اقتباسات فهد بن عسكر الباشا

كنتُ أقرأ وأقرأ وأقرأ بشدةٍ لم أعرفها من قبل. أقصد أنني لَطالما اعتبرتُ نفسي ذلك الشخصَ الذي يحبُّ الكتب. ولكنْ هنالك فرقٌ بين حب الكتب والحاجة إليها. لقد كنتُ بحاجةٍ للكتب، لم تكن قراءتها مجردَ رفاهية بالنسبة لي في تلك الفترة، لقد كانت الكتبُ مادةً شديدة الإدمان. أظنُّني قرأتُ في تلك الأشهر الستة كتبًا أكثرَ مما قرأته خلال سنوات الجامعة الخمس

- مات هيغ

ولعلَّ الناقد والكاتب المغربي عبدالفتاح كيليطو كان مؤمنًا بهذا القول؛ حيث يقول في أحد حواراته: «يُمكن أن أقول إن سيرتي الذاتية هي سيرةُ قراءاتي»

نعَـوْني ولمَّـا يَنْعَنـي غيـرُ شامتٍ

‫وغيرُ عدوٍّ قد أُصيبَت مَقاتِلُهْ

‫يقولون: إنْ ذاق الرَّدَى مات شِعرُهُ

‫وهَيْهاتَ، عُمْرُ الشعر طالت طَوائلُهْ

‫سأَقْضي ببيتٍ يَحمدُ الناسُ أمْرَهُ

‫ويَكثُر مِن أهلِ الرِّواية حاملُهْ

‫يموتُ رَدِيُّ الشِّعرِ من قَبْلِ أهلهِ

‫ وجيِّدُه يبقى وإن ماتَ قائلُهْ!»

يموتُ رَديءُ الشِّعر من قَبلِ أهلهِ

‫ وجيِّدُه يبقى وإن ماتَ قائلُهْ!»

وكم أماتت رغبةُ الكمال إنجازَ كثيرٍ من جليل الأعمال! كما أمات التَّراخي والتسويفُ كثيرًا من فريدِ التأليف!».

ولآثرتُ أن أكون رجلًا فقيرًا في عُلِّيَّةٍ وعندي مجموعةٌ وافرة من الكتبِ، على أن أكون ملكًا زاهدًا في القراءة».

وساعة القراءة هي ساعةٌ ضائعة مهدورة؛ إذا لم تمنَحْ قارئها دَفعةً من القوة لمواصلةِ الحياة.. لا ينبغي لنا أن نقرأ لكي ننسى حياتَنا اليومية، بل العكس؛ علينا أن نقرأ من أجل أن نملِكَ زِمامَ حياتنا بشكلٍ أكثرَ وعيًا ونُضجًا.

هرمان هيسه

وعِندما سُئل مانغويل: ماذا تعلَّمتَ من بورخيس؟ أجاب: «لقد تعلَّمتُ أنَّ القراءة لا يمكن أن تكون إلزاميةً، ويجب أن نسترشد بمُتعتنا. إذا لم نُحب النصَّ، فمن الأفضل أن نتركه جانبًا، ربما نُجرِّبه لاحقًا، لكن لا نُصِرُّ»

❞ الرئيس الراحل بيجوفيتش رحمه الله قال: «كثرة القراءة لا تجعلنا أكثرَ ذكاءً. فبعض الناس يلتهمون الكتبَ من دون الوقفات الضرورية للتفكير، هذه الوقفات ضروريةٌ من أجلِ هضمِ المقروء ومعالجته، ومن أجلِ استيعابه وإدراكه. حين يتحدَّث أُناسٌ من هذا النوع، فإنَّ شذراتٍ من هيغل وهايدغر وماركس تخرج من أفواههم كما هي، بلا هضمٍ أو مُعالجة. إنَّ القراءة تقتضي إسهامَ القارئ فيما يقرأ، ويحتاجُ هذا إلى وقت، كالنَّحلة تُحوِّلُ الرحيقَ الذي في بطنها إلى عسل» ❝

ولْيحذَر الباعة في المكتبات من أمثال النَّحْوي ابن الخشَّاب؛ فإنه كان زَبونًا من نوعٍ خاص! مما ذُكر عنه أنه إذا حضر سوقَ الكتب وأرادَ شراء كتابٍ غافَلَ الناسَ وقطع منه ورقة، وقال: «إنه مقطوع!» ليأخذَه بثمنٍ بَخْس

😂😂

"ولقد جرَّبتُ اللذائذ كُلها، فما وجدتُ أمتعَ من الخلوةِ بكتاب"

- علي الطنطاوي رحمه الله

«وكأني كنتُ أتَّخذ لي مقعدًا في الجنة!»

-هنري ميللر

مونتسكيو يقول : «لم يُصِبْني حزنٌ إلا وانتشَلَتني منه القراءة»

لبورخيس كلمة معبِّرة يقول فيها: «لو لم نطبع كُتبَنا لبقينا نُصحِّحُها إلى أن نموت!».

روى معاوية بن عبدالكريم عن أبيه أنه دخلَ على الفرزدق فتحرَّك، فإذا في رِجلهِ قيْدٌ، فقلتُ: ما هذا؟ فقال: حلفتُ ألَّا أنزعه حتى أحفظ القرآن.

الشاعر الألماني يوهان غوته يقول : «إنَّ مَن أراد أن يُنجز أمرًا ينبغي أن يُقيِّد نفسه!»

قول جون ملتون الذي اقتبَسَهُ غاي ستيرن عام ١٩٨٩ عندما كان يُلْقي محاضرةً عن حرقِ الكُتبِ إبَّان سطوة النظام النازي: ليست الكُتبُ جماداتٍ لا حياة فيها، بل هي وعاءٌ لقوَّةٍ كامنة، أريدَ لها أن تكون فاعلةً مثل الرُّوح التي أنجبتها.

فائدة عن أصل كلمة سَنْدوتش، في معجم الدَّخيل، ص١٢٥ أنها منسوبة إلى جون مُنتاغو إرل سندوتش الرابع (١٧١٨-١٧٩٢)، وهو من رجالات الدولة البريطانية، وكان مُدمن قمار سُمِّي الرغيف باسمه عام ١٧٦٢؛ لأنه أمضى هذا العام كاملًا على مائدة القمار.

قال المازني: كانت الكتبُ أنيسي في وحدتي، وسَميري في خُلوتي، وكنتُ أستغني بها عن مُتَع الحياة ولذَّات العيش.

إذا أحبَّ ابنُ آدم القراءة جرَت منه مَجْرى الدَّم، وغدَت أُنسَه وأنيسَه؛ فتجده مُسرِفًا في الحديثِ عنها، والتذكيرِ بأهميَّتها، ويتوق دائمًا إلى الاحتكاكِ بأهلها ومعرفةِ كل مشاركٍ له بعشقها، بل تراه في أغلبِ أوقاته يتَلفَّت ويتلقَّف ما حوله رغبةً في ممارستها.