اقتباسات من كتاب الفكر المفترس⁩ : ورحلة البحث عن كيفية التخلص منه

الممكن أن تتسبب في بناء الكثير من الأفكار الهادمة للعلاقات سواء الاجتماعية أو المهنية. فبدلًا من أن تقوم بامتطاء ظهور خيول الظن السلبي وما ستفتحه من الكثير من ملفات الماضي السيئة التي مررت وتجاوزتها أو الأشياء التي تخنق الإبداع والتفكير البناء وما سينتج عنها من قيامك بأفعال هدامة أو تصرفات سيئة، قم بمواجهة الشخص المقابل لك ففي أغلب الأحيان لو علم أن هناك ما يضايقك بالإمكان أن يقوم بتعديل سلوكه أو سيتبين لك أنك أنت الذي فهمت الأمر بصورة مختلفة تمامًا عن الحقيقة. أنت من ظننت ظنًا خاطئًا.‏

‫ ‏أنت من أضررت بالروقان الخاص بك واستدعيت الفكر المُفترس والتوهان.‏

فقد قالت آريانا هافنغتون الشريكة المؤسسة للموقع الشهير (هافنغتون بوست) "الجزء الأكبر من عاداتي الصباحية يتمثل فيما لا أفعله عندما أستيقظ، فأنا لا أبدأ اليوم بالنظر إلى هاتفي، بدلًا من ذلك، بمجرد أن استيقظت، آخذ لحظة لأتنفس بعمق، وأكون ممتنة، وأضع نية ليومي". إنها وصفة رائعة للحظات الصفاء الفكري الممتدة. ‏

قال لي جملة لم أعِ مدى عمقها إلا منذ ثلاثة أعوام فقط، فقد قال لي "يا شادي أحسن عادة هي إن ميكونش عندك عادة".

هل تعلم أن أشهر الناجحين في حياتنا المعاصرة يخصصون وقتًا يوميًا للانفصال وإعادة الشحن؟ مثلًا فقد ورد في كتاب "الإرادة لا تفيد" للكاتب بينجامين هاردي إشارة إلى أن بيل جيتس الغني عن التعريف يقوم بأخذ أسابيع للانفصال عن كل شيء والتفكير، وقد قال بأن أغلب الأفكار بخصوص تطوير "مايكروسوفت" جاءته أثناء تمضيته لهذه الأسابيع!! ‏

فأنت بحاجة لاتخاذ قرارات قوية وحاسمة، وصحة هذه القرارات والحالة التي تؤهلك للوصول إليها واتخاذها لن تأتيك وأنت مدمن على تصفح مواقع التواصل الاجتماعي لساعات أو وأنت منغمس في مشاهدة الدراما التلفزيونية أو ملتصق بالنتفلكس الخاص بك.‏

‏﴿وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا﴾‏

‫ ‏هذه الآية يوجد بين طياتها أسرار رائعة، فالفكرة أو القرار الذي ستقوم بأخذه يعتمد بشكل كبير على حالتك أثناء اتخاذه. وفي لحظات الصفاء الفكري تكون أنت في حالة صفاء ونقاء واتصال روحاني عالٍ وهو ما يمثل أحد المداخل الصدق، فأنت في هذه الحالة تكون على اتصال وثيق مع نفسك ومع خالقك حتى وإن كنت لا تعلم، وهذا هو مفتاح السلطان النصير أي النصر في كل ما تسعى فيه. المشكلة أن غالبية البشر منفصلة عن نفسها فهم يعيشون في حالة مستمرة من الإدمان.‏

إن هذه الآية الملهمة حقًا في غاية العمق، فمنها يتضح لك مفاهيم وقواعد أغلب العلاقات الإنسانية فأنت لست مكلفًا إلا بنفسك، فلا تشغل بالك بأفعال وأفكار ومبادئ الآخرين، فأنت عليك ومساءل عن نفسك وأفكارك وتصرفاتك أنت فقط. حتى وإن "ضل الآخرين" وتحت كلمة ضل هذه قم بوضع آلاف الخطوط الحمراء

كفاك محاولات بائسة ومتعبه لتتوقع تصرفات الآخرين وردود أفعالهم هذا ليس دورك، وليست هذه المهمة التي يجب أن تشغل بالك بها، فأنت لست وليًا ولا واصيًا على الآخرين. كل إنسان في هذه الدنيا يتصرف من منطلق وواقع تربيته وتجاربه وأفكاره، وهل تتوقع أنك ستصيب في توقع تفكير وتصرفات كل شخص قابلته أو ستقابله في خلال يومك أو أسبوعك؟ ‏

فالخلاصة جاءت أن جسم الإنسان البالغ يحتوي على قرابة**** ترليون خلية وهي تتبدل وتتجدد بشكل مستمر. وهنا سويًا لنطرح سؤالًا هامًا، ما هو مرض السرطان بشكل مبسط؟ هو في الواقع عبارة عن خلايا في الجسم التي تعبأت بطاقات سوداء وباتت ترفض التبديل فقد أصبحت ذات قوة تمكنها من رفض التغيير وتدمير جيرانها

