اقتباسات محمد خير

ونظر، أو ظن أنه نظر، وكان يراها أمامه، بعيني رأسه أو بعقله لا يعلم، وكانت تنظر إليه بابتسامتها التي طالما أسرته، جالسة أمامه بكامل وضوحها رغم أن مصباحًا واحدًا لم يكن يضيء في الغرفة.

‫ في الصباح التالي قبّلته وأخذت مصروفها، لكنها كانت ما تزال غير قادرة على الحديث معه، ورغم الراحة النسبية التي منحها لها دعاؤها من أجله أمس، فإن الأمور كانت تتخذ ببطء صورة أكثر وضوحًا في أعينها، وشعرت بالخوف الشديد عليه، وعادت تبكي هذه المرة في حافلة المدرسة ‫ ومع ذلك فإنها كانت أكثر انتباهًا في الفصل من أمس، تابعت دروسها بين استراحة البكاء وراحة اليأس، لكنها كلما فكرت في أنها ستعود آخر اليوم إلى البيت، وفي أنها لن تستطيع أن تسأله عما يؤلمها، شعرت بالكآبة

أتبرع كل أربعة أشهر، تبرعت أكثر من عشر مرات حتى الآن.

‫ حاول أن يحسب عمرها عبر ذلك التصريح لكن عقله كان ما يزال أكثر ارتباكًا من إجراء هذه العملية البسيطة، فاكتفى بإصدار صوت ينم عن الإعجاب والدهشة.

يشعر الآن بخفّة لم يعرفها قبلًا، كمن تلقى رسالة حب من نفسه القديمة، وعاهد نفسه أن يتقن تقليدها أكثر.

وصار، من ناحية أخرى، أكثر استعدادًا لأن يجلب له ما يشاء من حلوى ولعب، لكن تلك الهدايا لم تكن تجعله بالسعادة التي كان عليها حين كان أبوه يبتسم،

وأحاول أن أتذكّر متى سمعت أو قرأت عن رمش العين، الزهرة الجميلة التي تعيش يومًا واحدًا ثم تذبل، وبعد أيام تنبت زهرة أخرى من نفس الساق، لتعيش يومها الوحيد - كرفّة رمش- وتنتهي.

وخطر لي أنني سأشتاق إلى نفسي معها أكثر مما سأشتاق إليها هي نفسها

الصور ليست دليلا على أي شيء.

‫ وكنت أعرف ذلك أكثر من أي شخص، إذ كان بحوزتي، مئات الصور التي أبتسم فيها، وبعضها أذكر يقينا أنني- في أثناء التقاطه - كنت أفكر في الطريقة الأمثل للتخلّص من حياتي.

كشرطيّ مرور

‫ أشيرُ

⁠‫للأيام

‫ كي تمرّ.

‫أريدُ

‫ خبرًا سعيدًا

‫ عنك

‫ كي أتأكد

‫ أنني

‫ لم أخرّبك تمامًا.

‫في الحب

‫ خلعا ثيابهما

‫ ثم قفزا

‫ فاتّسعت الدوائر

‫ وطارت العصافير

‫ وتجمّع المارة

‫ لا فضيحة هناك

‫ بل غريقان

‫ بلا أثر .

تلك الحوادث‏

‫في الطريق

‫ كان غارقًا في الحب

‫ فلم يرَ الحافلة التي انحرفت فجأة

‫ فأنهت قصته

‫ - قصتهما -

‫ عند ناصية

‫ لم تشهد من قبل

‫ مثل تلك الدراما ..

والسؤال

‫ النوافذ أمرها سهل

‫ سنوصدها، كرفاقها الأبواب

‫ وللتوازن: سنفتح الأدراج

⁠‫وعلب الكبريت

⁠‫والزجاجات

‫ سنحتار طويلاً

⁠‫أمام الهاتف

‫ أنغلقه، كمزلاج إضافي

‫ أم نتركه

كتمويه

‫أكوي الستائر

‫ نزعُ الستائر :

‫ تعرية الشبابيك

‫ فضحُ البيت

‫ الستائر

‫ أيتها الستائر

⁠‫يا ريش منزلي

‫ الذي لم يجرب

‫ أن يطير .

وجهي عابس؟

‫ أحبّك

‫ فأفكّر في الموت

‫ ولا شيء يفسر ذلك .

تخيـّلي رجلاً

‫ يحاول

‫ - بيدين مستنفدتين -

‫ أن يردم

‫ حفرة في قلبه ..

كجنتلمان

‫ لا أحقاد

‫ حقًا

‫ لا رسائل تهديد ليلية

‫ لهاتفك النقّال

‫ لا شتائم سكرانة

‫ ليمسحها البارمان

‫ ولا حكايات مقصوفة

‫ ترهق الأصدقاء

علقتُ هكذا

‫ كنتُ شبّاكًا

‫ خطوت خطوتين

‫ فـصرتُ شرفة

‫ ما زلت أنظر بحسرة

‫ إلى الطيور.

أرق

‫ أنام

‫ لأقلِّب صفحة اليوم

‫ لكني

‫ بعد كل هذه الليالي

‫ ما زلت مبتدءًا في النعاس

‫ أو ربما يبدّلون الشفرة

‫ كل ليلة.

عابر

‫ حب

⁠‫يضيء قليلاً

‫ كإشارة المرور

‫ ويمضي على مهل

‫ كقافلة

‫ أو امرأة

‫ لا تنسى طيفها في مكان .