ماذا فعلت بي رضوى عاشور؟ أدخلتني في عالم من الإكتئاب و فقدان الأمل من خلال كلماتها و وصفها للأحداث التي حصلت في الأندلس... جعلتني سرا أقول...إذا فلسطين لن تعود و سوف ينعم فيها الصهاينة كما يحلو لهم و تذهب فلسطين و تبقى ذكرى في التاريخ يكتب عنها المؤلفون كما كتبت رضوى عاشور عن الأندلس...التي لم تعد موجودة الا في التاريخ!!
هذه مشاعري الخاصة..و الأن سوف أكتب عن رضوى و عبقريتها ...
سرد الأحداث في هذه الرواية لا يُعقل... و ينم عن عبقرية داخلية عند رضوى عاشور... بعد ما قرأت كتابها الطنطورية إعتقدت أنها لن تكتب أفضل منه... لكنها نجحت في ثلالثة غرناطة أن تثبت العكس...
لقد تمكنت رضوى من أن تعيشنا شخصيات كثيرة و مترابطة جدا...بحيث تمحور في خيالي شكل و صوت كل شخصية منهم... ابتداءا من أبا جعفر و إنتهاءا ب حفيد حفيده "علي"
لي بعض المآخذ على التفاصيل الكثيرة في بعض الأحيان (مع أني محبة جدا للتفاصيل) لكن الغريب ان بعض الأحداث المهمة تُركت دون تفصيل! مثل هروب (أو موت لا أدري) عائشة بنت سليمة و أم علي... ماذا حدث لها و لماذا رحلت؟ و ماذا حدث لهشام؟ و كيف ترك علي و هو طفل؟ موت سعد كان سريعا أيضا... فقد مات عند رؤية حرق سليمة من قبل القشتاليين ...
شخصية علي كانت غريبة نوعا ما... و كثيرة الشرود و الضياع..... لكني أحببته و أعجبني انه تعلم اللغة العربية و علمها للأجيال من بعده...
لقد قرأت القليل جدا عن الأندلس فيما قبل... كانت هذه أول مرة أقرأ فيها بالتفاصيل... و لم أتوقع هذه الوحشية من القشتاليين... "عربي كلب!" و منعهم من ممارسة شعائر دينهم؟ و حرقهم و قتلهم بإسم الدين و النصرانية... فعلا الدين ممكن أن يكون "آفه" كما يقول الأوروبيين حديثا... و هو علّاقة للمجازر التي قام بها القشتاليون سابقا و المجازر التي يقوم بها الصهابنة حاليا بإسم اليهودية و الدفاع عن "مقدساتهم"!
كنت مبهورة جدا بوصف الحضارة الإسلامية... إذا فالإسلام ممكن ان يكون سبب بوجود حضارة و علم و رقي... لماذا يُستعمل الإسلام حاليا بهذه الطريقة المأساوية؟ فإذا المشكلة حاليا بالمسلمين و ليس بالإسلام .. أتمنى أن يصل كل واحد منّا الى هذه النتيجة .