اقتباسات حسام السيد

أنقذتني الخطط مرارًا، لكن حبي وأصدقائي وأوقاتي السعيدة كلها خرجت من رحم تجارب لم تتضمنها الخطط أبدًا

أحيانًا، عليك أن تدع خارج مربع الاستعداد والتحكم في أي شيء مساحةً صغيرة من العفوية والحدس، مساحة تفصح عبرها الحياة عن هداياها، عن مكنون لا تستعد له الخطة المسبقة، ولا تلاحظه برهافة إلا في موضع الاختبار.

❞ لا شيء يملك سطوته علينا قدر القيود التي نختارها بإرادتنا، ونزينها بما نتمنى، ونطرد عنها كل ما نخافه. ❝

ما إن ألتفت لأخبرها ما رأيته في منامي حتى تضع يدها برفق على فمي، تخبرني أن الكوابيس أقدار مخيفة معلقة على حافة اللسان؛ ما إن نلفظها حتى تحدث!

«برتراند راسل»: «إن العيب الأساسي للآباء، في مجتمعنا التنافسي، هو أنهم يريدون أن يكون أطفالهم مصدر فخر لهم.»

طقسًا روتينيًّا مثل الشروق يكفي لإنقاذ فكرة الجمال في صدور الخلق كافة إلى الأبد، دون شعر ولا قصة ولا رسم.

يمتلك كل أب نسخة خيالية لطفله، أكثر مثالية مما هو عليه. كثيرًا ما يحيلني أبي إلى نسخة خيالية مني لم تتحقق أبدًا. يصعب أن تُحاكَم دومًا وفق ند خيالي لا تعرفه، يصعب أن تطارد شبحًا تُوِّج بكل صفات الكمال قبل بدء المطاردة.

ربما حضر «حسن» كثيرًا في عام تجنيدي وأفراده؛ لأننا كنا، على اختلاف مشاربنا، ننتمي إلى جيل خرج لتوه من فيلم مشابه بنصفه الأول الذي أخضع الواقع للأحلام، ونصفه الثاني الذي نزفت فيه الأحلام حتى الموت، جيل كامل مسه الحلم والنشوة والهزيمة قبل عامين في ميادين الثورة، جيل اختبر لحظة «حسن» الشهيرة: الغرق في الحلم لجزء من الثانية ثم اليقظة المروعة على صوت الواقع. ورغم استعادة الواقع أدواته وسطوته، لم ينسَ الحالمون نشوة الحلم، وظل دومًا التوق إلى استعادتها كامنًا بداخلهم.

❞ من أصعب حيل النفس، أن تسبغ مسحة رومانسية على ما لا تستطيع مجاوزته، قليل من الشِّعر يجعل كل شيء ملحميًّا، حتى لو كانت الهزيمة ذاتها؛ الانتماء إلى ملحمة يعفي المرء من مسؤولية تجاوزها. ❝

علمتني أمي يومها أنه ليس للأمومة وصفة سحرية أبدًا؛ يومًا ستكون عنيفة أكثر مما يجب، يومًا ستكون حنونًا أكثر مما يجب، وكل مرة، ستترك ندوبها، ستصير مهما فعلت المشجب الذي يعلق عليه الأبناء آلامهم، لكن جوهر الأمومة ليس في تجنب ذلك، إنما أن تحضر في اليوم التالي وتحاول من جديد.

تخبرني صديقة عن الصلابة التي أعدتها بها أمها لمواجهة عالم لا يرحم، صلابة جعلتها حارسة جيدة لأنوثتها في مجتمع قاسٍ، لكنها صلابة جعلتها حتى الآن لا تجيد التعبير عن الحب؛ تخاف الحميمية، ولا تعترف بضعفها، ولا تعتذر.

علمتني أمي يومها أنه ليس للأمومة وصفة سحرية أبدًا؛ يومًا ستكون عنيفة أكثر مما يجب، يومًا ستكون حنونًا أكثر مما يجب، وكل مرة، ستترك ندوبها، ستصير مهما فعلت المشجب الذي يعلق عليه الأبناء آلامهم، لكن جوهر الأمومة ليس في تجنب ذلك، إنما أن تحضر في اليوم التالي وتحاول من جديد.

مهما بحثنا عن ماهية أنفسنا خارجنا، سيظل اللهاث بلا طائل؛ المعنى في داخلنا، ليس كنزًا نصل إليه، بل تحفة نصطنعها على مهل بجهد يومي قوامه اختيارات صغيرة نجترحها كل لحظة.

أيقنت أن العالم ما هو إلا دوائر من التكرار، من العود الأبدي حول لحظة بعينها؛ مرة نكون أبطالها، ومرة نكون مادة اكتمال المشهد لبطل جديد؛ مرة نتلقى الجمال، ومرة نمنحه.

لا يُروِّض القلق إلا رائحة الأحبار النفاذة للكتب الجديدة.

ودَّعتُ جدتي لا بحزن من يغلف جسدًا ميتًا بكفن، إنما بحنان من يغلف هدية ليرسلها إلى أمه في الضفة الأخرى، عسى أن تكون مؤنسة لها

أنا أنتمي إلى جيل كامل حطمته ثورته عندما خرج أبطاله مثل «دون كيشوت» يحاربون طواحين الهواء بخريطة قلوبهم لا خريطة العالم الذي يفغر فاه لابتلاعهم.

يمكن للمرء أن يفر من شروط زمنه ومن أعدائه ومن قدر يُطبِق عليه فكيه، لكن لا فكاك لأحدهم من نفسه.

لا تدفعنا نسختنا المثالية لنكون نبلاء طوال الوقت، لا تحمينا من شرورنا، بل يمكن أن تكون وقودها، لكنها تنتقم فقط بأن تخلق بداخلنا تلك الغصة، تلك الحكة في منتصف الظهر التي لا تصل إليها أيدينا أبدًا، ذلك الصوت الهامس الذي يخبرنا أننا مهما تظاهرنا أمام الآخرين ففي قلب كينونتنا نظل أسرى محاكمة، مدانين لأننا خنَّا مثالياتنا القديمة.

جيل «واي» ملعون بمقارنة خيارات حياته بحيوات لا متناهية معروضة على الشاشات. جيل «واي» ملعون بقدرته على ملامسة القضايا الكبرى دون التأثير فيها.

‫ عبر شاشة هاتف رخيص الثمن في بلدك، تتابع بثًّا مباشرًا لثورة هنا وحريق هناك، وتمرد على الضفة الأخرى من العالم. القضايا الكبرى مقدمة لك ومغلف معها عجزك الشخصي عن التأثير فيها إلا بضغطة زر.