يقولون النور في آخر الطريق. لكن يبدو أن الطريق ليس له آخر، والنتيجة النهائية لن نراها وكأنه على ألا أثق إلا بنفسي، ليس بمعني اختياراتي، لا. لكن بمعني نفسي كملكية كأني أنا فقط كل مالدي.. ربما لهذه الأسباب لم أستنكر فكرة الاستنساخ، ستكون معي أنا أخرى دون مفاجآت، ربما باختلافات لكن في النهاية ستكون طفيفة وليست انقلابات، فأكثر ما يزعجني أن كل ما كنت أتمناه، كل ما كنت أتمنى أن أكونه ولم يتحقق لى وتحقق لآخرين لم يعد كاملا أو مثاليا كما كان عندما تمنيته أو حلمت به. تفقد كل الأشياء معناها، قيمتها، تبدو الحياة كلها مثل فرقة موسيقية دون مايسترو أو أن العازفين أصابهم العمى فلا يرون توجيهاته، فتخرج النغمات شاذة، ناقصة، يتلاشى الكمال، الصمت المهيب، الجلال، الخطوات المتزنة، تحل محلها عشوائية ،عدم إتقان، تسيب، سيولة، شيء مترهل كجلد امرأة في السبعين، كل هذا النشاز موجود في التلفزيون، في الراديو، في المسرح، في البيت، في الكلية
حسن الختام > اقتباسات من رواية حسن الختام
اقتباسات من رواية حسن الختام
اقتباسات ومقتطفات من رواية حسن الختام أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الرواية.
حسن الختام
اقتباسات
-
مشاركة من إبراهيم عادل
-
أي شيء في بداياتنا الأولي لم يكتمل فيظل يؤرقنا ونرتد دوما إليه ؟ في عائلتي النساء دائما الأكثر حضورا، في حين يبدو الرجال كأنهم يلعبون أدوارا شرفية، كملوك مخلوعين، مطرودين عن عروشهم، مثل محاربين قضوا عمرهم في فتوحات ومعارك بعيدة وعادوا لأرض الوطن ليجدوا بيوتهم مفتوحة وأسرتهم دافئة وأعراضهم مصانة، والحياة ترسخت قواعدها وتفاصيلها اليومية، لكنهم ما زالوا لا يصدقون أن الحوريات تحكم الآن، يرفضون هذه الحقيقة فيأخذون مخصصاتهم كاملة: بعض من المباهاة، وكثير من عدم الاتزان وينالون كل ما تحتاجه التحف من تبجيل وتقدير، لكنهم لا يتسربون إلى الروح، ولا يبقون فيها أي أثر سلبي أو إيجابي
مشاركة من إبراهيم عادل -
كأن شيئا في روحي لا يريد أن يلتئم، لا يريد لي أن أتم عبوري، فأقف عاجزة في خندق ضيق، لا أستخدم من إمكانياتي سوى حركة يسيرة لأصبع يد، بينما كل إمكانياتي التي أدركت حقيقة وجودها والتي تخايلني متكومة تحت قدمي بريشها القوي الزاهي اللامع الخارج للتو من ظلمة اللاوعي والغفلة، لا أستطيع ارتداءها والتحليق بها بعيدا.
أظل أدور في مدارات لاتؤدي إلى طريق قبل أن أجرؤ على التحرك خارج مداراتي ، وتستمر روحي تنزف صديدا، وخلايا ميتة، و بقايا ديدان تغذت علىَ وانتهت دورتها، لتزيد وتكثف العفن المتراكم عبر سنوات وتجعلني أعجز عن البدء من أول السطر أو ربما هو العجز عن اتمام جملة توقفت عندها، العجزعن إتمام لوحة، ضربة فرشاة. ما لا يكتمل.. لا يكتمل.. يظل ناقصا.. وأنا وحيدة دون رفاق أو أصدقاء، وكل ما في حياتي عابر.. أيامي كلها محاولات للهروب.. إلى حيث أشياء تشغل الذهن وتملأ السمع والبصر فلا تترك لى مجالا للعودة، الاحتماء بمواقع الانترنت والشات، الابتعاد عن أي مكان مغلق حيث يمكن لمرآة أن تلمحني فتتجسد وحدتي.
مشاركة من إبراهيم عادل -
سأعود معك إلى طفولتي.. إلى عينيَ اللتين تنغلقان بقوة والستائر تتماوج مع هواء العصرية، وأنا أجاهد النوم وصديقات جدتي معها في جلستها وواحدة منهن تمسك العود وتعزف.. كامل الأوصاف شغلني،.. أنام وفستانها الأبيض بوروده الصفراء يقترب مني، وكأني أدخل في قلبها، تمتصني، تحيطني الورقات الذهبية بدفء، يعضده حضن جدتي وأنا مستكينة فيه، أطارد الفراشات، وأخرج بعيدا عن سور حديقتنا، في الأرض البراح المفروشة بحزم القمح.
مع الأيام سيزداد تواصلي معك، كل علاقة تحتاج للنمو للرعاية، سأتمكن من تمييز بكاء الجوع من بكاء الألم من بكاء الغضب، حينما تبكين تسيل روحي، لا تبكي يا صغيرتي هل تتألمين؟ أنت تتألمين. بكاء الجوع هادئ، بكائك مفاجئ مرتفع الصوت، تدوم الصرخة ثوان، بعدها تزفرين بصوت مسموع لتلتقطي بعد الهواء. حين أرفعك، أهدهدك تميلين برأسك للخلف وتنغلق عيناك برفق تتكون لديك ذكرى سعيدة ستكررين نفس الحركة حين تصبحين في العشرين وتذهبين إلى الأوبرا وتستمعين إلى الأغنية التى تحبين.
مشاركة من إبراهيم عادل -
التردد اللحظة التي تسبق لمسة طرف أصبعى للماء.. في الشتاء كانت أصعب لحظاتي تلك التي تسبق قيامي بخلع ملابسي، وبمجرد أن أصير عارية ويسقط ماء الدش علي شعري، ثم ينساب على جانبي وظهري، وبعد أن يغمرني وتشملني متعة هدهدته لي.. أتساءل ماهذا الغباء؟ اللعنة على التردد، لكن ذلك لايعني أنني لن أتردد في المرات القادمة.. فقط أسجل انطباعي عن تصرفات يغوص أثرها بعيدا في أعماقي، تعلن دائما عن احتياجي لقوة دفع خارجية، الدفعة التي تزيل عني هيبة الأشياء وغموضها.
مشاركة من إبراهيم عادل
السابق | 1 | التالي |