لا تعني الشجاعة الحقيقية أن تصبح شخصًا عنيفًا أو متبلد المشاعر وقاسيًا، بل هي أن تكون شخصًا ثابتًا لا تشغل بالك بصغائر الأمور فأنت تركيزك دائمًا منصبًا على الصورة الكبيرة وعلى الرسالة. هذا الأمر هو بمثابة أحد أحجار الأساسات التي يبنى عليها صرح الروقان الخاص بك، فمن خلال بدءك في تبسيط أمور حياتك وجعل تركيزك منصبًا على الإنجاز وحل الخلافات فور ظهورها ستصبح قليل الكلام عما تريد أن تحققه وأحلامك وطموحاتك. ستكون ذات تركيز "ليزري" على عملية السعي والإنجاز، ومع حليفك الرائع وهو الوقت، ستجد نفسك قد حققت كثيرًا مما تريده وحينها ستتحدث عن إنجازاتك وليس أحلامك.‏

أنت يمر في ذهنك كل يوم أكثر من 50,000 فكرة. وإذا ظننت أن تفكيرك هو ناتج عن تصرفات وأحداث الناس والعالم من حولك فهذا يفسر سبب توهانك وضغوطاتك فأنت غارق في بحر من الأفكار العشوائية الل

"أن الماء البارد يقوي المناعة ويحمي من الفيروسات التي تتواجد في مجرى الدم مشيرة إلى نتائج دراسة بحثية أخرى تمت في هولندا وجاءت نتائجها أن الذين داوموا على الاستحمام بالماء البارد لمدة 90 يوم متتالية قل تغيبهم لأسباب مرضية عن العمل بنسبة 29% عن الذين لا يفعلون ذلك. كما أن أيضًا له تأثيرًا إيجابيًا على المصابين بحالات الاكتئاب بالإضافة إلى تحسين الدورة الدموية وزيادة معدلات حرق الجسم وتقليل الالتهابات والآلام العضلات.‏

الخوف من الخلافات بالرغم أن هذه الخلافات لها جانب إيجابي كبير للغاية فهي ما تمنحك الخبرات المختلفة في الحياة، عليك بالخروج من منطقة الراحة وتستقبل الخلافات بروقان وصدر رحب لتشهد رسالة التطور الكامنة بها.‏

‫‏"انتبه الرهبة تُرجِع إلى الخلف"‏

التصرف أي قم بتحريك نفسك وتنفيذ الشيء الذي تشعر ناحيته بالرهبة وتريد أن تعرف ما هي الخلطة السحرية هو "عدم التفكير كثيرًا". إن عدم التفكير سيقوم بجعل عملية التنفيذ سريعة وسهلة وكلما جاء موضوع وكنت بحاجة للتواصل مع شخص أو الذهاب للقيام بالرياضة أيًا كان لا تفكر وقم بالتنفيذ.‏

أنت مخلوق حركي، فأنت في حركة دائمة وينتج عن هذه الحركة نتائج مختلفة ولا أقصد هنا المعنى المحدود لمفهوم الحركة أي السير، بل أحدثك عن الحركة بمعناها الأشمل والمتضمن تفكيرك، تعاملاتك، قراءتك، كتابتك، وأي أشياء أخرى تقوم بعملها هي بمثابة حركة بالأخص موضوع تفكيرك. تفكيرك هو أقوى حركة أنت تقوم بعملها..‏

عش حياتك "ظن فري" فحينها ستجد تفكيرك أوسع بكثير جدًا ولن تشغل الظنون السلبية بسوادها المساحات في نفسك وتفكيرك، ستصبح أكثر تركيزًا وروقانًا وأقل توهانًا بشكل كبير للغاية.‏

‫‏"ابعد عن الظن وغنيله"‏

الغريب في الأمر هل تعلم أن كل الظن الذي ذكره الله سبحانه وتعالى لنا في كتاب الحياة كان ظنًا سلبيًا فيما عدا نوع واحد فقط؟ أنظر للآيات وقارن بين الثلاثة الأوائل والأخيرة:‏

الفكرة أن الأشخاص الناجحين والرايقين عادة ما يتصفون بالشخصية العملية حتى وإن كانوا في أعماقهم عاطفيين، فهم يستطيعون أن يسيطروا على ظنونهم ويحسنوا الظن، كي لا يتم استنزاف طاقتهم في الظنون السلبية والتي من

فالنميمة هي كأكل لحم بشري آخر ميتًا، لا أعتقد أن هذه وجبة ستحب مذاقها مهما وضعت عليها من توابل وصوصات من "أنا كنت بنصحه" أو "أنا عايزلك الخير" أو "هو يستاهل"!

وكذلك أخذك لنفس الفأس وتحطيم سمعه غيرك لن يجعل سمعتك أفضل حالًا. فلتعلم أن حديثك عن غيرك بالكلام السيئ سيجعل الآخرين لا يثقون بك فكما انقلبت على الشخص الآخر ما الذي يجعلهم أن يؤمنوا لك أو يثقوا بك وأنك لن تتفوه عنهم في غيابهم بنفس الكلام؟ ‏

‫ ‏﴿أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ﴾‏