كان بروفايلي غامضاً بعض الشيء إذ لم أكتب المهنة ولم أعرف كيف أُعرِّف نفسي ولا ما أحتاج إليه ثمَّة بروفايلات كتبت أبحث عن ليلة سعيدة وفي الصباح لا أذكرها أُحبُّ التعارف على رجال سُمْر أشرب كثيراً حَدَّ السُّكْر أُحبُّ السفر والقراءة وأنا هنا من أجل علاقة جادَّة أنا هنا من أجل علاقة خفيفة كلُّ البروفايلات كانت صريحة كانت عقداً بطريقة ما اتِّفاقاً أوَّلياً حتَّى لا يسيء أحد فَهْم أحد وأنا كنتُ في حَيْرة هل أرغب في علاقة طويلة أم قصيرة هل أرغب في علاقة حُبٍّ أم علاقة جنسية أم أريد علاقة بلا مُسمَّى تجمع الصداقة والونس مع إمكانية حدوث علاقة جنسية لو ظهر ذلك في لحظة ما ما العُمُر الذي أُفضِّله وفي النهاية كتبتُ أبحث عن امرأة أُقبِّلها بعد منتصف الليل وكنتُ أعرف من القراءة ومن استشارات جوجول أن القُبلة هي الطريق لكلِّ شيء بعد ذلك وهي عقد الثقة في الآخر وأنه ما من امرأة ستقبل التقبيل ما لم تكن شعرتْ بشيء في داخلها
المؤلفون > أحمد عبد اللطيف > اقتباسات أحمد عبد اللطيف
اقتباسات أحمد عبد اللطيف
اقتباسات ومقتطفات من مؤلفات أحمد عبد اللطيف .استمتع بقراءتها أو أضف اقتباساتك المفضّلة.
اقتباسات
-
مشاركة من إبراهيم عادل ، من كتاب
مملكة مارك زوكربيرج وطيوره الخرافية
-
أرفع عنها الحرج وأستأذنها بالانصراف على وعد بلقاء في نفس اليوم أو اليوم التالي في مكان بعيد عن بيتها فتأتيني مبتهجة وأنا أكون قد جهَّزتُ لها مجموعة حكايات قرأتُها فأملأ الوقت بالحكي بلا توقُّف بقصَّة قرأتُها في كتاب وقصَّة قرأتُها في كتاب آخر وتسألني من أين عرفتُ هذه الأشياء فأخبرها بأني أقضي وقتي في القراءة وأن القراءة همزة الوصل بيني وبين الحياة وباستثناء ساعات كلُّ عدَّة أيَّام أخرج فيها وحدي وأروح لأجلس على ضفَّة النهر فأغلب الوقت أقضيه مع كُتُب أستعيرها من كشك الجرائد وأُعيدها إلى الرجل بدون أن أجرح الكتاب وأن هذا اتَّفاقاً حدث بيني وبين الرجل حين كان يجدني أقف عند الكشك وأمدُّ يدي لكتاب من بين الكُتُب والمجلَّات والجرائد التي يبيعها وأقرؤه وأنا واقف فسألني إن كنتُ أُحبُّ القراءة وأين بيتي وحين اطمأنَّ بدأ يعيرني كتاباً أقرؤه وحين أُعيده يعطيني كتاباً آخر وهكذا صرتُ أقرأ كتاباً كلّ يوم حينها ستلمع عين وفاء بالذهول ليس من الحكايات التي أحكيها فحسب بل من حكاية تحايلي نفسها على الحياة لأنتصر ولو في الهامش ثمَّ تحكي لي عن حياتها البسيطة وأُمنيَّتها بأن تصبح مهندسة لأنها تُحبُّ تشييد المُدُن الافتراضية ولديها في البيت ماكيتات كثيرة لهذه المُدُن ببنايات من الزجاج يتطلَّع فيها الناس إلى بعضهم بعضاً بدون أيِّ فواصل ❝
مشاركة من إبراهيم عادل ، من كتابمملكة مارك زوكربيرج وطيوره الخرافية
-
لم يكن حبَّاً بالمعنى الرومانسي الضيِّق ولا آل إلى ذلك مع تقدُّم الوقت والسنين إنما كان هذا العثور لعلَّه الروحي الجسدي العقلي أو نوع آخر بلا اسم وكان الفيسبوك فردوسنا أرض مشاركتنا للأغاني والنكات والسخرية والتهكُّم وتبادل الحكايات أرض كانت تتغوَّل على أرض الواقع وقادرة على حلِّ محلِّها كأنها زحف مقدَّس فلا نملك أمامه إلَّا الخضوع والانسحاق ولعلَّ علامات انتصاره أن صارت الكلمات المكتوبة بقوَّة الكلمات المنطوقة وغدت الوجوه الصفراء دلالة على الابتسامة والضحكة والغضب وانحصرت مشاكلنا في تعليقات على بوست أو كلمة عابرة من أحدنا أساء الآخر فَهْمها وبالتوازي كان هذا العثور ينمو ويزداد في رسائل تؤكِّد بقَدْر ما تنفي وجود الآخر في حياتنا فنتبادل تحيات الصباح والمساء ونرسل أحضاناً وقبلات تُترجم تلقائياً إلى علامات لقوَّة العثور رغم أنها لا تتحقَّق عبر لمس وربَّما هو الشكل الحقيقي للحُبِّ الجديد في زمن جديد إذ هذه الكلمات القليلة تشبه الجوابات الغرامية وتشبه قبلة الصباح وقبلة المساء وتملأ اليوم نسبياً حتَّى نلتقيَ في يوم آخر طويل نعود فيه إلى الحياة الكلاسيكية
مشاركة من إبراهيم عادل ، من كتابمملكة مارك زوكربيرج وطيوره الخرافية
السابق | 2 | التالي |