مما اضطر المحقق لمواجهته بدليل آخر على أنه لا يزال يتردد على البيت. هو العثور على الختم الخاص في غرفة ريا، فلم يجد ما يبرر له ذلك، إلا الزعم بأنها قد احتجزت الختم لديها مع ملابسه على سبيل الكيد له
رجال ريّا وسكينة - سيرة سياسية واجتماعية > اقتباسات من كتاب رجال ريّا وسكينة - سيرة سياسية واجتماعية
اقتباسات من كتاب رجال ريّا وسكينة - سيرة سياسية واجتماعية
اقتباسات ومقتطفات من كتاب رجال ريّا وسكينة - سيرة سياسية واجتماعية أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الكتاب.
رجال ريّا وسكينة - سيرة سياسية واجتماعية
اقتباسات
-
مشاركة من Rudina K Yasin
-
ولولا أن سكينة لم تكن تطيق مشاهدة التنفيذ، مما اضطرها إلى الهرب من الغرفة، لافتضح الأمر أمام سلامة الذي كان يدلف في تلك اللحظة تحديدًا من باب البيت الرئيسي، متقدمًا عن الموعد الذي كان يظهر فيه عادة، بحوالي ساعتين، فأدركته
مشاركة من Rudina K Yasin -
وكانت أنيسة رضوان - آنذاك - ترقد في مقبرة آل همَّام تحت صندرة الغرفة التي تستأجرها ريا. إذ كانت قد غادرت بيت صدِّيقة - ضحى يوم الأربعاء أول يوليو ١٩٢٠ - إلى حارة علي بك الكبير، لكي تلتقي بريا التي
مشاركة من Rudina K Yasin -
ولعل ذلك ما أغرى العصابة، لمواصلة العمل بنشاط، وبإيقاع سريع يلفت النظر، فبعد أسبوعين فقط من مقتل عزيزة مجهولة اللقب - وفي يوم ١١ فبراير ١٩٢٠ - كانت ريا وسكينة تجلسان - كالعادة - أمام باب منزلهما بحارة النجاة، تتابعان
مشاركة من Rudina K Yasin -
والغالب أن عبد الرازق يوسف كان صاحب المبادرة بنقل المناقشة حول ملاحظة ريا العابرة، من مستوى التحسر على سوء الحظ وسوء التصرف الذي قضى بأن تحمل امرأة من الفواحش مثل خضرة على جسدها كل هذا الذهب، بينما لا يجد الرجال
مشاركة من Rudina K Yasin -
وإذا كان صحيحًا- كما يقول المتخصصون في علم الجريمة- أن نمطًا معينًا من الجرائم يمكن أن يقود المتخصصين فيه من المجرمين إلى ارتكاب أنماط أخرى أكثر تعقيدًا وعنفًا، فمن الصحيح كذلك- كما يقولون هم أنفسهم- أن ذلك يحدث في أحوال
مشاركة من Rudina K Yasin -
في تلك الأيام نشأت فكرة قتل النساء البغايا اللواتي يعملن في البيوت الخاضعة لإدارة آل همَّام لسرقة ما يعلقنه في آذانهن،وما يحيط رقابهن ومعاصمهن وأقدامهن من أقراط وقلائد وأساور وحلاخيل فضية وذهبية،
مشاركة من Rudina K Yasin -
على الرغم من شرهما البادي وغير المنكور، لم تكونا سوى ضحيتين من ضحايا قهر، دفعهما دفعًا إلى تلك القسوة نادرة المثال، التي لا تغادر ذاكرة الناس إلى اليوم.
مشاركة من Raghda El-Rayes -
وما كادت المظاهرة تنتهي حتى اتخذت المحافظة عدة إجراءات للحيلولة دون تكرارها، فقامت بترحيل أعداد كبيرة من العمال المتعطلين- وخاصة الصعايدة منهم- إلى قراهم، واستفادت بجزء من الباقين في إزالة بعض تلال الأتربة في حي الشاطبي، نظير أجور تافهة لا تزيد على ثلاثة قروش للرجل وقرشين للمرأة، تخصم منها الجزاءات، مقابل ست ساعات من العمل الشاق.. وحين تظاهر العمال مرة أخرى، احتجاجًا على تفاهة الأجر وكثرة ما يوقع عليهم من جزاءات زُوِّد الملاحظون الذين كانوا يشرفون عليهم بالكرابيج، ووُضعت في مواقع الحفر مجلدة، لتأديب المتكاسلين منهم.
