الغريب ..
مراجعة – ملخص سريع .
الغريب في هذه الرواية أن بطل القصة " مورسو " ، ليس غريباً كما يوحي عنوانها .. بل هو عبثي ، لا مبال ، بارد ، عادي حد البرود ! وحقاً ان هذا من أشد أنواع التمرد أن تكون عبثياً وغريباً الى حد يجعل القارئ يبكي في نهاية القصة حين تنفجر !
حقيقةً لا اذكر كم مر من الزمن منذ ان بكيت في قصة او رواية ولكن اذكر انه زمن بعيد جداً .. وهذه القصة استفزتني لدرجة لامست شيئاً عبثياً لا اعرفه داخلي الا انني اعرف ان هذا الشيئ قد تعرف على ذلك الغريب حد التماهي معه !
القصة تبدأ بوفاة والدة ذاك الغريب ، ويستمر في الفصل الأول بعرض تفاصيل حياة ذاك الغريب الامبالي الى حد انه لم يبك حين ماتت والدته ، بل ورأى ان هذا اليوم هو يوم عادي جدا ومتعب الى حد جعله يتعرف بعدها الى فتاة ويذهب معها للسباحة ومشاهدة فيلم فكاهي في السينما ! هناك المزيد والكثير من التفاصيل التي تؤكد لك غرابة وعادية هذا الانسان الى حد الملل .
في الفصل الثاني يرتكب هذا الغريب " بمحض الصدفة " جريمة قتل " هو لا يذكر حتى تفاصيل ارتكابه لها رغم انه اطلق من مسدسه اربع رصاصات جعلت من جنحته مدمغة بعلامة " عن سبق الإصرار والترصد " وهو أيضا لم ينف أي تهمة وجهت اليه .
يتحدث ايضاً عن السجن بفلسفة وطريقة عظيمة اعجبتني جداً وهنا بنظري قد برز الجمال الادبي للعرض والتصوير لمشاهد ومشاعر الحبس بطريقة مميزة ..
وفي النهاية المحاكمة ..دائماً لا احب حرق الاحداث .. الا انني املك ان أقول لكم انني في خاتمتها بكيت ! لا يعني ذلك نهاية مأساوية ، بل شعوراً حاول ذلك الغريب أن يمنحه لقرائه وقد أُعطيتُه حقاً ..
ملاحظة : يوجد في الرواية مشهد استفزني واحسست بقليل من المبالغة فيه حين تحدث مورسو مع الكاهن عن عدم ايمانه بالرب واستهتاره بالايمان بطريقة متناقضة نوعاً ما مع شخصيته الا مبالية وقليلة الكلمات .. اعتقد ان الكاتب أراد ان يوصل لنا فكرة محاربة الكنائس والدين في ذاك الوقت الذي عصفت فيه أوروبا بتلك الثورات . اعتقد انه كان بإمكان الكاتب إيصال الفكرة بطريقة اقل مبالغة واكثر منطقية .
في بداية الكتاب احسست بالرتابة والملل ولم اتحمس كثيراً لاتمه .. لكن الفصل الثاني تفوق على الفصل الأول بكثير وأصبحت تتبع حركات وهمسات شخصياته بخلجاتك وجوارحك حقاً ، غريب أيضاً التباعد والتناقض بين الفصلين .
اليس في هذه الغرابة ايضاً سراً ما ؟
تقييمي للكتاب 4 / 5 في الحقيقة يوجد نقاط ضعف في الكتاب وكنت قد قيمته بثلاث نجمات ونصف ، لكن شيئاً ما قد محى ما كتبت وقيمه بأربع نجمات .. ربما كان ذاك الشيئ هو الذي قفز من الكتاب واستقر في دواخلي بعد تلك الدمعة !