطيني النهاية التي يرسمها عقلي فالبعض سيقول ان زياد لم يسامحها و البعض يقول ان زياد سامحها كل واحد و هواه
احيي الكاتبة على الرواية الجريئة لدرجة انني شعرت بالخجل في كثير من مواقفها و لكنها لم تختلق مواقف ليست لها وجود في مجتمعنا بل ذكرت ما يحدث الا ما علقت عليه في النقطة "1"
-
Nasser Ellakany
رحلة في الأعماق
قدمت لنا الكاتبة والأديبة المتميزة "نهلة كرم" روايتها الرائعة "على فراش فرويد"، وهي رواية من نوع فريد قطعت مسافات كبيرة واختصرت مسارات طويلة، لتصل بنا إلى شكل ومضمون روائي بحثت عنه الرواية العربية كثيراً.
قدَّمت لنا الرواية رحلة نفسية شديدة العمق من خلال قصة نورا وعلاقاتها بمن حولها، تلك العلاقات المركبة والمتعددة الأبعاد، فيها التجاذب والتنافر وفيها الإسقاط والإنكار وفيها الامتصاص والانعكاس وفيها الكبت والبوح.
من فوق كرسي التحليل النفسي، أو من على فراش فرويد، أخبرتنا بطلتنا نورا بحكايات مريم مع إلهامي ومحسن وشريف، كما أخبرتنا كثيراً عن نفسها وأسرارها، طفولتها ومراهقتها وشبابها، حكايات الأهل والمدرسة والصديقات والحجاب والمخاوف، وأخبرتنا عن زياد.
كانت تحاول اكتشاف جبل الجليد الغاطس الذي لا ترى سوى قمته الصغيرة، هكذا هي النفس، قمة صغيرة ظاهرة في الوعي وجبل ضخم مختفٍ في غياهب اللاوعي.
بدأت نورا تدريجياً في فهم ما يدور بأعماقها، فَهِمَتْ أنها عانت الكثير من الكبت في طفولتها ومراهقتها وفرضت على نفسها الحرمان، وأنها رأت في مريم مسرحاً لممارساتها المنفية، وأنها عشقت زياد الذي أزاح عنها كل ما كان يعطل انطلاق طاقاتها الداخلية، سار معها خطوة خطوة في رحلة اكتشاف نفسها.
●"كمْ من الأشياء علينا تجنبها كي نكون أناساً صالحين، وكمْ من الأخطاء علينا ارتكابها كي نكون أناساً طبيعيين"●
في الحكي امتزج صوت نورا الذاتي مع صوت راوٍ عليم كان هو نفسه صوت نورا ولكنه متنكر في صوت آخر بديل، منحها ذلك مزيداً من الصراحة والشجاعة والجراءة، وكان فرويد ومحاوراته هو الحاضر الدائم في الرواية، تجمعت بين الأصوات أوصال الحكاية متتابعة بتداعٍ حر واسترسال طليق إن شئنا لغة علم النفس، أو بتيار الوعي إن شئنا لغة الأدب.
في روايتها البديعة تتلاعب الكاتبة نهلة كرم ومعها فرويد بالعقل الباطن لنورا، تكشفه وتعريه، وهي بهذا تكشف وتعري كل عقولنا الباطنة، ولا يهم إنكارنا ذلك ولا يغير من الحقيقة شيئاً.
●"خُلق الأدب لهؤلاء الذين يدركون أنهم في حياتهم ليسوا معصومين من الوقوع في أخطاء أبطال الروايات"●
كان فرويد بنظريته الملهمة عن التحليل النفسي هو بطل هذه الرواية وكانت كلماته وآراؤه تتسلل بين سطور صفحاتها، فرويد الذي على الرغم من النقض والدحض الذي واجه نظرياته من علم النفس الحديث، فلا تزال تلك النظريات تحمل جاذبية شديدة خاصة في الأدب والفن.
استعملت نهلة كرم لغة نفسية شديدة العمق والتركيز، كانت العبارات تتوغل داخل نفس نورا ثم تعود إلينا مفرداتها محملة بزخم وألم وخوف وحيرة وشعور بالإثم.
استمتعنا باللغة العذبة في الحكي، وبالتداعي الحر في المقاطع البارعة، والتي كان يتخللها أحياناً حوارات رشيقة، ذلك التداعي الحر الذي استخدمه فرويد ليُخْرِج به مكنونات النفوس، والتي لم تكن لتَخْرُج طالما العقل الواعي يقف لها بالمرصاد يمنعها من البوح، لكن التداعي الحر يجعل اللاشعور يغافل العقل ويقوم بتسريب خبايا النفس ولآلئها، في بوح إنساني حقيقي وبديع.
كانت الفصول الأولى في الرواية طويلة تشي بثقل نفس نورا وأعبائها، ولكن الفصول الأخيرة كانت قصيرة ورشيقة، تقفز في الهواء مع خلاص نفس نورا من أعبائها، وكنا نقفز معها، واستمتعنا كثيراً، وعندما ذهبت لمقابلة خالد لنشر روايتها، وفي السطر الأخير، نظرنا معها إلى السماء لعلها تأتينا بالرد سريعاً.
إذا كان فرويد قد استلهم العديد من أفكاره من الأدب وبالتحديد من أعمال ديستويفسكي وخاصة "الأخوة كارامازوف" و"في قبّْوي" وغيرهما علاوة على حكايات الأساطير الإغريقية القديمة، فإن الأدب في المقابل يدين بالفضل لفرويد في إلهاماته واستبصاراته التي نضحت بها العشرات من الروائع الأدبية.
إن رواية "على فراش فرويد" هي واحدة من أروع تلك الإلهامات والاستبصارات، فشكراٌ لعلم النفس وشكراٌ للأدب، وتحية للكاتبة المبدعة "نهلة كرم" على هذه الرواية الفارقة.
-
Raghda El-Rayes
نورا (الراوية) بنت زي اي بنت شرقية كبرت و اتربت في مجتمع نوعا ما مقفول و مليان تابوهات..
كبرت و كبر جواها الصراعات و الاحباطات و الرغبات المكبوتة و الاحلام غير محققة و لما الشيلة تقلت قررت تبوح و تفضفض لكن على طريقتها الخاصة...
بصراحة اول كام صفحة كانوا غير مشجعين و فكرت اني اسيبها اكتر من مرة بس قررت اكمل و اشوف!!
و الخلاصة في الاتي :
- عاجبني ان الكاتبة قدرت توصف تفاصيل و مشاعر و مواقف ممكن اي بنت تكون مرت بيها في مرحلة من مراحل حياتها..
- محبتش فكرة ان الواحد لازم يتحرر من كل القيود ايا كانت عشان يحس بنفسه و يحقق ذاته!!! مش دايما جهاد النفس و محاربة الاهواء بيكون جبن زي البطلة ما كانت طول الوقت شايفة!!
- قصة نورا و زياد لطيفة بس غير واقعية بالمرة..
- قصة مريم و تفاصيلها الجريئة للأسف صادمة و مليانة تفاصيل مقززة ! محبتهاش ابدا ابدا..
بشكل عام فكرة الرواية كويسة بس كان ممكن تكون احسن من كده
-
izarif meryem
رواية رائعة صراحة، عبرت بعمق و غاصت في تفاصيل جعلتني اشعر و كأنها تتحدث عني في بعض الوقائع، اقترحها على كل فتاة