وهي تسلم عليك وتسألك هل فكرت في أمرنا، ربما إنها المرة الأخيرة التي أزورك فيها وأطلب منك أن تقول الجملة الوحيدة التي أنتظر منك (أنت الملك الوحيد وأنا واحد من رعاياك المخلصين) هل هذا كثير؟ لا أفهم لماذا لا تحبني؟ فكّرت في الأمر طويلاً ولم أجد جوابًا مقنعًا، لايوجد واحدٌ في مملكتي لا يحبني، لماذا تنغِّص عليَّ حياتي وتجعلني أقضي كل الوقت في التفكير في أمرك بدل الاهتمام بأمور الشعب؟ لماذا تكرهني؟ الجميع يحبني .. وزرائي وشعرائي ومهرجو قصري وعبيدي، لماذا لا تحبني كما يحبني الشعب بأكمله؟
...
ماذا تريد؟ أسألك فقط ماذا تريد؟ أن أكون مثل ملك السويد؟ لا يراه أحد لأنه يقضي يومه في التجوال على دراجته؟ أو تريد أن أعطي الحكم لأحزاب يسارية تبيعنا للاتحاد السوفيتي؟...
لو كانوا على الأقل يستطيعون تسيير البلاد، سيجلسون على الكراسي يوزعون الثروة بينهم ويتفرجون على البلاد تسير إلى الهاوية، بينما المال الذي آخذه منكم أنفقه على المحتاجين منكم والمرضى، ألا تذكر كم من مغنٍ ورسام أرسلته للعلاج في الخارج على حسابي؟ للأسف ماتوا جميعًا ولكن هذا لم يمنع الأطباء في باريس من أخذ حقوقهم كاملة ...
طائر أزرق نادر يحلق معي > اقتباسات من رواية طائر أزرق نادر يحلق معي
اقتباسات من رواية طائر أزرق نادر يحلق معي
اقتباسات ومقتطفات من رواية طائر أزرق نادر يحلق معي أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الرواية.
طائر أزرق نادر يحلق معي
اقتباسات
-
مشاركة من إبراهيم عادل
-
عشت مع البشر حياتي كاملة قضيتها بصحبتهم، أعرفهم أو كنت أعتقد ذلك، البشر لا يدفنون الأحياء، صعدت الدموع إلى عيني من هول الصدمة، لايوجد مخلوقٌ يدفن مخلوقًا آخر، لا الحشرات ولا الحيوان ولا الجماد! كنت أغلي بداخلي، الكلاب ليست بشرًا، لها أحاسيسها وإن كانت بسيطة، تعرف ماهو الألم، والبؤس، والفرح، والسعادة، بدأت أنبح لأخيف الفئران. وبالفعل اختفت لبعض الوقت، أو تراجعت لتهجم من جديد، عندما بدأت الحفر سمعتها تحفر من الجهة الأخرى للقبر، كما لو كانت الأهداف نفسها، كما لو كنَّا نحفر نفقًا تحت الأرض..
الظلام يغشى كل شيء في هذه الساحة، لهذا تظل هجوماتي عليها عيدمة الجدوى، ولكنني مصرة على إبعادها، وفي القوت نفسه أفكّر فيه وأحاول أن أحفر في موضع الرأس حتى أفتح فجوة صغيرة تمكنه من التنفس قبل أن تفلت روحه منه، أشم رائحة الحياة من تحت التراب، وأحفر، ولكن الفئران من حولي تتكاثر، أهجم عليها من هذه الجهة فتهرب إلى الجهة الأخرى، وتهدأ لبعض الوقت حتى أقول أنها هربت فأسمع خربشتها في الظلام، وصوت تكاثر أرجلها، رائحة اللحم الطري هيجتها، كم عددها؟ كل فئران القصبة خرجت هذه الليلة، الولية التي تنتظرها اسمها عزيز!!
مشاركة من إبراهيم عادل -
أحب أن أكون فرحانة، لم أفرح في حياتي مثلما أنا الآن، جالسة في القاعدة الجويّة، في مقهى الطيارين، وأنظر إلى "عزيز". إنها المرة الرابعة التي نلتقي فيها، أنظر إلى الطيارين يدخلون ويخرجون في بدلاتهم الزرقاء يتكلمون في مرحٍ لا مبال، داخلين خارجين كما في بيتهم، عزيز لا يدخل ولا يخرج لأنه جالسٌ معي، وينظر إلى الطائرة غير الموجودة. الطائرة طارت منذ مدة وبقي نظره معلقًا على مكانها، على أرضية المطار .... وجوده جنبي كموسيقى هادئة تدفئ قلبي
مشاركة من إبراهيم عادل -
وجلست قبالته، وهو صامت، ربما كان ينتظر أن أرتمي على يده وأبوسها، ربما كان يعتقد أنني سأجلس أبكي بين ركبتيه، ينظر إليَّ بين توقّعِ وتوقع سوء نيته يحدق فيّ، وأنا لا أتوقع خيرًا، أعاد مشط شعره ودهنه ثانية، ووضع طاقم أسنانه في فمه الخاوي وجلس يفطر، وينتظر أن أقول كلامًا يعجبه، ماذا سأقول؟ ما عندي ما يقال،
في تلك اللحظة في الحالة التي كنت عليها لم يكن ليسعفني الكلام حتى لو أردت، الدوخة في رأسي لم تخف، والرعشة سرت في مناطق أخرى من جسدي، وأنا أنظر إليه وأقول ماذا أفعل بصحبة هذا القواد؟!
مشاركة من إبراهيم عادل
السابق | 1 | التالي |