رأيي عن رواية “الغريب” لألبير كامو
قدّمت لي الغريب تصورًا مختلفًا عن نظرة الملحد للحياة، حيث رأيت من خلالها كيف يعيش شخص بلا هدف أو غاية، وكيف يتعامل مع الأحداث المصيرية مثل الموت والسجن بلا اكتراث. الرواية لم تثر لدي تساؤلات وجودية، لأن الإسلام قد منحنا إجابات واضحة عن معنى الحياة والموت والغاية من الوجود، فلم نكن يومًا فريسة لأفكار العبث أو اللامبالاة.
كما لاحظتُ كيف يتغير تفكير السجين داخل الزنزانة، وكيف يتحول مفهوم العقوبة مع الوقت، إذ يفقد المحكوم إحساسه بالأمل أو الخوف تدريجيًا. لكن ما أثار تساؤلي هو موقف ميرسو من الموت: إذا كان لا يؤمن بحياة أخرى، فلماذا لم يحاول التمسك بالحياة؟ المنطق يقول إن من لا يؤمن بالآخرة يجب أن يكون أكثر حرصًا على الحياة، لكن ميرسو استسلم تمامًا وكأنه لا يرى فرقًا بين العيش والموت.
وهنا يظهر التناقض في الفلسفة العبثية؛ فبينما تدعو الإنسان للعيش بحرية دون قيود دينية أو مجتمعية، ينتهي بها الحال إلى تجريده من أي دافع للاستمرار. وهذا ما يجعلني أرى أن الإيمان ليس مجرد قناعة، بل هو ما يعطي للحياة قيمتها، ويجعل للموت معنى يتجاوز كونه مجرد “نهاية بيولوجية”.
فالحمد لله على نعمة الإسلام، التي جعلت لحياتنا قيمة، وللموت معنى، وأعطتنا من اليقين ما يغنينا عن عبثية الوجود والتيه في التساؤلات بلا إجابة.