اقتباسات حسين صالح

❞ الإعلام والمعلِّقون عندهم طريقة يحملونكَ بها على الترقُّب والانشغال بأي موضوعٍ يختارونه. يستطيعون أن يجعلوكَ متحمِّسًا مترقِّبًا نتيجة أي شيء. حتى لو لعبت ألمانيا مع إريتريا مباراة كرة قدمٍ سيحملونَكَ على ترقُّب اللعبة وعلى أن تجلس قارضًا أظافرك بأسنانِك منشغلًا ❝

❞ هذا بارادوكس أو كما يترجم خطأ «مفارقة»، والأصح تناقض. ❝

❞ الإنسان لا يريد أن تُفرَض عليه حتى الرفاهية والدعة. ❝

❞ الأمم المتحدة لا تملك سوى قارص الكلم لمعاقبة المُسيء مهما بلغ مستوى إجرامه. ليس في وسعِها سوى التوبيخ. في أحيانٍ محدودة ومعدودة تكشِّر المنظمة الدولية عن أنيابِها ثم تنسى الأنيابَ وبأصبعيْن فقط تقرص أذنَ أحدٍ. ❝

❞ جميلٌ أن يرى الإنسان أنَّ كلَّ مفيدٍ ومرتبٍ ربانيٌّ وكلَّ مزعجٍ شيطانيٌّ. الإنسان مجبولٌ على حبِّ النظام ويرى فيه جمالًا ويرى في الفوضى والاضطراب قبحًا. ❝

❞ يستخدم الفلَّاحون في مصر تعبيًرا جميلًا في تعريف النبات الذي لم يزرعوه لكنَّه يظهر طبيعيًّا وسط زرعهم. يصفونه بأنَّه «طالع شيطاني» خصوصًا إذا كان مؤذيًا أو به أشواكٌ مزعجة. ❝

❞ إذا كان ثمَّة ذنبٌ فقد اقترفه آخرون. الكلُّ مذنِبٌ إلَّا أنتَ. تدوس على قدم أحدٍ فتقول له لماذا وضعتَ قدمكَ تحت رجلي. عشتُ طويلًا وحياتي مترعة بالأحداث والناس ولم أسمع «آسف» سوى خمس مراتٍ. ❝

❞ كُتب المذكرات السياسية التي ينشرها السياسيون والمسؤولون بعد تقاعدِهم موضوعها للتنصُّل ولا شيء سواه. هذا طبعًا إذا ظلُّوا طليقين وأحياءً بعد عزلِهم من مواقعِهم. ❝

❞ حتى في مرامي الأدب وغاياته هناك بابٌ اسمه «التنصُّل»، فيه أشعارٌ وبلاغة وحكاياتٌ. لا يوجد باب الاعتذار، هو التنصُّل ولا شيء سواه. ❝

❞ في المواصلات العامة وفي الرحلات وفي المقاهي. نحن نحب التطلُّع في الوجوه، ونحاول أن نستشفَّ علاقات القرابة في الأسرة الجالسة عند الطاولة المجاورة مثلًا. ونحب أن نتكهن بمسارات العلاقات العائلية في مَن نراهم، نتخيَّل كلَّ شيءٍ عنهم. ❝

❞ الحكمة تقول إنَّ عليكَ الاهتمام بشأنِكَ فقط وأن تدع الخلقَ للخالق، لكنَّك تهتم بشأنِ الرائح والجائي وشأن البشرية والنبات والحيوان وشأنِ كل شيء سوى شأنِكَ. ❝

❞ العرب كانوا صبورين متدبرين. والحلم صفة حميدة جدًّا والحليم من أسماء الله الحسنى. لكنَّهم فقدوا القدرة على الصبر والتأني فيما فقدوه. ❝

❞ الناس عندنا تلتمس دفءَ الروتين والمعاملات الرسمية. ففيه العدالة والإنصاف والمراجعات، وأهمُّ شيء فيه أنَّه يتيح الشكوى من الروتين. ❝

❞ تذكرت مقولة لرئيس الوزراء البريطاني القديم أسكويث إذ يقول: «هناك من يجد مشكلة لكلِّ حلٍّ». وهؤلاء هم الموظفون في دوائر الدولة. ❝

❞ أعرف ناسًا كثيرين يجيدون تصنُّع عدم الانبهار، وهذا جيِّدٌ وفي ميزان حسناتِهم. وهناك طبعًا قلَّة من المنبهرين الذين يمضون في الحياة متعجِّبين ومندهشين من كلِّ الأشياء، ويتصرَّفون مثل القططِ والأرانب البريَّة في الليل. القطط لا ينتهي انبهارُها بكلِّ شيءٍ ❝

❞ من الخير للإنسان ألَّا ينبهر. الانبهار فيه شيءٌ ينقص من قيمة المنبهِر. الذكي من يستطيع أن يخفي انبهاره ويبدو متماسكًا باردًا غيرَ متأثِّر حتى يُقال عنه «شايف وعايف»، رأى وسمِع الكثير ولم يعُد يهزُّه مشهدٌ أو يشدُّ انتباهَه خبرٌ ❝

❞ كان الكوميدي الراحل روبن وليامز في عصر جورج بوش الابن وحمقه وكوارثه التي لا تنتهي يقول: «من قال إنَّ النكتة ماتت؟! النكتة حيَّة تُرزَق وتعيش في البيت الأبيض» ❝

❞ وتضحك بدلًا من أن تتأزَّم. هذه آلية يدركها الشعب المصري، أكثر شعوب العرب ضحكًا، دون فلسفة وتحليلٍ. هكذا بالسليقة يضحك المصريون وعندما تسألهم: لماذا تضحكون؟ يجيبون بعمقٍ مذهلٍ وبسيطٍ: من غُلبِنا. وهذا صحيحٌ تمامًا. ❝

❞ الناس لا تفارق المألوف بسهولة، وهذا جيدٌ ولا اعتراض عليه، فالوفاء جميلٌ. ❝

❞ شخصيًّا أعرفُ أشياءً كثيرة لكنَّك لن تجدني يومًا ماشيًا أردِّد جدول الضرب بشكلٍ مسموعٍ ليعرف القاصي والداني أني أعرف جدول التسعة. ❝