اقتباسات نجيب محفوظ

الظلام مرة أخرى يتجسد في القبو، يغطي المتسولين والصعاليك .. ينطق بلغةِ صامتة، يحتضن الملائكة والشياطين، فيه يختفي المرهق من ذاته ليختفي في ذاته، إن قدر الخوف على أن ينفذ من مسام الجدران فالنجاة عبث .

إن الإنسان ليجن إذا انتزع ظفره، فكيف يكون إذا انتزعت روحه وحياته؟

ولا يدري إلا المحتضر نفسه حقيقة هذا الألم، فما نستطيع أن نلمس غير آثار الاحتضار الظاهرة، أما صداها في الروح ورجعها في الجسد، فسر الميت الذي ينطوي عليه صدره ويقبر معه في جدثه

و كثيراً ما قال لنفسه أنه ربما كان في وسع الإرادة القوية أن تتيح لنا أكثر من مستقبل واحد ولكننا لن يكون لنا -مهما أوتينا من إرادة- إلا ماض واحد لا مفر منه و لا مهرب.

ثمّة شيء نفتقده كلّما خلونا إلى أنفسنا ولكنّه لا يعود.

"ماذا ستكتب فى تقريرك؟ سأكتب أن جميع القيم مهدرة ولكن الأمن مستتب"

آوى الكون إلى الصمت الثقيل كأنما يفصح بصمته عن أسفه

ثمة شكوى دائماً من الحاضر وحسرة على الماضي ولكن الماضي كان حاضراً يوماً ما

وأنت إن لم تستطع أن تستلفت أنظار الناس بالتفكير العميق الطويل فقد تستطيعه بأن تجري في ميدان الأوبرا عاريا

ان كل عذاب نصاب به في هذه الدنيا حق وعدل لأننا نتفانى في حبها على حين انها لا تستحق الا المقت

ان ما ورائي في الحياة أفظع من الموت

-إنك تكرهنى يا أدهم لا لأننى كنت السبب فى طردك ولكن لأننى أذكرك بضعفك، إنك تكره فى نفسك الآثمة، أنا فلم يعد

لى من مبرر لكراهيتك، بل أنت اليوم عزائى وتسليتى، ولا تنس أننا جيران، وأول من سكن هذا الخلاء من الأحياء، وسيدب

عليه أولادنا جنبا إلى جنب.

وفكر في الأمر، في أنه يحظى بالمال والفراغ، ولكن تعاسة الآخرين تفسد عليه سعادته.

ليس أخطر من امرأة وحيدة

المرأة المُحبة لعبة في يد الرجل

ملعون البيت الذي لا يطمئن فيه إلا الجبناء، الذين يغمسون اللقمة في ذل الخنوع، ويعبدون مُذلهم

إنه ينكر الحياة ولكنه لا يستحق الموت

عندما يلمس الأقوياء سعادة الضعفاء سيدركون أن قوتهم وجاههم وأموالهم لا شيء

في لحظات الرضى تهبط سحابة فيمتطيها ذو الحظ السعيد فترتفع به في جوف القبة، عند ذلك لا يبالي بالموجات المثبطة التي يتلقاها من المجهول، يستوي لديه أن تحمله ساقاه أو تخذلانه، ولكنه وحيد، وحيد يتألم، ما معنى هذا الضعف الزاحف، الأنوار الخافتة تنظفئ إنه يقترب من الحارة وفي الحقيقة هو يبتعد، يبعد إلى ما لانهاية .. لم يعد له مطمح أكثر من أن يبلغ فراشه،... وتجلجل الأصوات:

اسم الله عليه .. اسم الله عليه..

ويصارع شمس الدين المجهول في وحدته، إنه يصده عن السير، يرفع أديم الأرض حيال قديمه، يسرق فوزه العظيم ببسمةٍ ساخره، ويكوِّر قبضته، ويسدد إليه ضربة في الصدر لم يعرف لعنفها مثيلاً من قبل ..

وتأوّه شمس الدين الناجي ثم تهاوى .. فتلقفته أيدي الرجال.

"الحياة فيض من الذكريات تصب في بحر النسيان . أما الموت فهو الحقيقة الراسخة"

"هذه محكمة وهذه منصة يجلس عليها قاض واحد، وهذا موضع الاتهام يقف فيه نفر من الزعماء وهذه قاعة الجلسة، حيث جلست أنا متشوقا لمعرفة المسئول عما حاق بنا، ولكني أحبطت عندما دار الحديث بين القاضي والزعماء بلغة لم أسمعها من قبل حتي اعتدل القاضي في جلسته استعدادا