رواية بحجم اولاد حارتنا وكاتب بحجم نجيب محفوظ أمر يحتاج للتروي كثيرا قبل كتابة الرأي والتحليل فيها ، لأسباب عدّة لعلها في البداية ان تاريخ أدبي عريض كتاريخ نجيب محفوظ يستحق التقكير الكبير قبل اطلاق اي كلام في الهواء ، ولنقل أن رواية اولاد حارتنا نالت من التحليل والنقد والرفض والرد والاعجاب والتكفير والدفاع والتحليل والتحريم ما لم تنله رواية عربية من قبل ولا من بعد .
بعد تفكير ، لن اخوض في امر الرواية دينيا اطلاقا فلقد اشبعها النقاد الرأي واشبعها أهل الدين والأزهر تحليلا وتحريما ولن يقدم رأيي الكثير فيها سوى اني أرفض الإسقاطات بهذا الشكل وكفى .
للكاتب أسلوب جذل وجميل وسلس ورائق في السرد وفي وصف الاماكن وفي الإنتقال من حدث لآخر تستطيع معه أن تحس بالتطور الدرامي للحدث وتحس بالهدوء الصباحي للأحياء والتراجيديا التي تعطيها شخصية الجبلاوي على الرواية
الكثير من الشخصيات التي تزدحم في الرواية لكن أشهرها كانت ادريس وأدهم لأنها هما من رسما خط الناظر وخط ( جبل ورفاعة وقاسم ولنقل عرفة ايضا ) في حقيقة الأمر القارئ في الرواية يواجه أربعة روايات تنطلق من مبدأ واحد وجد في الشطر الاول من الرواية لم يكن هنالك ترابط بين كل قسم إلا ان كل شخص يتذكر من سبقه ليصبح مثله فجبل يتذكر ادهم ورفاعة يتذكر جبل وادهم وقاسم يتذكرهم جميعا
دمج الدين بالمعرفة للوصول إلى الخلاص والراحة هو هدف الرواية الأول وعرفة كان العلم فقط لذلك وصل لقتل خادم الجبلاوي وموت الجبلاوي والذي يعني في الرواية سقوط الدين امام العلم لوحده
فلا يكتمل احدهما إلا بإكتمال الآخر
لا ينتهي التحليل في رواية كأولاد حارتنا لكن اقول تستحق كل روايات نجيب محفوظ ان تصبح مسلسلات وافلاما لقدرته على جعلها سردا جميلا سهلا مطواعا في يد القارئ .