اقتباسات يوسف السباعي

كل ما على الأرض أبقى من الحي.. وبقايا الحي.. ومخلفات الحي.

‫ كم اختال عليها من قبلنا كل مختال فخور.. وكم مشى على ظهرها مرحًا كل منتفخ الأوداج مغرور.. وكم تثنت عليها الغيد وتمايلت الحور.. فأين ذهب المختال وراح المغرور؟ وأين صارت الغيد وآلت الحور؟!

❞ عين الرضا عن كل عيب كليلة ❝

هناك أحقر من البشر ولا أغفل. أهناك أشد غفلة من مخلوق يغفل عن نهايته؟ أهناك أكثر غفلة من مخلوق يوقن من نهايته ولا يهيئ نفسه لها؟

هوا فيه حاجة بتذل الإنسان وتستعبده أد رغباته؟ رغبته في النسا بتذله وبتخليه يجري وراهم ويسترضيهم. ورغبته في المال بتذله لجمعه والحرص عليه، ورغبته في الأكل بتذله لبطنه. هوا فيه درع يعين الإنسان على الحياة.. قد الزهد؟ هو فيه أقوى في الحياة من إنسان غلب رغباته وقتل مطالب جسده؟ دا يبقى الإنسان الحر اللي يقدر يدوس على الحياة بجزمته..

هوا فيه حاجة بتذل الإنسان وتستعبده أد رغباته؟

ليس على الأعمى والمجنون والعاشق حرج.

ولكن الحب القوي العميق، هو الذي يتميز بثباته أمام تلك الهزات وبتخطيه لكل ما يصادفه من عقبات وعثرات.

‫ هذا هو الحب حقًّا.. أما ما عداه فهو نزوات طيش.

‫ كانت تعرف أن سبب الاستعباد هو العجز والحاجة، فالمرأة مستعبدة.. لأنها تجلس على قارعة طريق الحياة.. منتظرة مَن يأخذ بيدها فيُؤويها ويطعمها ويكسوها.. ويعطيها اسمًا ومعاشًا… إن مصيرها في الحياة وأملها في الأرض معلقان على عابر السبيل الذي سيتناولها من بين آلاف المنتظرات.. ليسير بها في ركب الحياة.. وبغير هذا تبقى العمر مترقبة تتلهف في إعياء ويأس.

وتعطلت لغة الكلام، وانقطع كل تفاهم بيننا إلا بلغة الدموع الصامتة.. التي كانت تنهمر من أعيننا في سكون، فتجلو صدأ نفسَينا وتغسل أحزان قلبَينا، وتحمل لنا العزاء والسلوان.

فوظيفة القدر هي أن يخيب آمالنا، فحاولي ألا تعطيه الفرصة للشماتة بك.. لا تطلبي شيئًا.. انتظري حتى يعطيك هو وابتسمي شاكرة حتى تخيبي أمله، بدل أن يخيب هو أملك».

❞ «نحن لا شيء، ولو صدقنا أنفسنا فوضعناها في أماكنها لما بقي في الدنيا غرور ولا كبر». ❝

وأحسست وأنا أحدق في النجوم بحنين إلى شيء مجهول وبدا لي كأنني شيء ناقص.. ما زال له بقية.. هنا أو هناك، وأني أتلهف على بقيتي.. وبدا لي أنها تحوِّم حولي، أو أحوِّم حولها.. وأنها تتوق إليَّ كما أتوق إليها، وأن كلًّا منا سيظل يلهث في الحياة ويتخبط حتى نلتقي.. فنصبح شيئًا تامًّا كاملًا، قائمًا بذاته.

لقد أصاب القلب إذ ذاك.. ما يمكن أن يسمى أول رعشة.. أو أول هزة.. نفضت عنه ذلك السبات العميق المغرق فيه.. وأزالت عنه تلك الأتربة السميكة من الحزم والصرامة والكبت والتربية التي قد تراكمت فوقه.. وطرقت قيود الجمود التي كبلته، وشققت صخور الجليد التي أحاطت به.

❞ قاتل الله الأحلام، لقد هزمتني شر هزيمة.. لقد كنت أراه وأحبه في كل حلم. ❝

يا أهل النفاق! تلك هي أرضكم.. وذلك هو غرسكم.. ما فعلت سوى أن طفت بها وعرضت على سبيل العينة بعض ما بها.. فإن رأيتموه قبيحًا مشوهًا، فلا تلوموني بل لوموا أنفسكم.. لوموا الأصل ولا تلوموا المرآة.

‫ أيها المنافقون! هذه قصتكم، ومَن كان منكم بلا نفاق فليرجمني بحجر.

❞ كنت أرى فيه داءً يصيب الإنسان فيجعله يندفع بلا تفكير ولا روية.. كأنه قذيفة لا يستطيع شيء أن يغير اتجاهها حتى تذهب إلى مستقر لها. ❝

❞ واتهمته بأنه خيالي، كثير القراءة، تنضح قراءته على أفكاره فتبديها حلوة معسولة ليست من الواقع المر في شيء، وأن على الإنسان في هذه الحياة أن يتصرف بعقله لا بقلبه، وأن يتبع مصلحته ولا يتبع هواه ❝

ما أغبانا وأسخفنا.. نجلس مستريحين هانئين، ناعمي البال، قريري الأعين، ونتخذ من أنفسنا قضاة على غيرنا، الغارقين في العباب، المحروقين بالشواظ.. لنقول ببساطة: هذا أذنب، وهذا أجرم.. ما كان يجب أن يفعل ذاك، وما كان يجب عليه أن يغرق أو يحرق.

كلنا عشاق.. وكلنا ريش في مهب ريح الحب العاصفة العاتية.. لا سلطان لنا على أنفسنا، ولا سيطرة لنا على قلوبنا إلا بقدر ما تسيطر الريشة على نفسها في مَهَب الريح..

أم تروني واهمة، لا تكاد قصتي تزيد على قصة كل عاشق أضنى الهوى فؤاده، وأحرق الحب قلبه.. وأن الوهم يأبى إلا أن يجسدها لي ويريني أني شيء جديد في عالم العشاق، وأني –في المصاب والبأساء– نسيج وحدي.