مشاركة من حنان فوزى -
أنا خايفة من أمي، وجوز أمي- تعني أباها- وسكينة وأهلي كلهم، لأنهم كل ما يقعدوا ياكلوا، يدولي لقمة حاف، ولما أطلب غموس يضربوني ويشتموني ويقولوا لي: اطلعي بره يا بنت الشرموطة.. فأخاف وأجُر نفسي زي الكلبة، وأخرج على الحارة، أتفرج
كانت هذه كلمات بديعة عندما استدعيت من الملجأ العباسي للاستجواب وأخذ أقوالها وهي طفلة لم تتجاوز 10 سنوات.. تأثرت جدا بها وكيف كان أهلها يعاملونها، حتى اللقمة بخلوا بها عليها، عاشت في جو موبوء بالفواحش والقذارة والحرمان ومن سخرية القدر أنها الوحيدة التي نجت من أبناء حسب الله وريا لتكون فيما بعد شاهدة على جرائمهم وموبقاتهم وعارهم.. الأدهى من ذلك وأنا أقرأ هذا الكتاب والذي أعتبره بمثابة دراسة لذلك العصر والبيئة المحيطة بالعصابة، ورغم كل ذلك يخرج علينا في زماننا هذا من يدعي ببراءة ريا وسكينة وعصابتهما من تلك الجرائم..!
مشاركة من Dina Alsaleh -
أما المؤكد فهو أن الحياة في مصر كانت قد هانت في تلك السنوات القلقة على كثيرين ممن كانوا يعيشون في قاع المجتمع، حياة هي أقرب إلى الموت، ووجود هو أقرب إلى العدم، بحيث بدا لهم أن اختفاء ذوي أرحامهم، أمر لا يستحق الاهتمام .
مشاركة من Abeer Montaser -
❞ ولو كان الحج حسين الزيات قد تنبه إلى أن زوجته تشعر أكثر منه بخيبة الأمل وتحتاج مثله إلى ما يشغلها عن إحساسها بتعاسة حياتها، لما هرب من همومه إلى العمل في الدكان وتركها لوحدتها، أو على الأقل لدعاها لمشاركته في ذلك العمل، لتتعزى معه. وربما لو كان ذلك قد حدث لما تعرفت إلى ريا، أو على الأقل لما استطاعت ريا أن تسحبها إلى بيت الكامب❝
مشاركة من Abeer Montaser -
ومن سوء الحظ أن أحدًا من المؤرخين لم يُعنَ بالربط بين «الشغل في السلطة» وبين نمط الجريمة الذي ساد في مصر في أعقاب الحرب العالمية الأولى، مع أن هذا «الشغل» كان القاسم المشترك الأعظم بين المتهمين في قضية ريا وسكينة
مشاركة من Abeer Montaser -
"وعلى هذه الصورة لفظت "نبوية بنت جمعة" أنفاسها الأخيرة، ورحلت عن الدنيا، وهي تحمل على جسدها كل آثار خطاياها التي كانت ترتكبها سراً... وتظن أنها لن تفضح أبداً"
"المؤكد أن الحياة في مصر كانت قد هانت في تلك السنوات القلقة على كثيرين ممن كانوا يعيشون في قاع المجتمع، حياة هي أقرب إلى الموت، ووجود هو أقرب إلى العدم، بحيث بدا لهم أن اختفاء ذوي رحماهم أمر لا يستحق الاهتمام"
"والغالب أن القتل كان قد بدأ يصبح أحد أمزجتهم الحسية الكثيرة، كالخمر والجنس والحشيش وأكل اللحوم، وإدارة بيوت البغاء.. وأغراهم بذلك أن العمليات قد تتالت من دون أن يكتشف أحد أمرهم"
"ونقل مراسل "المقطم" السكندري عن أحدالخفراء قوله:"إن البيوت السرية منتشرة حتى في أحسن أحياء المدينة وجزمت "وادي النيل" بأن عدد تلك البيوت يفوق عدد البيوت العلنية ويزيدعنها في خطورته على الأمن، وانتقدمواطن اسمه "محمد عبدالقادر القط" في رسالة نشرتها له جريدة "الإكسبريس" البوليس السري وقلم حفظ الآداب لأنه "لا يزال خافلاً أو متغافلاً عن البيوت السرية ومحلات حرق الحشيش في حي العطارين" وأضاف في لهجة مبطنة بالتقريع: "إذا ان رجال البوليس عاجزين عن معرفة هذه البيوت، فإن الأهالي ـ وأنا منهم ـ على استعداد لإرشادهم إليها"
"وفي تفسيره لسبب اختلال الأمن العام لم يقبل محرر "الإكسبريس" الاعتذار بالحرب لتبرير تلك الحالة، كما لم يأخذ شكوى البوليس من قلة عدد أفراده... بل ركز على أن هناك بيئة شرطية فاسدة تتطلب تغييرات جذرية في تنظيم هيئة الشرطة، وفي اختيار أفرادها، ودلل على ذلك بأن الشبان الذين يتخرجون في مدرسة البوليس ـ التي وصفها بأنها لا تعدو أن تكون مدرسة تحضيرية، أعجز من أن تعد شرطياً لائقاً للعمل ـ ما يكادون يندمجون في سلك الشرطة ويحتكون بالمرتشين وغير المستقيمين من رؤسائهم حتى يتحولوا إلى صورة أخرى منهم"
"ثم دخل الغرفة وجال ببصره فيها..
وسألها: فين "نظلة" يا "ريا"؟
ولدهشته البالغة.. ردت قائلة: عندك تحت الصندرة"
"ولأن وجه "أم فرحات" كان مغطى بنسيج لم يستطع المحقق أن يتبين ما إذا كان من أثر ذوبان جلد الوجه، أو نتيجة لالتصاق غطاء شفاف للرأس به، فقد سألها عن ذلك فأجابت: ده شاش.
ثم تنبهت لتسرعها في الإجابة"
"إذ ما كاد المحقق يبدأ استجوابه (للطفلة عديلة) حتى قالت له: أنا خايفة..
فلما سألها: خايفة من أيه؟
قالت: أنا خايفة من أمي وجوز أمي ـ تعني أباها ـ و"سكينة" وأهلي كلهم، لأنهم كل ما يقعدوا يأكلوا، يدولي لقمة حاف، ولما أطلب غموس يضربوني ويشتموني ويقولوا لي: اطلعي بره يا بنت الشرموطة.. فأخاف وأجر نفسي زي الكلبة، وأخرج على الحارة أتفرج على الزار، وألعب مع ا لعيال.. وبالليل... يقفلوا عليَّ الباب بالمفتاح، والدنيا ضلمة فأخاف وأخري على روحي.. ومرة لما فتحوا عليَّ الباب الصبح، كنت رايحة أهرب.. وأروح أتشعلق في الوابور.. وأسافر "كفر الزيات" ... عند خالي.. لكن ما عرفتش... أني ما نحبوش حد من أهلي غير أمي؛ لأنها بتصرف علي... أبويا لما أبص عليهم من الشباك وهما بياكلوا ويغمسوا يطلع لي الخزرانة من الشباك ويهزها.. اطلع أجري أجر روحي زي الكلبة وأشخ تاني على نفسي ولما أطلب منه عشرين فضة أشتري بها حاجة يلعن أبويا.. و"سكينة" دايماً سكرانة. وكنت ساعات أخش بيتها أزعق عليها، أرمي باب أودتها بالطوب وأطلع أجري"
"ومع أنه (أي حسب الله) لم يذكر مبررات معقولة لخنوعه لهذا الوضع (عمل زوجته قوادة، وتحول بيته إلى كرخانة زنا) الذي يزري بكرامته كرجل وكصعيدي إلا قوله أن الشقيقين(ريا وسكينة) من النوع المزاجي المتسلط الذي يتميز بأن "عقله على كيفه" و "رأيه على كيفه" وكان ذلك في تقديره مبرراً لكي يكف بعد تلك المرة عن الاحتجاج على تحول زوجته من ربة بيت مصونة إلى "كرخانجية" مشهورة" مكتفياً ككل زوج يؤمن بالحرية المطلقة للمرأة بتسجيل اعتراضه على ذلك النوع من النشاط الاستثماري، واعتبره شأناً خاصاً من شئون زوجته لا دخل له، ورفض ـ بإباء وشمم ـ أن يحصل على شيء من عائده، واشترط عليها ـ كما يليق برجل يقف الصقر على شاربَيه ـ أن تمارسه بعيداً عن مسكن الزوجية"
"الوسيلة التي اتبعوها في إخفاء الجثث تكشف عن غلظة قلوبهم، وتبلد أحاسيسهك، إذ كانوا يدفنون الجثث في المكان الذي يعيشون فيه، فيأكلون ويشربون ويتضاجعون، بل ويحششون ويسكرون ويتسامرون ويزنون فوق الجثث، وكأن ذلك كله شيءٌ عادي.. وبذلك تجاوزوا حدود الطبيعة البشرية إلى التصرفات البربرية التي لا حد لشرها.."
" وبعد الثامنة بقليل، اقتيدت "سكينة" إلى ساحة التنفيذ... وقال مندوب "الأهرام" إنها أكثرت من الحركة والكلام بينما كان المأمور يقرأ عليها نص الحكم، وكانت تتمتم بعبارات تعلق بها على ما تسمعه، فعندما ذكر الحكم أنها قتلت سبعة عشر امرأة قالت: هو أنا قتلتهم بإيدي؟! ثم قالت بتحدٍ: أيوه قتلت واستغفلت بوليس اللبان، والشنق ما يهمنيش.. أنا جدعة..
وعندما دخلت إلى غرفة المشنقة، قالت للجلاد وهو يوثق يديها خلف ظهرها: هو أنا رايحة أهرب وألا أمنع الشنق بأيدي.. حاسب .. أنا صحيح ولية.. ولكن جدعة.. والموت حق..
ولما كانت تحت الحبال قالت: سامحونا.. يمكن عبنا فيكم..
ثم تلت الشهادتين.
مشاركة من alatenah
السابق | 1 | التالي |