الغريب. تجربتي الأولى مع ألبير كامو، من بين ملايين الافتتاحيات قرر أن تكون افتتاحية كتابه "ماتت أمي"، لتبنى جميع الأحداث التالية على هذا المبدأ. الغريب متجرد من الإحساس بالواقع والناس، من الألم والغضب والحبّ وحتى الكراهية، مزيجٌ غريب من اللامبالاة والعبثية. حين يقع مارسو في السجن وتسلب منه حريته ويصبح الموت قدره المحتوم، يبدأ بتقدير ما فقد، يبدأ برؤية العالم من عيون أخرى، أصبح ينتظر الفجر، ووقع الأقدام، والنجوم القليلة من النافذة، يفكر في أمه، وفي كل ما فاته أن يعرفه قبل أن يصبح هنا، لكن بيأسٍ أو نفاد صبر يسلم نفسه لقدره المحتوم بلامبالاة لافتة.