سأعود معك إلى طفولتي.. إلى عينيَ اللتين تنغلقان بقوة والستائر تتماوج مع هواء العصرية، وأنا أجاهد النوم وصديقات جدتي معها في جلستها وواحدة منهن تمسك العود وتعزف.. كامل الأوصاف شغلني،.. أنام وفستانها الأبيض بوروده الصفراء يقترب مني، وكأني أدخل في قلبها، تمتصني، تحيطني الورقات الذهبية بدفء، يعضده حضن جدتي وأنا مستكينة فيه، أطارد الفراشات، وأخرج بعيدا عن سور حديقتنا، في الأرض البراح المفروشة بحزم القمح.
مع الأيام سيزداد تواصلي معك، كل علاقة تحتاج للنمو للرعاية، سأتمكن من تمييز بكاء الجوع من بكاء الألم من بكاء الغضب، حينما تبكين تسيل روحي، لا تبكي يا صغيرتي هل تتألمين؟ أنت تتألمين. بكاء الجوع هادئ، بكائك مفاجئ مرتفع الصوت، تدوم الصرخة ثوان، بعدها تزفرين بصوت مسموع لتلتقطي بعد الهواء. حين أرفعك، أهدهدك تميلين برأسك للخلف وتنغلق عيناك برفق تتكون لديك ذكرى سعيدة ستكررين نفس الحركة حين تصبحين في العشرين وتذهبين إلى الأوبرا وتستمعين إلى الأغنية التى تحبين.
حسن الختام > اقتباسات من رواية حسن الختام > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب