للتو انهيت قراءة "ثلاثية غرناطة" ولا ادري كيف اصف شعوري..رضوى عاشور كأنها ايقظت في داخلي وجع قديم ..في كل مرة اجد مدى التشابه بين ضياع الاندرلس وضياع وطني "فلسطين".
هي أول تجربة لي مع "رضوى عاشور ..أردت ان ابأها ب"ثلاثية غرناطة"لكثرة ما سمعت عنها ..
أظن اني وفقت في اختياري .أسلوب رضوى عاشور مليء بالوصف واستخدام ما وجد من جماليات اللغة بطريقة رائعة وهذا يعجبني كثيرا ..كادت تصل بي احيانا للملل لكثرة التفاصل.
ما شد انتباهي كثرة التفاصيل التي ضمتها احيانا كانت تروق لي لانها استطاعت بنجاح ان تجعلني ارسم في مخيتلي ما جرى بالتفصيل,بالالوان والبيوت والأزقة والحارات في غرناطة وبالنسية والجعفرة وغيرها.بذلك أراها نقطة لصالح رضوى عاشور بالرغم من كثرة هذه التفاصيل .
وكذلك الكم الهائل من الاحداث التي لم أكن اعلمها عن ضياع الاندلس.فطريقة وصف رضوى عاشور كانت جميلة .لم اكن على دراية بكمية الإزدراء والمهانة اللي ذاقها اهل البلاد من القشتالين وقوانين الكنيسة الجائرة بحقهم .
اما عن اكثر ما أحببت من هذا الكتاب هو جعلي اتنقل بين مشاعر النشوة بعظيم الحضارة الاسلامية الاندلسية وبين الحزن على ضياعها واندثارها . ففيها خليط من فرح وحزن.من عشق جميل وفراق.من وطن ومضجع رأس الى ضياع .كلها افكار جعلتني في نهاية قراءتي اقول لنفسي "اين كان العرب والمسلمين حين تركوا اهل الاندلس بلا عون" واعود اكرر نفس السؤال"اين كان العرب من أهل فلسطين" فنرى ان التاريخ يعيد نفسه من خلال هذا الكتاب.حين يقول علي "هذا ترحيل مؤقت وغيابنا لن يطول.." قالها ايا جد لي في فلسطين .
اما عن شخصيتي المفضلة بالنسبة لي كانت سعد بكل تفاصيله وشخخصيته الصامتة احيانا,وكذلك مريمة بشخصيتها الذكية الطريفة .لن استطيع ان اضع مقارنه بين هذه الرواية وروايات اخرى لرضوى عاشور,ولكن متيقنة انها كانت من ضمن اجمل ما قرأت .^^