ماكل هذا الوجع من التفاصيل التي تسكنك، أهذا الذي يصل بالناس إلى الشيخوخة، الامتلاء بالتفاصيل الموجعة، تعود إلى بيتك وإلى سريرك كل يومٍ بإرث ثقيلٍ منها، تعبر خلال الصالة في غابةٍ النظرات اللاسعة كخيوط قناديل البحر، تذهب للنوم حتى ولو لم يكن وقت النوم قد أتى .. الانتظار الأسوأ على الإطلاق، انتظار الصباح التالي لتحاول أن تصبح فيه كما لم تستطع أن تكون في الصباح الذي سبقه، لتحاول أن تكون كما يريدك أولئك الذين تحبهم ويحبونك ولا تريد أن تخيِّب ظنهم فيك، لاتتعلم، كل الصباحات متشابهة وكلها تحمل ما يرهقك، عندما تغمض عينيك لا تنام، تتحرك في خلفيتهما المظلمة مئاتٌ من سيقان العناكب المنفصلة للتو عن أجسادها، والتي مازالت حيّة، تتحرَّك وتخمش وعيك وغيبوبتك على حدٍ سواء .. فلا تنام .. ولا تصحو ، تتأرجح فقط على الحافّة دون أن تسقط أو تنجو، لتكتشف فجأة أن اليوم الجديد قد أتى وانفجر ضوؤه في فراغ غرفتك ..
سلفي يكتب الروايات سرًا > اقتباسات من رواية سلفي يكتب الروايات سرًا
اقتباسات من رواية سلفي يكتب الروايات سرًا
اقتباسات ومقتطفات من رواية سلفي يكتب الروايات سرًا أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الرواية.
سلفي يكتب الروايات سرًا
اقتباسات
-
مشاركة من إبراهيم عادل
-
لماذا خلق الله لنا أذنين وفمًا واحدًا، الإجابة التقليدية:لنسمع أكثر مما نتكلم؟ لا. الإجابة الصحيحة: ليعبر الكلام من ناحية إلى أخرى دون تأثير. الدرس المستفاد: لا تسمع إلا ما تحتاجه، أما الباقي فمرره دون تساؤل للناحية الأخرى.
مشاركة من عليا النظام المشد -
كانت تتملكني الحيرة طيلة حياتي كيف يصبح أشخاص بعينهم هباء منثورا بعد أن كانوا يملأون سمعي وبصري، وكيف يكتسب أشخاص آخرون أهمية مفاجئة ووجودا خاصا بعد أن كانوا لا شيء. لا نبوءات أولية كالملاحم الأغريقية، لا أشخاص يطاردونك كالقدر، لا موائد منبسطة ولا فضفضة ولا زوار غامضون يهمسون لك بالحقيقة ثم يهربون مع أول شعاع شمس، إنها المكابدة وفقط.
مشاركة من عليا النظام المشد -
لم تكن تلك رؤية شيخ البحر المنسوخة فوق عينيك، غادرك البياض وعادت إليك رؤيتك محتشدة بالدلالات والتنبيهات، أشد حتى من رؤيتك العادية التي كنت تجاهد لاستعادتها. جاهدت لتطفو فوق بحر البياض هذا الذي غرقت فيه فإذا بك تشهق ناجيًا فترى ـ رؤية واثقة رغم أنها كالحلم ـ متجاوزًا كتلة اللحم والعظم وغلاف الجلد، لترى ـ خلف ذلك البلور الذي يسمى وجهًا ـ روحًا حبيسةً مثل رعّاش ماءٍ ضعيف، يتشمم هواء الحريّة خلف فخِ من زجاج. أهذا هو الحب من النظرة الأولى أم أنه فعل الغربة في الوجوه؟ بنظرةٍ واحدةٍ قلت في نفسك هامسًا: تلك نضيرتك الخاصة، لا الأخرى، هذه لم يطعمها أبوها كما تمنيّت الشهد والمخ وغذاء الملكات لترى من خلالها كبلور ، ولكنك ترى من خلالها بالفعل كبلور، ترى كل كدمات روحها، تتجاوز بصيرتك المفاجئة تلك جدران الغرفة المحيطة بكما فترى (ليس الطوب والأسمنت وقطع القماش الرثة التي غطوا بها شروخ الحائط ...) ترى الأب أيضًا الذي لم يكن مريضًا في غرفته كما أخبروك، بل رافضًا . رافضًا بعنفٍ مجيئك ووجودك رغم تكالب أكبر أبنائه الذكور عليه ...
مشاركة من إبراهيم عادل
السابق | 1 | التالي |