إدريس علي1940
إدريس علي (5 أكتوبر 1940 - 30 نوفمبر 2010) روائي وقاص نوبي مصري، فازت روايته "انفجار جمجمة" ، التي كانت ثمرة لأول منحة تفرغ يحصل عليها، بجائزة أفضل رواية مصرية من معرض القاهرة الدولي للكتاب سنة 1999 وجائزة الدولة التشجيعية، مما أنعش حالته المادية إلى حد ما، وهي الحالة التي كتب عنها في سيرته الذاتية "تحت خط الفقر". وتسببت روايته الأخيرة "الزعيم يحلق شعره" (2010) في جدل كبير عقب منعها في معرض القاهرة الدولي للكتاب لانتقادها نظام القذافي. ولد إدريس علي في قرية قرشة بمحافظة أسوان لأسرة نوبية بسيطة، ولم تمكنه ظروف أسرته الاقتصادية من تلقي قد كافٍ من التعليم النظامي، فعمل في مهن عديدة قبل أن يصل إلى وظيفة بسيطة في إحدى شركات المقاولات. سافر إدريس علي صغيرًا إلى القاهرة ليلحق بأبيه الذي كان يعمل بها في عمل متواضع، فانضم إلى أبيه وعاش معه في حي بولاق أبو العلا، وهناك قضى سنوات الصبا، وألحقه أبوه بأحد الكتاتيب لتعلم القراءة والكتابة وبعض سور القرآن الكريم. نقله أبوه لاحقًا إلى مدرسة ابتدائية بحي عابدين، لكنه ضاق ذرعًا بدروسها ودأب على الهروب منها، فلم يجد أبوه إلا أن يلحقه بالعمل بعد أن يئس من تعليمه، فتركه يساعده في البداية في أعمال النظافة المكلف بها في عمله، ثم تقلب في العديد من الأعمال المعاونة البسيطة التى لا تحتاج لمهارة معينة حتى التحق للعمل خادمًا لدى إحدى الأسر. لاحقًا أخبر إدريس علي الروائي النوبي حسن نور أن سيدة هذه الأسرة كانت قارئة نهمة، وأنها دخلت عليه ذات يوم فوجدته يقرأ في كتاب، ولما عرفت حبه للقراءة أخذت تمده بما عندها من قصص وروايات ليقرأها، وساعدته في اختيار ما يقرأ، ثم بدأ يتردد على مكتبات السفارات الأجنبية فقرأ لغوركي وتولستوي وتشيخوف وألبرتو مورافيا وغيرهم. انخرط إدريس علي في منتصف الستينيات ـ متطوعًا ـ في سلاح حرس الحدود، وظل يخدم في الجيش لسنوات طويلة شارك خلالها فترة في حرب اليمن، وهي التجربة التي كتب عنها في روايته "تحت خط الفقر"، ثم أعفي من الخدمة العسكرية لأسباب صحية ليواجه الفقر مرة أخرى، بعد أن صار مسؤولًا عن زوجة وأطفال، رغم وعد تلقاه من أحد المسؤولين بمجلة صباح الخير بتعيينه بمؤسسة روز اليوسف، لكن ذلك لم يحدث، وضاق الحال بإدريس علي ففكر في الانتحار، لكنه في النهاية نجح في الحصول على وظيفة بسيطة في إحدى شركات "المقاولون العرب"، وهي الوظيفة التي ظل فيها حتى خروجه إلى المعاش في يناير 1999.