"أن النذور، هذه الشجرة المقدّسة، حتى الآن، إذا جلست النسوة في باحات البيوت، أيام الصيف والخريف، وهبت ريح من جهة الغرب حاملة معها رائحة الرطوبة، تتنسم كل امرأة رائحة أم النذور، وتغمض عينيها وتتمنى
أم النذور
نبذة عن الرواية
أم النذور، رواية ذلك الطفل في مواجهته الأولى للحياة خارج منزله. عالم الكتاب حيث الشيخ زكي الذي يقوم بتعليم الأطفال، وأداته الأساسية في التعليم: قضبان متفاوتة الأطوال. إنه رمز لعملية التطويع. أماكن طالما سمع أسماءها، وتأثيراتها في المجتمع: أم النذور، الشيخ مجيب، الشيخ درويش، النهر، الموت، شخصيات المجتمع الهامشية... خوف شديد مستبد، يواجه الطفل سامح منذ ملامساته الأولى للمجتمع، ذلك الخوف الذي يجعل الجميع خاضعين لقوى ولأساطير ولأوهام تجعلهم عاجزين عن المواجهة، فيتحولون مثل أمه الخاضعة لوالده، كما لتلك المرأة التي تكتب الرقى أو تحضر الأدوية المرة كالعلقم. رواية أم النذور، من أول ما كتب عبد الرحمن منيف، كأنها بداية لمساره الطويل، تبدأ مع ما اختزنته مرحلة الطفولة.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2005
- 222 صفحة
- ISBN 9953680620
- المؤسسة العربية للدراسات والنشر
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
أبلغوني عند توفرهاقتباسات من رواية أم النذور
مشاركة من فريق أبجد
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
فادي العيسوي | Fady Issawi
هي شجاعة المرء في مواجهة ما يظنه خطأ ... حين يعمل عقله و يزن كل ما يجري حوله ... فيرى كيف أن المجتمع يموج في خرافات و أوهام ...
قمة الشجاعة حين تمور في هذه القناعات لتثبت صحة رأيك ... حينها أنت تنصر المجتمع و تخرجه من وحل الخرافة و الوهم و المعتقدات البائدة
-
أمل لذيذ
كتاب (أم النذور) للروائي عبدالرحمن منيف ،
نرافق فيه سامح في مشاويره للكتاب،
بعيونه نرى ماذا يجري فيه من وراء الباب،
قبل إنضمامه للدراسة هناك كانت البهجة تملأ قلبه ،
مع إنه سيفارق حضن أمه،
كان يريد أن يكبر و ان يصير مثل إخوته،
هو كان فرحا لدرجة أنه أراد أن ينشر فرحته،
وهو نحن نسير معه يصف لنا سامح قريته،
هي قرية عزيزة عليه ،
فيها أهله،
فيها صحبه،
و فيها أيضا شجرة قريته،
إنها شجرة "أم النذور" ،
يبدو أن مهرجانا متواصل من الألوان عليها ،
فيها أوراق كثيرة و مناديل وفيرة،
خطت عليها نذور تسللت من القلوب إليها،
يتباهى العديد من أهل القرية بما يسمونه كراماتها ،
و يرون أن محاولات تعليق أمانيهم على أغصانها جديرة ،
و شيوخ الدين المؤثرين في قريته يلجأون إليها،
هؤلاء الشيوخ الذي يحمل كل منهم في جعبته غرائب ،
الحركات التي كانوا يقومون بها و الإيماءات و المقولات
التي تصدر عنهم تظهر لنا كالعجائب،
سامح لم يحتك بفئة المشايخ من قبل ،
كان يسمع ما صبه الناس في آذيه ،
و صار دوره الآن ليعرف أكثر من ذي قبل ،
ففي الكتاب سيعلمه الشيخ زكي و عليه ان يحفظ ما يتلى على آذنيه،
والد سامح منح الشيخ الصلاحية لتأديب ولده منذ البداية ،
فإذا بلب سامح يموج بأفكار خسارته لحريته ،
وهو لم يرد أن يكون ذلك خط النهاية ،
ترجع سامح ما في نفسه هواجسه ،
و إلتحق بالكتاب مع إخوته ،
و هناك تعامل مع شيخه ،
و لم يترك صفة مقيتة لوصفه ،
سامح كره ضرب الشيخ لتلاميذه ،
سامح إستنكر الألفاظ القاسية التي خاطب بها الشيخ تلاميذه ،
سامح ضجر من طريقة تدريس أو عدم تدريس الشيخ لتلاميذه ،
و بالرغم من كل المشاعر كتم سامح غضبه ،
و لم يسر بما حدث إلا لفؤاد أمه و فؤاد أخته ،
كل ما أمكته أن يفعله هو التوجه لأم النذور و إعلامها بخيبته ،
حتى جاء اليوم الذي إتهم فيه سامح و إخوته كذبا من قبل التلاميذ،
و لم يناصرهم أحد من التلاميذ ،
فعاقبهم الشيخ مع مصاحبة الصمت لبقية التلاميذ ،
فما كان من سامح إلا أن أقتص حقه و حق أخوته من الشيخ أمام التلاميذ،
و هرول بعيدا ... بعيدا ...بعيدا
أبى العودة للمنزل و إخبار أهله عما تم فقد جرب ذلك سابقا ،
فهام في قريته طوال النهار ..
هام و هو جائع ، هام و هو سارح ، هام و هو عطش ، هام و هو غاضب ،
هكذا هام طوال النهار ...
حوال الشيخ درويش أن يسد رمق سامح و لكن سامح كان غاضب ،
حتى هرول بعيدا ...بعيدا ...بعيدا
ليدخل بيت خاله،
و يكلم من فيه بكل براءة و عناد عن مصابه ،
و واصل أمام أمه بالرغم من مرضه و ألمه عرض مصابه ،
تعتصرها مرارة و هي تسمع كلامه ،
و إذا بروحه تنساق إلى غيبوبة هذيان ،
و تهطل بكثافة أكثر دموع كلامه،
يعاتب أم النذور بشدة لخذلانه له و هو في حالة الهذيان ،
يحاور والده بشوق تارة و بفتور تارة أخرى و هو في حالة الهذيان ،
يتذكر أكاذيب التلاميذ الباطلة و تحاملهم عليه و على إخوانه ،
تتفتح عينه اليمنى ثم عينه اليسرى في ثوان قليلة ،
يتأمل نظرات بسرعة ليرى إن كانت قد إختلفت ،
فإذا بها محتفظة بقناعة ألا تكون ذليلة،
هو يرى بإنها منتصرة و إن رآها الناس قد خسرت ،
لنعود لنرافق سامح و لكن هذه المرة إلى مدرسته ،
و هو يود أن ينزع الحجاب الذي وضعته له أمه ليثبت عزته ،
و يظل سامح يأبى أن يسامح ،
و يقول للقهر و بنبرة حاذقة : لن أصافح !
-
زينب مرهون
لهذا الكاتب سحرٌ خاص..منيف وما أدراك ما منيف..
الكاتب الذي يجعلك تنغمر في سحر التفاصيل، ولعلّ أهم ما يميز في منيف انتقاء صوراً تحاكي من الواقع..
" أم النذور " أو " أم الخرق " هي تلك الشجرة العتيقة والمباركة التي يغازلها جميع سكان القرية عاقدين كل خرقهم فيها بوهم وجهل من عقلياتهم على أمل أن تحل تلك الشجرة المشكلات والكوارث التي تلم بهم وتحقق كل أمنياتهم ..
( تبدأ الحكاية مع الفتى "سامح" في مواجهته الأولى مع الحياة خارج منزله وعالم الكتّاب حيث " الشيخ زكي " وتعليم الأطفال وعن أداته الأساسية في التعليم " العصاة " التي يضرب بها الأطفال بحجة التأديب والتعليم..مما سبب لدى الطفل سامح قلق وارهاب عن ذلك المكان وعن الذي يزعم أنه معلم وما يسمعه من قبل اخوته معهم ومع زملائهم من أساليب وحشية )..
( عندما دخلت إلى الكتّاب مع والدي أتى الشيخ زكي نحونا تدحرج مثل كرة الابتسامة تسبقه وبعد أحاديث لم أفهم إلا جزءًا منها أمسكني أبي من أذني وجرّني قليلا وهو يقول للشيخ: " مثل اخوته..اللحم لك والعظام لنا.. " ماسببت هذه الكلمات قلقاً وهاجساً جعل من الطفل سامح يفكر ان يستعين "بأم النذور" عن الشجرة التي يعتبرها الناس في القرية مباركة )..
