لم يكن حبَّاً بالمعنى الرومانسي الضيِّق ولا آل إلى ذلك مع تقدُّم الوقت والسنين إنما كان هذا العثور لعلَّه الروحي الجسدي العقلي أو نوع آخر بلا اسم وكان الفيسبوك فردوسنا أرض مشاركتنا للأغاني والنكات والسخرية والتهكُّم وتبادل الحكايات أرض كانت تتغوَّل على أرض الواقع وقادرة على حلِّ محلِّها كأنها زحف مقدَّس فلا نملك أمامه إلَّا الخضوع والانسحاق ولعلَّ علامات انتصاره أن صارت الكلمات المكتوبة بقوَّة الكلمات المنطوقة وغدت الوجوه الصفراء دلالة على الابتسامة والضحكة والغضب وانحصرت مشاكلنا في تعليقات على بوست أو كلمة عابرة من أحدنا أساء الآخر فَهْمها وبالتوازي كان هذا العثور ينمو ويزداد في رسائل تؤكِّد بقَدْر ما تنفي وجود الآخر في حياتنا فنتبادل تحيات الصباح والمساء ونرسل أحضاناً وقبلات تُترجم تلقائياً إلى علامات لقوَّة العثور رغم أنها لا تتحقَّق عبر لمس وربَّما هو الشكل الحقيقي للحُبِّ الجديد في زمن جديد إذ هذه الكلمات القليلة تشبه الجوابات الغرامية وتشبه قبلة الصباح وقبلة المساء وتملأ اليوم نسبياً حتَّى نلتقيَ في يوم آخر طويل نعود فيه إلى الحياة الكلاسيكية
مملكة مارك زوكربيرج وطيوره الخرافية > اقتباسات من رواية مملكة مارك زوكربيرج وطيوره الخرافية > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب