اقتباسات أحمد عبد العزيز

حين انجلت بصيرتي، وارتفع وعيي، وسمت روحي أدركت أن الوعي نقمة كبيرة، آلامًا لا تشفى، ومعاناة لا تنتهي، وشقاء لا ينضب!‏

‫ ‏ليتني ظللت فردًا في القطيع، بلا هوية، بلا وعي، بلا صحوة…‏

❞ كان يبدو أنهم يتخطون مجرد البحث عن المخطوفين وإعادتهم إلى عقاب جماعي للبشر، لأنهم تجرأوا على كبرياء الكيان ❝

من الجيد أنه مثلك يمتلك نسخة مطورة، ويستطيع تغيير قناعاته الراسخة عندما يدرك الزيف، ولا يفني عمرًا في الدفاع عن الوهم لأنه يخشى البحث عن الحقيقة.‏

❞ لكنه كان أكثر عقلانية مما تريده امرأة من حبيبها… ❝

‫ ‏في الواقع، لقد كنت حالمًا جدًا أيها المُعلم أفلاطون حين قلت إن الجهل هو أصل كل الشرور، لا يا عزيزي، بل الجهل هو الأرض الخصبة للشرور، أما التجهيل فهو بذرة الشرور يا فيلسوفي العزيز، يزرع زرعًا في العقول حتى يُحصد الشر منها!‏

‫ ‏وحينئذ يصبح العبث بالعقول وتوجيهها هما السقاية، أما الذي

الشك… والحب، الصحوة تبدأ بتمرد عقل على ما لُقن به طوال عمره دون تفكير، وليس هناك مدخل لذلك أفضل من خفقان قلب، حتى وأن كان ببعض المشاعر الصبيانية في قصة ساذجة، ألم أقل لك أن الحب بوابة الوعي!‏

نحن نسبح في نهر من الزمن منبعه ينهمر من المستقبل ومصبه في غياهب الماضي، نبحث عن الحاضر فلا نعثر عليه، يمر سريعًا كلمح البصر، لا يمكننا الإمساك به، تتبدل مشاعرنا وأفكارنا كأنها تسبح معنا ضد تيار قوي يسير بنا نحو شلال منهمر، كأنه فيض من الأحاسيس المندفعة الكاسحة.‏

إذا اكتشف البشر أن سادتهم ليسوا آلهة جعلوا منهم قرابينًا لحريتهم!‏

‏يا للقراء…‏

‫ ‏عندما يقرأ أحدهم رواية جيدة فأنه على الأغلب يتوحد مع إحدى شخصياتها، يختار الشخصية التي تُشبهه، الشخصية الأقرب إلى أفكاره وميوله ومعتقداته… أو الأكثر تأثيرًا فيه، ربما توحد بعض القراء مع الدكتور ڤيكتور فرانكنشتاين، أو مع زوجته الجميلة إليزابيث، أو حتى مع الكابتن روبرت والتون، لكنني على يقين بأنه لا أحد خطر على باله التوحد مع شخصية هذا المخلوق البائس المسخ!‏

لم تطل فترة استماعي، بضع دقائق كانت كفيلة بدفعي للإجهاش في البكاء، وشرودي في آلاف الذكريات، إحساس بالشجن تملكني، ورج كياني، وحطم عنفواني، غريبة جدًا هذه الإيقاعات المتناغمة، عجيب ما تحمله تلك الأوتار، كأنها تهمس في أذني، تخصني وحدي بالكلمات، تُسر إليّ بالمعانِ، تحمل سحرًا للعقول، ودغدغة للمشاعر، كأنها تتسلل عبر جسدي، تتكثف كقطرات ندى الصباح على رأسي وتخترق خلايا عقلي لتعبث بماضيي وحاضري…‏

كلما ارتفع وعي المرء… ازدادت معاناته.‏

وكأن للحب سطوة على القلوب، إذا ما اقتحم إحداها طرد أمامه فلول الكراهية وتربع على عرشها، وحكم في مُلكه الجديد، ثم أسس قواعد دولته وأرسى قوانينها، وفرض عليها أن تحب كل شيء.‏

إذا تفتحت العقول… لا تعود لسابق عهدها!‏

ولكن ألا يعد هذا أيضًا دليل على الحب؟!، لِمَ تصر إذن على عدم البوح به؟، كل الشواهد تؤكد أنها تحبني مثلما أحبها، لماذا إذن تراوغني كلما واجهتها بكلمات تحمل من المعانِ مثلما تحمل الغيوم من الأمطار!‏

هممت بالحديث، كدت أصرخ فيها، علام تدل هذه الكلمات، تحبين صدقي وعفويتي، تحبين رقي أخلاقي، لماذا تحبين دائمًا شيء ما فيّ، ألا يمكنك أن تحبينني أنا؟، ألا يمكنك أن تنطقيها فقط… أحبك؟‏

‫ ‏لماذا هناك جدار فاصل، لماذا الكلمات دائمًا ناقصة والمعاني ضبابية، ولماذا تبكين بشدة، لماذا كل هذا الحزن، وكل هذا الغضب، ماذا تخفينه عني؟‏

‏يبدو أن البشر يتأقلمون بشكل أو بآخر مع ما يُفرض عليهم من قواعد وقوانين وأفكار ومعتقدات، عندما يعطلّون إدراكهم، عندما يُنحّون عقولهم جانبًا، ويجمدون مشاعرهم، ويصدقون كل ما يقال لهم دون محاولة للشك أو التفكير، يتحولون إلى آلات تطبق التعليمات بحذافيرها دون أن يمنحوا أنفسهم فرصة تقييم صحتها أو تناسقها مع بشريتهم ورقيهم وآدميتهم!‏

‫ ‏لا أدري كيف تحول سلوك البشر لهذا النمط من اللامبالاة وبرود المشاعر وفقدان الإحساس، بل والقسوة، ماذا وضعوا في عقولهم ليحولوهم لدمىً من الخشب تتحرك بخيوط في يد سادة الكيان، كيف أمكنهم النجاح في تحويل البشر إلى هذه المسوخ!‏

أن هذا الذي يدعى الحب هو تجربة أو شعور شخصي تجاه شخص آخر وغالبًا ما يرتبط الحب بمفهوم رعاية شخص أو الاهتمام به، وينتج هذا الشعور من تولد شحنات كهربية في الموصلات العصبية في الدماغ بفعل إفرازات هرمون الـ…‏

‫ ‏- اسكت يا مغفل، ما هذا الكلام الأجوف، أنا أحدثك عن الحب، عن العشق، عن الهيام، عن هذا الشعور الذي يجتاح القلب والعقل ويدفع المرء للإحساس بحلاوة الحياة.‏

لا يسأم الحكي، لا يتذمر، لا يمل من الحديث قط، يمتلك الحلول لكل المشكلات، والنصيحة الحكيمة الصادقة في كل المواقف والأوقات،

لكنه كان أفضل صديق على كل حال، متواجد في كل الأوقات،