أنتظر أيام الإجازات بفارغ الصبر لأقضي يومي مع صالح، نحب ثم نأكل ثم نسمع موسيقي ونرقص ثم نتشاجر شَغَله وضعه المادي دائمًا فقد جاء من بلدته فقيرًا بدعم من أم تلمّست طريقها إلى البرجوازية ساعدته مهنته كمصور سينمائي على كسب مال وفير ورصيد بنكي يتزايد باستمرار لكنه ظل أسير إحساس بالذنب لامتلاكه نقودًا لأيام وشهور يصور أفلامًا عن الفقراء وأوضاعهم وهو يعلم أنه في نهاية كل يوم يذهب إلى بيته الراقي بسيارته الفارهة يسافر بالأفلام إلى الخارج ويعود بجوائز ونقود، ويظل الفقراء فقراء. كان يشعر أنه مقسوم نصفين، نصف يحزن للفقراء ونصف نَهِم لمتع توفرها النقود يسافر بلادًا عديدة، يلف ويلف ثم يعود ليجالس البسطاء مؤتنسًا بهم، فهو في طفولته كان أشد منهم فقرًا يعود ليردد أمامي بوجه متجهّم
مقولة بريخت: «ألا بد أن أتعلّم الحساب؟ ستعرف وحدك أن قطعتين من الخبز أفضل من واحدة..».
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب