اقتباسات بثينة العيسى

"وأنه شعر برطوبة غريبة في عينيه لكنه لم يكن يبكي أبداً ، أم يخبرها عن قبعته العملاقة المضحكة التي صار يرتديها حتى لا يتعرف أحد إلى سحنته العربية السافرة في الحنين؟

ما أجمل ذلك ، أن تنتظره رسالة صغيرة ، قلقة .. ما أجمل أن يبكي لأنها تقلق عليه .

"يريد أن يفهم أكثر ، أن يحتوي اللا متوقع من تلك الأنثى ، على أي وترٍ ينبغي أن يعزف لكي يجيء؟ هو الأعزل الفارغ ، بلا ثقة ولا مواهب تُذكر ، يدورُ في فلكها كالمتعبد ولكنها لا ترضى .. لا ترضى أبداً !

- كأن كل شيء صار من قبل .

- شلون؟

- ما أدري .. كأننا إلتقينا في مكانٍ ثانٍ .. حياة ثانية ، ما أدري ..

- كأنكِ موجودة يوم كتب القدر هذا اللقاء

- بالضبط."

يا ربي !

أعرف الآن كم أنا باسلة في الإخلاص للعادة ، هذه الثرثرات التي أفضّها بيني وبيني ، في المرايا و الباصات والممرات الصامتة ..

تشي بامتدادك في داخلي ، ربما كان الأمر لا يهمّك ، وقد لا تتأثر لما أقوله أو تُقذَف في دمك دفقة من الأدرينالين تجعلك تهتف بإسمي في إبتهالٍ سري ، قد لا تصاب بالحنين أو بأدنى ضروب الإشتهاء ، أعرف تماماً ما لن يحدث .. كل شيء حدث من قبل وهذا جيّد ، لا أشتاقك ولكنني أفتقدك على مضض ..... "

نحن ضحايا أنفسنا، الآخرون مجرد حجة

لا تعرفُ الأشياء لماذا هي أقل أو أكثر ، لا تعرف ذلك إلا إذا سمّيناها ، تبقى سعيده ما لم نخرجها من هيولى الحياد

.. لم تكن مضاوي لتسمح للحكاية بأن تقف عند هذا الحد، وطالبت بأن ينتقل الحكي إلى الضفة الثانية، إلى فهاد الذي ولد بدون صرخة الميلاد، وتغير شيءٌ في وجه أمي، تقطيبة خفيفة علت جبينها إذ هي تجاهد في استجماع تفاصيل ذلك اليوم، قالت أمي بأن الفزع قد أخذ منهم كل مأ