أن تقرأ الرواية فهذا حق للقارئ ففيها إبداع نجيب محفوظ وما أدراك ما نجيب محفوظ
لكن قبل وبعد القراءة لابد من مراعاة الثوابت فحتي ما يكتبه نجيب محفوظ به شطط عقدي رغم الإبداعي السردي والتقني
يقول د. صلاح فضل: أدهم لا يختلف كثيرًا عن آدم على المستوى الصوتي، وإدريس شديد القرب من إبليس، أمَّا جبل فقد انتقل فيه المؤلف من أسلوب الجناس الناقص إلى طريقة المجاز المرسل المكاني؛ لأن مشهد الجبل الذي تجلى فيه الرب لموسى هو الذي يميِّز رسالته، وقد انسَحَب هذا على نظير الرب ذاته، فأصبح الجبلاوي بتباعُده وضخامته وكبريائه، وعندما نصل إلى رفاعة نعود إلى لون جديد من الاشتقاق الذي لا يقوم على جذر التسمية وإنما على أبرز معالمها، فنظير المسيح الذي رُفِع إلى السماء يتسمَّى بما يشير إلى هذا الرفع، وتداعب كلمة قاسم الحقيقة التاريخية من جانبين: أحدهما: لأن محمدًا كان يُدعَى أبا القاسم في بعض أسمائه... والآخر: لأن طبيعة رسالته المميزة لِمَن سبقه قاسم مشترَك بين جميع الأجناس والعصور... فإذا انتقلنا إلى عرفة... فاشتقَّ اسمه من أقرب الجذور إلى معناه، فهو وإن أشار إلى العلم فإن المعرفة هي مرادف العلم العريق
هذا رأي ناقد كبير في عالمنا العربي يثبت صلة الرموز بالثوابت الإسلامية
للمرة الثانية أنا هنا لا أناقش إبداع نجيب محفوظ
الذي ينبغي أن نناقشه فيه هو تجنِّيه على التاريخ وتجرُّؤه على تحريفه؛ فالرموز كما ذكرنا لا تحتاج إعمال عقل ولا رؤية متخصِّص حتى يكتشف أن الرواية تتحدث عن تاريخ البشرية الديني، وتتَّخذ من الأنبياء - عليهم السلام - رموزًا ونماذج لهذا الاتجاه البشري منذ بدء الخليقة حتى تصل إلى التاريخ المعاصر.
رغم اعتراضي علي مضمون الرواية فأنا ضد الحجب والمنع فهما وسيلة العاجز عن الفهم والإقناع
الخطورة تكمُن في الدفاع عنها أو التبرير لها، أو حتى هذا القول الساذج الذي تردَّد على ألسنة البعض أن الرواية يمكن أن تُحمَل على أكثر من فكرة، ويمكن إسقاط رموزها على أكثر من حدث في التاريخ المصري المعاصِر، وهو قول ساذج لا يقول به مبتدئ يخطو خطواته في مجال الأدب.
وفي الختام إذا جاز لي أن أقيم الرواية فأعطيها 4 من 5 في تقنيات السرد والحبكة والرمزية
لكن أقيمها بصفر من 5 في المضمون وأنصح من يقرأ الرواية أن يقرأها مرتين مرة للاستماع بتقنيات السرد ومرة لاكتشاف المضمون الخبيث