حيرتني الروايه من هو بطلها الحقيقي؟؟ هل هو مصطفي سعيد أم الراوي!؟ هل كان السودان الشقيق و نهر النيل المتدفق في أنحائه!؟
تداخلت الأحداث و الأماكن في كثير من جوانب الروايه ، هنا لسان الراوي و حياته و عودته من غربته ببلاد الانجليز ثم يظهر مصطفي سعيد بحكاياته و مغامراته في إنجلترا في أزمان إحتلالها ل مصر و السودان ، و كثيرا ما تتداخل الحكايات بين الإثنين..الراوي و مصطفي سعيد فلا تدري أيهما كانت هذه حكايته!!
هل كانا إنعكاس كل منهما للآخر و للسودان وقتها المتطلع ل حداثة الغرب و الشمال حيث ارتحل بعض أبناؤه! و هل كان الانغماس في العلاقات النسائيه إنتقاما من المستعمر ؟! أم تعبيرا عن متعة زائله ينالها أهل المستعمرات في ظلال الأسر و الإحتلال حتي تفيق من أسرك بعد علاقة تذيقك ذل الرغبة و الحاجه بعد تقديم التنازلات واحده تلو الأخري.
قرية الراوي الوادعه و الراقده في أحضان النيل مثلت لي السودان بأهله و ناسه ، كبار متنفذين يأتمر الناس بهم و يرجعوا إليهم ، عوام الناس يعيشون الحياه و تحركهم الأحداث في حقولهم و وظائفهم و زيجاتهم، و أيضا مفتونوا الشمال العائدين الي جذورهم لمحاولة التغيير و التحرير بعد النشأه في أحضان المستعمر و مثلهم مصطفي سعيد، أو حتي لاستمرار دورة الحياه كما مثلها الراوي.
أمانة الاستخلاف من مصطفي إلي رواينا شبه المجهول كانت في رأيي ليفهم علاقة الشمال مع الجنوب و يحاول أن يرعي الجنوب ممثلا في الأرمله الحسناء و الأبناء ، و حتي عند قهر قد يقع علي الجنوب من بني جلدتهم يكون الإنتقام الذي يحرك الجميع و يدق ناقوس الفهم و النجاة قبل الغرق.
من الروايات التي تحيرت عند تقييمها و مراجعتها، حيث جذبتني بدايتها و إختلطت الأمور علي في منتصفها ، ثم كان أن إرتأيت رسالة ما في نهايتها بصورة قد تبدو مشوشه قليلا أو مهتزه.
علي كل حال هي تجربه زادت عندي من إرتباط مصر و السودان حيث لم أدرك أن الأحداث بالسودان و ليست النوبه بجنوب مصر إلا عندما إرتحل الراوي من قريته ليعمل في الخرطوم!!