أرفع عنها الحرج وأستأذنها بالانصراف على وعد بلقاء في نفس اليوم أو اليوم التالي في مكان بعيد عن بيتها فتأتيني مبتهجة وأنا أكون قد جهَّزتُ لها مجموعة حكايات قرأتُها فأملأ الوقت بالحكي بلا توقُّف بقصَّة قرأتُها في كتاب وقصَّة قرأتُها في كتاب آخر وتسألني من أين عرفتُ هذه الأشياء فأخبرها بأني أقضي وقتي في القراءة وأن القراءة همزة الوصل بيني وبين الحياة وباستثناء ساعات كلُّ عدَّة أيَّام أخرج فيها وحدي وأروح لأجلس على ضفَّة النهر فأغلب الوقت أقضيه مع كُتُب أستعيرها من كشك الجرائد وأُعيدها إلى الرجل بدون أن أجرح الكتاب وأن هذا اتَّفاقاً حدث بيني وبين الرجل حين كان يجدني أقف عند الكشك وأمدُّ يدي لكتاب من بين الكُتُب والمجلَّات والجرائد التي يبيعها وأقرؤه وأنا واقف فسألني إن كنتُ أُحبُّ القراءة وأين بيتي وحين اطمأنَّ بدأ يعيرني كتاباً أقرؤه وحين أُعيده يعطيني كتاباً آخر وهكذا صرتُ أقرأ كتاباً كلّ يوم حينها ستلمع عين وفاء بالذهول ليس من الحكايات التي أحكيها فحسب بل من حكاية تحايلي نفسها على الحياة لأنتصر ولو في الهامش ثمَّ تحكي لي عن حياتها البسيطة وأُمنيَّتها بأن تصبح مهندسة لأنها تُحبُّ تشييد المُدُن الافتراضية ولديها في البيت ماكيتات كثيرة لهذه المُدُن ببنايات من الزجاج يتطلَّع فيها الناس إلى بعضهم بعضاً بدون أيِّ فواصل ❝
مملكة مارك زوكربيرج وطيوره الخرافية > اقتباسات من رواية مملكة مارك زوكربيرج وطيوره الخرافية > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب