اقتباسات حسين صالح

❞ المعرفة الجميلة والجيدة يضيع طعمُها وتصبح مدعاة خجلٍ متى ما استعرضها الإنسان. من يعرف أشياءً وأشياءً عليه بالكتمان وعدم الاستعراض. كلُّنا نمتلك معرفة لكنَّنا لا نظهرها خجلًا. وبهذا تكون المعارف، إلى حدٍّ ما، مثل الملابس الداخلية: كلُّنا نرتديها ولا نظهرها ❝

❞ والمثل الإنجليزي يقول: «اسأل سؤالًا سخيفًا تلقَ ردًّا سخيفًا». ❝

❞ تتلقَّى سؤالًا عن موقع موقف الأوتوبيس أو موعد مغادرة القطار أو كم الساعة الآن، فتجيب وينتهي الموضوع دون «نرفزة» وأعصابٍ. نتلقَّى يوميًّا العشرات من الأسئلة ونجيب وينتهي الأمر. هذا طبعًا عن الأسئلة العادية وليس الأسئلة الفلسفية الوجودية ❝

❞ يقول المصريون باستياءٍ أفهمه وأؤيده «هو السؤال حُرُم؟»، وهذا تمسُّك بحق الإنسان الأبدي في السؤال. وهو حقٌّ لا يكفله الدستور للأسف. ❝

❞ المكتبة شيءٌ جميلٌ، وتحتلُّ حائطًا كاملًا كقطعة أثاثٍ جميلة فيها خشبٌ وأبوابٌ زجاجية، بينما لكي ترى ألفَ كتابٍ رقمي يجب أن تفتح الكومبيوتر لترى أشياءً بحجم الطابع البريدي شكلُها لا يسر. ❝

❞ الإعارة والإهداء تقليدان راسخان في ثقافتِنا، ولم أجد لهما امتدادًا في أوروبا. الناس هنا يشترون كتبهم، يجد أحدُهم كتابًا عندك ويعجبه فيروح يشتريه ولا يستعيره منك. بسبب هذه الثقافة تبدو أرقام التوزيع والبيع عندنا هزيلة حقًّا. ❝

❞ استرسلنا في الكلام عن النتائج ونسينا البطيخ، فمعذرة. ❝

❞ المعرفة ليست مهمَّة والنظام التعليمي قائمٌ على تحقيق نتائج طيبة. موقع الإنسان في المجتمع والوظيفة والإبداع كلُّها بنت النتائج. ويغيب عن الأذهان أنَّ الامتحان المدرسي يقيس ويفاضل معرفة معينة. لا يوجد امتحانٌ يفاضِل بين النذل والشهم ولا الجواد واللئيم ❝

❞ الهَوَس الذي يعترينا بالنتائج سببه أنَّنا أمة تضع كلَّ إمكانياتها في خدمة النتائج. حتى التعليم بحدِّ ذاته ليس مهمًّا بقدر النتائج. هات نتيجة جيدة ولا يهم إن كنتَ قد تعلَّمتَ أم لم تتعلَّم. ❝

❞ ها قد أوشك شهر أغسطس على الانتهاء وهو شهرٌ غريبٌ. فيه وفرة البطيخ وفيه أيضًا نتائج الامتحانات. والدنيا منشغلِة بموضوع النتائج أكثر من البطيخ. ربَّما لأنَّ البطيخ أمرٌ يُعدُّ من نافلة القول وظهوره مؤكَّدٌ ليس فيه مفاجآتٌ بخلاف نتائج الامتحانات. ❝

❞ أنا من الذين يحبُّون العرفان كعاطفة أصيلة. ❝

❞ العرفان عاطفة نبيلة، وهي من متطلِّبات التحضُّر. أوَّل ما يلفت النظر في المجتمعات المتطورة هو فضيلة الاعتراف بالجميل ❝

❞ سُخف التلفزيون ينكشف حين سماعه من دون صورة. الأخبار صياغتها ركيكة ومعوجة. كل شيء في التلفزيون معتمِد على الصورة، يشاغلك بها. ❝

❞ في بلدي الأصلي حين تقول: «صنعنا شوربة أمس» يقول الناس «لا حول ولا قوة إلا بالله. وماذا قال الطبيب؟»، وفي شهر رمضان لا يعلِّقون على الخبر لأنَّ طبْخ الشوربة في الشهر الكريم يُعدُّ من نافلة القول. ❝

❞ رغم معيشتي في المهجر قرابة الأربعين عامًا فلا أزال لم أكتسب الطبع الأوروبي في احتساء الشوربة بشكلٍ يومي أو على الأقل بضع مراتٍ في الأسبوع. لا تزال الشوربة بالنسبة إليَّ شيئًا يخصُّ المريضَ أولًا وعادة تخصُّ رمضان ثانيًا. ❝

❞ مَن يقول إنَّه إمَّا يأكل الرغيف كاملًا وإمَّا يجوع، سيجوع. نصف الرغيف ليس أمرًا سيئًا ويستحقُّ التنازل عن النصف الآخر. تقاسموا وتصالحوا وبالتوفيق إن شاء الله. ❝

❞ كيف يقرِّر الإنسان أن يكون سبَّاكًا. هذا سؤالٌ وجوديٌّ لا يقلُّ إلغازًا عن رغبة الإنسان في أن يصبح طبيبَ أسنانٍ ليعبث في أفواه البشر الذين لم يؤذوه يومًا. ❝

❞ الإنجليز يقولون إنَّ عندنا ثلاثة أشهرٍ شتاء وتسعة أشهر من الطقس السيئ. سوء الطقس يصنع الأخبار وكذلك سوء أي شيء. ❝

❞ إذن القراءة لا تنحسر بل تزداد. ولكن مادتها تتغيَّر. الذين يقرؤون كثيرًا عبر الفيسبوك والإنستجرام والفيبر والواتساب، مدمنو المطالعة هذه، لايقرؤون جُملًا خالدة ونتاجَ عقولٍ هائلة. لا يقرؤون الجاحظ وتولستوي ونجيب محفوظ. هم يقرؤون جُملًا تافهة يكتبها أصدقاؤهم ❝

❞ ⁠‫الإشاعة المُغرِضة المنتشرة هذه الأيام تقول إنَّ الجيلَ الجديد لا يقرأ ولا يفتح كتابًا. هذا خلطٌ مغرِضٌ. القراءة شيءٌ وفتح الكتاب شيءٌ آخر. الناس تقرأ كثيرًا هذه الأيام دون أن تفتح كتابًا. تقرأ على شاشة الكمبيوتر والهواتف الذكية. ❝