اقتباسات محمد المنسي قنديل

مددت يدي فلم أجد من يمد إليَّ يده!

وانكسروا في حزن: كيف جرؤ على فعل هذا بنفسه؟! أي حماقة جعلته يستسلم ويُقدِّم رقبته دون ثمن.. دون أي ثمن؟!

أين اللواتي كأن أذنابها شقاق أعلام، وكأن مناخيرها وجار الضباع، وكأن عيونها بغايا النساء؟!

آه يا ابن المقفع، يا صاحب الحكم البليغة، والحيوانات الفصيحة، لو رأيت حال العرب اليوم، فالفرس قد اشتعلت نارهم، والصين سادت حكمتهم، والهند أضيئت عقولهم، والسود ازداد بأسهم، ولم يبقَ في أسر الوهن والعجز إلا نحن أمة العرب، فهل تبقى شهادتك كما هي ؟

التاريخ الحقيقي مكتوب بمداد لا يُرى بين السطور، يحكي قصة البسطاء الذين صعدوا دون بريق وماتوا بلا ضجة، ولكنهم كانوا دائمًا وقود الحروب، وزارعي الأرض وقت المجاعة، وباذلي قوتهم اليومي من أجل أثر يخلد ملكا من ملوكهم بينما يمضي ذكرهم دونما اي آثر.

تنهض من الحوض، وترى جسدها في المرآة المقابلة وهو يضوي تحت ضوء الشموع، جلدها الشاحب مفعم بالوهج، تتشربه خلاياها وتعيد بعثه من جديد، تؤكد لنفسها: أجل.. الضوء سكن جسدي، ولن تقدر الظلمة على مغالبة روحي

يمد يده فتتشبث بها، يقول: الشيخوخة للآخرين، بمثل روحك لن يقدر عليك الزمن أبدا،

أفضل الطرق لمواجهة قوة العاصفة هي أن تستسلم لها

أعرف أن كل اللغات لا تكف عن التقاتل، ما دمت لا تفهم لغة قوم فلن تتعاطف معهم، ولن تألفهم، ستظل تقاتلهم دون رحمة، ولن يستطيعوا أن يديروا رءوس جنودي، ما يفسد الحرب هو التعاطف

ولم ينسَ الطفل طه حسين هذا اليوم قَطُّ. لم ينسَ مقدار الحزن والفرح، والشقاء والسعادة

كان يحسب أنه الإنسان الأسوأ حظا في العالم، ولكن ها هي ذي تلك الأميرة الفرعونية تخرج من نقوشها وتقص عليه حكايتها المروعة، احتضنها وربت على ظهرها وهو يقول:

⁠‫ـ كلنا ندفع الثمن بشكل أو بآخر، كان هذا زمنا قاسيا علينا جميعا..

كل ما أردته يا «عائشة» هو أن نستعيد أسماءنا، أن يعرفوا أننا آدميون، لنا شخصياتنا المتفردة، وأحزاننا ومسراتنا، كنت أريد أن يتعرف المصريون هم أيضا على أنفسهم، إنها مأساة يا بنتي أن تنظري في المرآة فلا ترين وجهك ولا تتعرفين

لاتدع هذه الأشياء تؤلمك ياخواجه، الجميع هنا عابرون، والعلاقات كلها عابرة أيضا، عندما ينتهي الموسم، يرحل الجميع للشمال وتنقضي كل الوعود.. هذا هو دأب الموسم دائما..

تشربت أريجها الهادئ ببطء، وبددت من قلبي الوحشة التي عششت فيه طويلا، عرفت وجوهها المتقلبة، كانت جدية كعجوز، عابثة كطفلة، مغرية كإلهة قديمة صعبة المنال

كان طفلا كسولا ومشاغبا ونصف غبي، لم يفلح في أي مدرسة نظامية، ولم ترض باستقباله سوى المدارس العسكرية، لأنها تتطلب فهما أقل وطاعة أكثر لكل الأوامر الحمقاء،

كان العرابيون حلما عابرا، برهة قصيرة من زمن شاسع، استطاع فيها الفلاحون أن يخترقوا جدار عزلتهم، وأن يجدوا الصوت الذي أصابه الخرس

سرت ببطء شديد وسط زحامهم واكتشفت أنهم ما زالوا هم، نزلوا من على جدران المعابد، وخرجوا من نقوش المقابر، ورسوم رقائق البردي، كانوا هم أنفسهم، لكنهم أكثر بؤسا وأقل مهابة، يتحركون جميعا تحت هذه الشمس الحامية في عشوائية وحيرة، كأنهم

❞ اهرب بعيدا.. لا تحملني ذنبك.. لا يوجد عندي سوى الموت.. ابحث عن مكان واختبئ فيه.. الحياة جميلة.. وأرض الله واسعة ❝

أي شيء بيننا وبينكم تم في صورة طبيعية حتى تصبح الأمور طبيعية كما تتمنى؟ كل شيء تم بالقتل والعنف والدمار والتهديد والتجويع والحصار والطرد والتشريد والنسف والاغتيال والتجسس والغارات اليومية وضرب الأطفال وتخريب المدن!

❞ يا رتيبة، عليكِ أن تعرفي أننا عقدنا معهم مصالحة، سواء كانت برضانا أم أُرغمنا عليها، ولكنها مصالحة ملزمة، يعني أنهم لم يعودوا على الدرجة نفسها من البُعد، اقتربوا من لحمنا كثيرًا، اجتازوا الخنادق وبحار الدم والرمال التي لها لون البارود، ❝