ماكل هذا الوجع من التفاصيل التي تسكنك، أهذا الذي يصل بالناس إلى الشيخوخة، الامتلاء بالتفاصيل الموجعة، تعود إلى بيتك وإلى سريرك كل يومٍ بإرث ثقيلٍ منها، تعبر خلال الصالة في غابةٍ النظرات اللاسعة كخيوط قناديل البحر، تذهب للنوم حتى ولو لم يكن وقت النوم قد أتى .. الانتظار الأسوأ على الإطلاق، انتظار الصباح التالي لتحاول أن تصبح فيه كما لم تستطع أن تكون في الصباح الذي سبقه، لتحاول أن تكون كما يريدك أولئك الذين تحبهم ويحبونك ولا تريد أن تخيِّب ظنهم فيك، لاتتعلم، كل الصباحات متشابهة وكلها تحمل ما يرهقك، عندما تغمض عينيك لا تنام، تتحرك في خلفيتهما المظلمة مئاتٌ من سيقان العناكب المنفصلة للتو عن أجسادها، والتي مازالت حيّة، تتحرَّك وتخمش وعيك وغيبوبتك على حدٍ سواء .. فلا تنام .. ولا تصحو ، تتأرجح فقط على الحافّة دون أن تسقط أو تنجو، لتكتشف فجأة أن اليوم الجديد قد أتى وانفجر ضوؤه في فراغ غرفتك ..
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب