المؤرخ وليس الأديب إدريس علي،
يأخذ بيدك من أول صفحة إلي تاريخ النوبة في عصر الغزو/الفتح العربي.
على لسان "عوض شلالي" في زمن عبد الناصر،
بين القاهرة، والنوبة، والسودان.
الفكرة الأساسية:
من أحق بالأرض; التاريخ يُنصف أهل النوبة، والحاضر يُنصف الوطن.
وبين الإنتماء للنوبة و الإنتماء لمصر طمعًا أو ترهيبًا،
يتحول الكاتب بصعوبة بين حدث وآخر ومن شخصية إلى آخرى.
تطور الأحداث:
-أجّاد الكاتب في التشريح النفسي للنوبي، المُتَعَلِّقٌ بالأرض قبل وبعد التهجير القسري للبشر والحجر، لبناء السد العالي وتخزين المياة لبحيرة ناصر.
أستفاض في شرح العقلية النوبية ومشاكلها لأهل النوية والصعيد.
-يختلط الأمر على المتلقي بين الضمائر السردية المتعددة،
وهي أضعفت تماسك النص إلى حد كبير، على الرغم من سهولة اللغة وثقافة الكاتب.
-اللا منطقية في تسلسل الأحداث، أو ربما أراد إستخدام تقنية "الإسترجاع الفني"الفلاش باك.
لكن الأحداث أبطء بكثير من قابليتها لإستخدام هذه التقنية.
-رمزية اللغة في الأب/ ومتاهه زوجته"روحية البولاقية"، فمن يتخلى عن جنان أرضه تبتعله أرض الغرباء، بلاد الحيّه/مصر.
-أستمتعت كثيرًا بالمشهد الرئيسي للرواية" فرح البلدة بقدوم البطل بعد عشر سنوات من الأعتقال أصبح نواحًا وشجن إلى الأرض.
الحبكة: وهي على غير النمط المعتاد، صراعات داخلية لكل شخصية،
تَظهر ذروة العقُدة في نفس المشهد وتنتهي ببطء إلي نهايات غير منطقية في الفصل الأخير.
ربما أراد الكاتب للرواية أن تكون وسيلة تواصل بينه وبين المتلقي، ليفكر لنسة عن نهايات محتملة.
الخاتمة المُتكررة لشاب هارب من طغيان الفساد، إلي بلاد النور والحرية،
حتى ينال منه الغرب، ويُصبح واحدًا منهم، ناكرًا لما كان ينُادي به من فضائل وقيم.
-إدريس علي كاتب أختار لنفسه ركن لا يقرب أحد على الإقتراب منه وهو بوق الدفاع والحديث عن مسألة التهجير، يجعلك تتسائل عن تلك الفترة التي مُحيت من التاريخ، لا تعلم منها سوى عبقرية العالم في نقل معبد فيله،
لكن ماذا عن البشر؟
لا قيمة للجزء في سبيل الكل، أو هكذا هو الوطن!
فإذا أردتُ أن تفهم وتستوعب ماذا حدث للنوبة وأههلها فكتبه الغنيه بالتاريخ والأحداث، لن تجد أفضل منها.
الغريب أن الشخصية النوبية، دائمًا ما كانت مصدّ ضد أي محتل أو غازي لأرضه، لكن وبعد قرون على الإنصهار العربي(الكنوز) مع الدم النوبي،
أختلف التوجة الوطني، فالأرض أصبحت الدولة بأكملها.
"إقتباسات"
-يا بلدي، ياوطني، يا داري، يا تراب أجدادي، يا نخلاتي، يا نوبة.
-هي الحرب نشأت في الزمان الخطأ وهو الفارس الأعزل لا درع يحمي صدرة ولا هدف محددًا يسعى إليه. نام زمنًا مع أهل الكهف وأخذته صحوة بعد فوات الأوان. فليس هذا وقت نبش تاريخ يحتاج لدقة الفحص. ولا هؤلاء المعاصرون هم الذين دمروا الجنوب وأفنوا فرسانه. لكنه الغيظ يملأه ويحرمه راحه البال. وهذه معركة خاسرة بكل المقاييس، فأمامه دولة مدججة بالسلاح وأهل النوبة من الطيبة والغفلة بحيث لا يبغون من الدنيا سوى الستر وحسن الختام.