رضوى عاشور، أنتِ تكتبين أدباً من ذلك الطراز الذي يجعل عيناي تدمعان بدون أن أنتبه إطلاقاً. بكاءً لإدراكي كمّ المأساة التي نعيشها في هذا العالم، بكاءاً لإدراك حجم ما فقدناه، وما نفقده تدريجياً أمام أعيننا.
أيُّ حالةٍ من المفروض أن أصاب بها بعد قراءة ثلاثيّة غرناطة، وأي مزاج من الممكن أن يكسو حالتي سوى الاكتئاب والاكتئاب والاكتئاب .. هل هي فقط طبيعة هذه الأمة، أمتنا العربيّة، أم أن المعاناة سمة أساسيّة منذ انفلاق الكون، وأن الإنسانيّة ليست سوى اشتقاق للنسيان .. نسيان الألم، نسيان القسوة، نسيان المعاناة .. لم أرى شيئاً منطقياً في هذه الملحمة سوى جنون "نعيم" الذي كان طبيعياً جداً بعد كل هذا الأحداث.