هل بيتي مكان أحبه وسط ناس أحبهم، أم مكان أحبه وسط ناس لا أحبهم أو لا أشبههم، أم مكان أحبه لكن شديد الضيق يسحق أية خصوصية، أم مكان أحبه وأخشى فقده أو انتزاعه منّي أو اقتحامه؟
اقتباسات مريم حسين
اقتباسات ومقتطفات من مؤلفات مريم حسين .استمتع بقراءتها أو أضف اقتباساتك المفضّلة.
اقتباسات
-
مشاركة من Asmaa Fawzy ، من كتاب
السيرة قبل الأخيرة للبيوت
-
علاقتنا لفّها الصمت والخجل، الخجل من إظهار حبنا لبعض وخوفنا على بعض، خجل شابهُ العِند والنديّة، إن لم تُظهر حبي لك فلن أظهر حبك لي بصرف النظر عن خجلنا، أظهري لي اهتمامِك، بيّن لي عطفك، لن تجري الأمور على هواكِ،
مشاركة من Asmaa Fawzy ، من كتابالسيرة قبل الأخيرة للبيوت
-
«أبي يحبنا حبًّا جمًّا، نعلم أنه لا يأتيه الكثير من النقود في العمل، لكنه أكيد يدخر القرش على القرش ويبني لنا في مكان بعيد منزلًا كبيرًا، بيت من طابقين بسلّم جميل ستكون لكل واحدة منا غرفة بسرير ودولاب ومكتب للمذاكرة. وسفرة طويييييلة. وتلاجة كلها تورتات وجاتوه وبسبوسة بالبندق، وغرفة خاصة بالّلعب وتحيط البيت أشجار برتقال وجوافة وفراولة وموز وأرجوحة تسع ثلاثتنا هو لا يريد أن يخبرنا بذلك الآن، سيجعله مفاجأة لنا حين نكبر»
تمنينا البيت منذ طفولتنا وبنيناه مؤقتًا على الرمال أمام عشّة عمّنا يوسف، لاحقًا فقدنا البيوت الواحد تلو الآخر وفقدناك..
مشاركة من إبراهيم عادل ، من كتابالسيرة قبل الأخيرة للبيوت
-
أكتب وصف كل مجموعة على الكرتونة حتى لا أفقد ترتيب المكتبة وأغرق في فوضى تغضبني وتجعلني أغفو بالساعات وسط كتب أحار في تصنيفها ورصّها حتى الكتب في حاجة إلى أسباب كي تتآلف؟ ماذا لو رُصّت بعشوائية، ستغترب بعض الوقت لكن وارد أن يتصادق كاتبان هما في الحقيقة أعداء، أو يصرّح شاعر بحبه لقاصة شابة، ويتمكن مؤرخ من معاكسة دكتورة فلسفة، وتتمكن روائية حسناء من تقبيل ناقد زائغ العينين كما أن آلاف الشخصيات في مئات الكتب يمكن أن تتعارف لتصنع نسخًا مغايرة لكتبها برؤى مختلفة، خاصة إذا تضمن الأمر كتب التاريخ، حيث يُصنع تاريخ موازٍ عندما ينام أصحاب المكتبات تاركين شخوص كتبهم تعبث ليلًا في الظلام ومن تمثال المسيح المصلوب سوف تتسرب الآهات
مشاركة من إبراهيم عادل ، من كتابالسيرة قبل الأخيرة للبيوت
-
طوال الوقت كنت أتابع جمال وهو يعمل، ربما تابعه أبي أيضًا، تمنينا مهارته في الخَلق، مرونته في إيجاد حلول، جزء من غسالة يصبح أرجوحة، ضلع عجلة يصبح قفص عصافير، جوهرة مكان كُليَة تليّفت، دموع تتحول إلى نجوم تسطع، جروح غائرة ينبت مكانها ورق شجر، فقد مستمر يتبلور إلى فرع لمبات ملونة تعلق في الأفراح، حب يتحول إلى بلالين ملونة تحلق في كل اتجاه، خوف يتطاير كرماد سجائر، لطالما تمنينا مهارة إعطاء فرصة أخرى للأشياء حتى لو في صورة مغايرة، لعلها تصبح أجمل، تصير أكثر طيبة ورأفة بنا..
مشاركة من إبراهيم عادل ، من كتابالسيرة قبل الأخيرة للبيوت
-
أنتظر أيام الإجازات بفارغ الصبر لأقضي يومي مع صالح، نحب ثم نأكل ثم نسمع موسيقي ونرقص ثم نتشاجر شَغَله وضعه المادي دائمًا فقد جاء من بلدته فقيرًا بدعم من أم تلمّست طريقها إلى البرجوازية ساعدته مهنته كمصور سينمائي على كسب مال وفير ورصيد بنكي يتزايد باستمرار لكنه ظل أسير إحساس بالذنب لامتلاكه نقودًا لأيام وشهور يصور أفلامًا عن الفقراء وأوضاعهم وهو يعلم أنه في نهاية كل يوم يذهب إلى بيته الراقي بسيارته الفارهة يسافر بالأفلام إلى الخارج ويعود بجوائز ونقود، ويظل الفقراء فقراء. كان يشعر أنه مقسوم نصفين، نصف يحزن للفقراء ونصف نَهِم لمتع توفرها النقود يسافر بلادًا عديدة، يلف ويلف ثم يعود ليجالس البسطاء مؤتنسًا بهم، فهو في طفولته كان أشد منهم فقرًا يعود ليردد أمامي بوجه متجهّم
مقولة بريخت: «ألا بد أن أتعلّم الحساب؟ ستعرف وحدك أن قطعتين من الخبز أفضل من واحدة..».
مشاركة من إبراهيم عادل ، من كتابالسيرة قبل الأخيرة للبيوت
-
لكني أعي جيدًا ولا يختلط عليَّ الأمر ولا الترتيب في أيه مرة غنيت لي بصوتك الرخيم وحروفك الصحيحة المميزة بعد إلحاح كبير وفي غفلة مني، تفاجئني مبتسما بغنائك في الصالة بينما أستند أنا إلى باب المطبخ أسمعك عن بعد، أخشى أن أقترب فتتوقف، أنتظر انتهاءك لأكافئ شفتيك ولسانك وقد أصل إلى حنجرتك، متى جذبتني من يدي بعد أن جف ريقك وأنت تحقق لي أمنيتي بأن تجلس وتقرأ لي بينما أنا مستلقية إلى جوارك، أضع رأسي على فخذك أشكو تعقيد لغة الكتاب وأطالبك بالمزيد من الإيضاح،
مشاركة من إبراهيم عادل ، من كتابالسيرة قبل الأخيرة للبيوت
-
منذ زمن لم نجلس على قهوة معًا، تحديدًا قهوة كتلك بكراسي خشب قديمة ومناضد معدنية مربعة بسيقان رفيعة طلب كوبين من الشاي سكر برّه مؤكدًا لي أن المكان نظيف وصدّقت على قوله بالفعل كان كل شيء بسيطًا ونظيفًا جدًّا أكواب الشاي تبرق من النظافة ما أعطى الشاي درجة لون أحمر مدعومة بأشعة شمس مباشرة ودافئة، كما أن اختلاط بخار الشاي بدخان السجائر أعطاني رغبة في قضم الكوب وابتلاع الزجاج عبرت حمامة بجوارنا على الأرض متجهة إلى صاحبها في مدخل بيت قديم نصف مهدوم مجاور للقهوة. يا الله.. فقط ينقصنا فايش.
مشاركة من إبراهيم عادل ، من كتابالسيرة قبل الأخيرة للبيوت
-
طلب مني الأولاد تشغيل الأغنية مرة أخيرة، قبل تشغيلها، سألني يحيى هل تلك السيدة لديها أكَّاونت على فيس بوك أو إنستجرام! فوجئت بالسؤال، فكرت بسرعة كيف أقول لهم الحقيقة بألطف طريقة ممكنة «لأ معندهاش. لأنها مش موجودة من زمان في الدنيا» تساءل يحيى ضجرًا: «يعني إيه؟!» ردّت علياء بتلقائية: «يعني ماتت» نظر إليَّ يحيى غاضبًا بينما شهق معظم الأطفال مصدومين رددت بابتسامة حزينة: «للأسف، آه» سألني علي حانقًا في تشفٍّ كأن ما أقوله غير مؤكد: «طب إنتي عرفتي إزاي؟» بينما دمعت عينا يحيى: «إنتي متأكدة؟» أنهى جرس الحصة الموقف، تحركوا في صفين حزينين دون أن يتشاجروا كالعادة على من يقف في مقدمة الصف ومَن أخذ مكان مَن عُدت مسرعة إلى الغرفة، أطفأت النور وأسدلت الستائر ووقفت وحدي أشاهد الأغنية مرة أخرى
مشاركة من إبراهيم عادل ، من كتابالسيرة قبل الأخيرة للبيوت
السابق | 1 | التالي |