تقييم الترجمة ، التحرير والمراجعة:
⭐⭐⭐⭐⭐
- ترجمة لا غبار عليها.
- تحرير رائع. لا توجد اي هوامش. كل الكلمات الأفغانية التي تم استخدامها في الحوار او السرد تم ترجمتها بين اقواس الى ما يقابلها في اللغة العربية.
- لا توجد اخطاء املائية ، لغوية او مطبعية.
---------
تقييم الرواية: ( من الناحية الأدبية والانسانية ولنطرح السياسة جانباً )
انظر الملاحظات ثم الخاتمة في نهاية المراجعة.
الدرجة: ١٠ من ١٠
المستوى: ⭐⭐⭐⭐⭐
التقدير: امتياز
----------
* المميزات / نقاط القوة *
- حبكة درامية رائعة جداً وانسانية الى اقصى حد.
- السرد حدث ولا حرج عن السلاسة ونعومة الانتقال بين الاحداث والمواقف.
- الشخصيات حية تثير تفاعلك بشدة سواء بالتعاطف او الكراهية.
- الحوار ملىء بالشجن ويغلب عليه المشاعر الانسانية في المقام الأول.
- نهاية الرواية مؤثرة جداً.
----------
* العيوب / نقاط الضعف / الملاحظات *
- الرواية قاسية جداً ومفعمة بالفواجع والمآسي الانسانية. نحن نتحدث عن أفغانستان عزيزي القارىء ابان الغزو الروسي مروراً بالحرب الأهلية وسيطرة طالبان على الحكم.
- لا تقرأ هذه الرواية من منظور سياسي. الكاتب تغافل - سواء عمداً او بحسن نية - عن اي اشارة من قريب او من بعيد لماما أمريكا المدبر الخفي لكل الويلات التي عانت منها أفغانستان !. شخصياً تقييمي للرواية كان من منظور ادبي وانساني فقط.
----------
مراجعة الرواية:
رواية عن أفغانستان ابان الحكم الملكي مروراً بالغزو السوفيتي في الثمانينيات من القرن الماضي وصولاً لحكم طالبان وسقوط الحركة لاحقاً من خلال قصة صديقين عاشا حياة مشتركة مليئة باسمى معاني الوفاء والحب وكذلك اقسى معاني الخيانة والخسة.
رحلة طويلة من افغانستان شرقاً الى امريكا غرباً بهدف التطهر من آثام الماضي ومحاولة استشراف مستقبل يحمل بصيصاً من الأمل في حياة أفضل.
لنلقي نظرة على عناصر هذه الرواية المتخمة بالأحداث والتفاصيل والشخصيات.
* الحبكة *
للوهلة الأولى قد يتبادر الى ذهنك انك سوف تقرأ تأريخاً لماضي هذا البلد التعيس بشكل تقريري بحت. على العكس تماماً انت امام دراما انسانية بكل معنى الكلمة.
غزل الكاتب حكاية متكاملة غنية مليئة بالمتضادات. الصداقة والخيانة ، الحب والكراهية ، الفضيلة والآثام والسلام والحرب من خلال قصة ( امير ) و ( حسن ) ، صديقين اجتمعا يوماً ما ثم تفرقت بهم السبل لكن جمعهم مصير واحد مشترك في النهاية كان سبباً في تطهر احدهم واستكمالاً لمسيرة الاخر بشكل مختلف.
* السرد / البناء الدرامي *
هذه النقطة تحديداً اعتقد انها من اهم نفاط قوة الرواية. من ماضي مليء بالبراءة والمرح والحب الى حاضر الخيانة والمعاناة ونهاية بمستقبل غامض يحاول بطل الرواية ان يستشرف ملامحه من خلال رحلة تطهره ومحاولة تكفيره عن آثام ارقت حياته واصبحت كلعنة تطارده مهما حاول الهروب والابتعاد.
نقلك الكاتب بين تلك المراحل بشكل سلس جداً تشعر معه انك في قلب الحدث مباشرة. تارة انت فوق شجرة الرمان تسرح مع الاحلام ، تارة انت في قلب الانفجارات المدوية والصراع الوحشي المخضب بالدماء.
خط درامي امتد على استقامته من الشرق الى الغرب مع الكثير والكثير من التفاصيل والاحداث التي يشيب لهولها الولدان.
* الشخصيات *
الرواية مليئة بعدد كبير من الشخصيات سواء الرئيسية او المساعدة والثانوية ، ورغم هذا فلكل دوره المرسوم بدقه وفي وقته بالضبط.
اهتم الكاتب بشكل كبير بالوصف التفصيلي للشخصيات من حيث الشكل الخارجي وايضاً البناء المحكم من حيث الخلفيات العرقية والثقافية والصراع النفسي الدائر بداخلهم طيلة الوقت.
صراحةً لم يترك الكاتب اي تفصيلة سواء صغيرة او كبيرة تمر مرور الكرام وتشعر ان الشخصيات حية جداً وذات كيان مادي محسوس.
* اللغة / الحوار *
على صعيد السرد والحوار تضمنت الرواية الكثير من الكلمات والمصطلحات الأفغانية والتي تم ترجمتها بين أقواس بحيث لا تحتاج ابداً الى الرجوع للهوامش - الغير موجودة بطبيعة الحال - حتى لا تفقد الخط الدرامي ابداً.
بما اننا امام رواية مترجمة ، طبعاً الترجمة والتحرير الرائعين يبرز دورهما بشدة في هذه النقطة تحديداً والحقيقة كانا على الموعد وكانا سبباً رئيسياً لاستمتاعي بالرواية طيلة الوقت. لا هفوات ، لا ثغرات ولا اخطاء من اي نوع سواء املائية او لغوية.
غلب على اللغة بشكل عام الطابع الانساني الملىء بالشجن والحزن والمعاناة.
* النهاية *
اختار الكاتب نهاية يحدوها الأمل والغد الأفضل كنوع من التلطيف وتطبيب الجروح الداخلية بعد جرعة كبيرة من المآسي الانسانية والنفسية قدمها على مدار صفحات الرواية.
----------
خاتمة:
اعتقد ان الكاتب الأفغاني / الأمريكي اهتم وركز فقط على ابراز الجانب الانساني ونقل معاناة المجتمع الأفغاني على مدار عقود طويلة من الحروب والصراعات من خلال صفحات الرواية وقد نجح في هذا بشدة بدون شك.
على المستوى السياسي يشوب الرواية عوار يتمثل في عدم ادانة الدولة الأمريكية ولو بكلمة واحدة عن مسئوليتها المباشرة عن كل ما حدث من اراقة دماء وتمويل جماعات متطرفة وكيانات ارهابية واشعال حرب أهلية اكلت الاخضر واليابس في سبيل الهيمنة والتفوق على القطب الروسي وكل هذا على حساب الأبرياء من ابناء الوطن الذي ينتمي اليه الكاتب.