أحببت في الكتاب عن رحلة الطفولة البريئة التي خطها منيف حول الطفل سامح وعن الوصف الدقيق الذي صاغه للحالة النفسية التي عاشها الطفل وانتصاره من سطوة التخلف والجهل بإلتحاقه إلى المدرسة..والأهم عن ثورة تلك التساؤلات الجريئة التي داهمت عقل الطفل سامح حول الوجود..الأسئلة التي قد يتهرب ويراوغ فيها بعض الأهالي والبعض يجاوب بطريقة قد تكون كبيرة على عقلية الطفل مما يجعله يفكر أكثر ويسأل أكثر..
بعد انتهائي من الكتاب لا أستطيع أن أقول أن ما كان يرويه منيف هو حديث ماضي وانتهى، بل لا زال الجهل والخرافات والخزعبلات السائدة التي ارتكزت في عقول البشر حاضرة وبشدة في زماننا الحالي وان اختلفت الأفكار..
-
A-Ile Self-hallucination
الرواية بالمجمل هي عبارة عن نقد البنية الفكرية للمجتمع العربي، كما هي عادة روايات منيف .. الوهم والتعلق الخرافي بالأشياء .. هي رواية نقدية بامتياز .. كشف مجموعة العقد التي تتشكل منذ مرحلة الطفولة.
الشخصية الرئيسية وهي طفل .. المتحدث الأساسي في العمل، استطاع منيف أن يرسم انفعالاته بطريقة حرفية وعالية المستوى، لكن مقارنة بالروايات التي جاءت بأبطال أطفال فإن رواية منيف لا تُقارن كبناء شخصية .. حاول منيف ان يُقدّم الطفل كمتسائل ينزع للتخلص من حالة الخوف والعبودية التي يخضع لها الجميع، وهذا بالذات ما شكل خللاً في البناء الروائي الذي حاول منيف رسمه منذ البداية كحالة اجتماعية.
جاء الطفل متمرداً حراً، وهو الغريب في عالم منيف الروائي الذي يمتلك رؤيا في جميع اعماله بأن الحرية مشروطة بالظرف الاجتماعي وبالوعي البشري المحيط بالناس وبالزمانية والمكانية.
بتصوري حاول منيف تقديم الطفل كأسطورة تطمح إلى الحرية، وهو ما جعله خيالياً في مجتمع لا يمكن له التحرر .. فالمسالة لا تتعلق بتغيير جغرافي واقتصادي وبشري كما جاء في مدن الملح، الأمر مرتبط بوعي ديني بالنسبة للشخصيات همها الأساسي التربية والموت حالمين وفائزين بالفردوس وإن لم يقل منيف ذلك علناً.
بالمجمل أعتقد أن أم النذور عمل جميل لكن به خلل في معالجة فكرة منيف ذاتها.
-
Ahmed Ihmeid
ما هي إلا بضع صفحات تفصلك عن الإندماج بسامح، ويبدأ الحديث الداخلي بينه وبين نفسه، بينه وبينك!. الكثير من الأفكار والتساؤلات تداهم عقل الطفل ومخيلته، أمور يصعب على طفل مجاراتها وتحديها إذا كان جزءا من مجتمع متخلف وجاهل، أم الخرق، شيخ الشيوخ نجيب، الحاجة نعيمة، الحجاب والسحر، وعدوه اللدود الشيخ زكي البغيض وعصاه الغليظة.
بطريقة وأسلوب منيف الرائعة، تندمج مع هذا الطفل، تفرح لفرحه وتحزن لحزنه وأحيانا تدمع لموقف حصل له، وسطور أخرى تصنع غصة في حلقك.
أعجبتني النهاية فسامح الطفل إنتصر على كل هذا التخلف وببراءة طفولية احتفظ بآخر شيء بغيض على نفسه فقط لكي لا يغضب أمه.
"عندما وصلنا إلى المدرسة شددت خطواتي، ضغطت بقسوة على الحجاب، أريد أن أنتزعه من مكانه لأهزم آخر الأعداء الذين كنت أراهم!."