هي مرثية النوبه..بلاد أقاصي الجنوب و أراضي ما وراء السد، حيث فقد البشر مواطن جذورهم و تفرقوا بين مهاجر إلى الشمال أو مرابط يصارع من أجل البقاء.
ثلاثة فصول صاغها الكاتب ترصد أحوال ثلاثة أبطال هم أهل النوبه الصابرين و مثلوا مكونات مجتمعها المحدود.
عوض شلالي هو رمز شباب النوبه الحائر بين رفاهية الشمال و بين التعلق بإحياء تاريخ و تراث غمرته مياه السد فصار الأفندي المطارد لاعتناقه أفكار الحريه و العدل و الذي ينتهي به الحال إلي هارب من جذوره عبر سنوات التيه الأول ثم التيه الثاني .
حوشية النور و مأساة المرأة الجنوبيه التي فقدت سندها الواحد تلو الآخر بداية بالاب المتمسك بأرضه فيغرق في طينها ضحية لطرح النيل ، و مرورا بالزوج المغترب في عاصمة البلاد و التي تغويه المرأة الشماليه فينسي زوجته و أهله لينتهي به المطاف مغدورا بعد تخليه طواعية عن ماضيه و حياته الجنوبيه . ثم نهاية بالابن السجين ثم الهارب من وطأة الحياه في ظلال الظلم و وأد الأفكار.
حليمه الزوجه الشابه هي ضحية أعراف النوبه التي استهانت بحاجتها لزوجها و حلمها بالعيش في كنفه بديلا عن كونها خادمه لأمه و راعية لبيت مقفر في هجير الجنوب يخلو من الدفئ و ونس الصحبه و كانت نهاية حكايتها صادمه لتدق ناقوس الخطر و تنبهنا جميعا للنتائج الكارثيه لتهجير أهل النوبه و طمس قراهم و حياتهم لصالح طوفان المدنية و التحديث.